توقيت القاهرة المحلي 05:11:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الاستثمار والفساد

  مصر اليوم -

الاستثمار والفساد

صلاح منتصر

يذكرنا «قانون عبد النور» الذي يحرر عقود الاستثمار من الدعاوي التي يمكن أن يقيمها الأفراد لإبطال أي تعاقد أجرته الدولة مع مستثمر بعد كذا سنة والمطالبة بإبطاله، بقانون الحسبة  الذي صدر في منتصف التسعينيات بعد واقعة شهيرة جري فيها تكفير الدكتور نصر حامد أبو زيد أستاذ الدراسات الإسلامية رحمه الله وتم تطليقه قسرا من زوجته بحكم من المحكمة. فجاء قانون الحسبة ليمنع إطلاق يد الأفراد في تهديد المفكرين والمبدعين عن طريق الدعاوي القضائية وقصر تحريك مثل هذه الدعاوي علي النيابة العامة. وكما أثار قانون الحسبة وقت صدوره قبل 18 سنة خلافا بين الأغلبية التي أيدته كخطوة لوقف عمليات الاغتيال المعنوي للمفكرين، وبين الأقلية التي هاجمته بحجة أنه يحرم الفرد »من حقه في تغيير المنكر« كذلك يثور الخلاف حول »قانون عبد النور« (نسبة إلي وزير الصناعة والاستثمار الذي أعده) وكانت شجاعة حاسمة من الرئيس عدلي منصور الذي وقعه ليغلق فورا ملفات 500 قضية مطروحة أمام المحاكم وتهدد الاستثمار. ولا شك أن القانون الجديد سيحقق استقرارا للاستثمار وللدولة التي أصبحت أيديها مرتجفة غير آمنة للتعاقد مع المستثمرين رغم أن كل التعاقدات تجري بشفافية أساسها المزايدات. ولكن ماذا عن الفساد الذي شاب أو سيشوب بعض العقود؟ هل يعد القانون الجديد درعا يحتمي به الفاسدون، وألا يعني حرمان الأفراد العاديين من اللجوء للمحاكم مخالفة الدستور (مادة 97) التي تقول التقاضي حق مصون ومكفول للكافة، ويحظر تحصين أي عمل أو قرار إداري من رقابة القضاء؟ الرد ببساطة أن من امتلك أدلة فساد في أي تعاقد يكون مجرما في حق وطنه وشعبه إذا لم يتوجه لإبلاغ النيابة العامة أو الرقابة الإدارية أو نيابة الأموال العامة كل حسب تخصصه للتحقيق وتوجيه الاتهام عن طريق النيابة، وبالتالي فالقانون ليس درعا يحمي الفساد وإنما يمكن اعتباره جسرعبور إلي الجمهورية الثالثة التي ستبدأ مع انتخاب رئيس الجمهورية الجديد،يحقق استقرارا إقتصاديا ضروريا يتم إستكماله بالإستقرار الأمني والسياسي والاجتماعي بما يكمل عناصر التقدم الذي نتمناه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاستثمار والفساد الاستثمار والفساد



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 14:29 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

مؤمن زكريا يتخلّف عن السفر مع بعثة الأهلي

GMT 05:35 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

شوبير يفجر مفاجأة حول انتقال رمضان صبحي إلى ليفربول

GMT 13:45 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ماكينات الـ ATM التى تعمل بنظام ويندوز XP يمكن اختراقها بسهولة

GMT 02:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر الدواجن في الأسواق المصرية الجمعة

GMT 17:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يصل السعودية لأداء مناسك العمرة

GMT 16:08 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف تابوت يحوي مومياء تنتمي للعصر اليوناني الروماني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon