توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كرم صابر!

  مصر اليوم -

كرم صابر

د.أسامة الغزالي حرب

أشعر بالخجل من ذلك الذى يحدث فى مصر! إن أى شخص، فى أى مكان، يستطيع أن يقدم بلاغا ضد أى كاتب أو أى مبدع بتهمة «ازدراء الأديان»،  ويحصل على حكم بحبسه، من قضاء مصر «الشامخ»! آخر فصول هذا المسلسل المؤسف وقعت عندما رفع أحد المحامين بلاغا إلى المحامى العام لنيابات بنى سويف ضد الكاتب كرم صابر مطالبا بمنع مجموعته القصصية «أين الله» وسحبها من الأسواق ومصادرتها، فكان له ما أراد فضلا عن حبس كرم خمس سنوات بتهمة ازدراء الأديان، والتعدى على الذات الإلهية . أكرر أشعر بالخجل والحزن لأسباب عديدة، أولها هو دلالة تلك القضية على المناخ الثقافى السائد فى مصر، والذى تدهور بشكل مفزع لايتناسب أبدا مع ريادتها الفكرية والثقافية، ومناخها المنفتح للإبداع والمبدعين فى كل المجالات. هل اذكّر هنا مرة أخرى بما شهدته مصر عام 1937(أى منذ مايقرب من ثمانين عاما!) من حوار راق بين العالم المصرى إسماعيل أدهم الذى كتب مقالا بعنوان «لماذا أنا ملحد» فرد عليه مفكر مصرى مرموق هو محمد فريد وجدى بمقال «لماذا هو ملحد» وكذلك الطبيب والشاعر أحمد زكى أبو شادى بكتيب «لماذا أنا مؤمن». ثانيا، غير واضح لدى هنا دور الأزهر، لأن الأخبار التى قرأتها ملتبسة، فهل اعترض الأزهر على هذا الكتاب مثلما اعترض مؤخرا على عرض فيلم نوح؟ هل تحول الأزهر من قلعة للإعتدال والإستنارة الدينية، إلى معقل للرجعية الدينية؟ بالنسية لى هذا لغز لا أفهمه! لأنى أوقن تماما بعقلانية واستنارة د.الطيب، فما هو التفسير؟ إنه لأمر مؤسف ألا يملك د.الطيب الإرادة والعزيمة ليعيد للأزهر مكانته اللائقة به! وأخيرا أكرر أيضا كيف نحجر على الآراء والأفكار، والقرآن الكريم يحض على حرية الفكر حتى فيما يتعلق بالعقيدة الدينية نفسها:«وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر» (الكهف 29)، «ولو شاء ربك لآمن من فى الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين»(يونس:99). "الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كرم صابر كرم صابر



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 14:29 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

مؤمن زكريا يتخلّف عن السفر مع بعثة الأهلي

GMT 05:35 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

شوبير يفجر مفاجأة حول انتقال رمضان صبحي إلى ليفربول

GMT 13:45 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ماكينات الـ ATM التى تعمل بنظام ويندوز XP يمكن اختراقها بسهولة

GMT 02:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر الدواجن في الأسواق المصرية الجمعة

GMT 17:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يصل السعودية لأداء مناسك العمرة

GMT 16:08 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف تابوت يحوي مومياء تنتمي للعصر اليوناني الروماني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon