توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بلد بتفك!

  مصر اليوم -

بلد بتفك

صلاح منتصر

والناس ماشية فى الشارع ، وكل واحد عامل لنفسه طريق وخطة ونظام ، فجأة هبطت عليهم كالمطر زخات مفكات إستوردها شرير برخص التراب من الصين ورشها على الناس بأعداد مهولة تزيد عن تعدادهم بحيث أصبح فى يد كل منهم مفك . ولأنه مفك يبقى بيفك ، ومن يومها وكل واحد بيفك فى صواميله وصواميل اللى جنبه واللى وراه وقدامه . وكل شيء كان مربوط اتحل ورخرخ ..كل فكرة ومعتقد وأى حاجة مقدسة أو قيمة كله كله إتفك . وبما أن الإنسان هوه اللى بيدور عجلة الحياة ، فكل شيء حواليه إتفك . أصبح محدش بيحاسب حد أويحاسب نفسه لأن صواميل عقله وضميره فكوا . أصبحت هناك حالة إدمان من الجعجعة . انا أجعجع فأنا موجود . لأن اللى غاب عن ذهن الجميع إن المفك بيربط كمان ، لكن تقول إيه لقلة العلام. هذه هى اللوحة البديعة الساخرة المؤلمة التى رسمتها الفنانة إسعاد يونس لحال ما وصلنا اليه فى مقالها بالمصرى اليوم عدد الجمعه 28 فبراير . وقد شبعت إسعاد من التمثيل، ودخلت فى» حالة زهق «تمارس فيها فن الرسم بالكلمات والكشف أسبوعيا عن لوحاتها الساخرة الأدبية التى تعبر عن مخزون ثقافى متراكم من القراءات والصور والتجارب والحكايات إلى جانب الموهبة الإلهية . البلد بتفك فعلا من أول الطالب فى الجامعة إلى المسئول المرتعش فى الوزارة .انظر حولك تجد مفكات تعمل بكل همة ونشاط . تذكر يوما لم تواجه سيارة عكس الاتجاه تقتحمك وتريد أن » تلبس » فيك ،وسائقها يصرخ فى وجهك لأنك أنت الغلطان . تذكر مرة أنهيت مصلحة دون أن تتذلل وترجو وتلح . الغريب أن حديث المجتمع يتركز حول تدليل الذين يفكون ويهدمون . نحمى المتظاهرين ولا نشجع من يعمل ويجيد ويبدع . الإرهابى نحرسه بحقوق الإنسان ،والقتيل البرىء نكرمه بجنازة ينقلها التليفزيون . جرب أن ترشح شخصا ليكون وزيرا وسوف تجد عشرات الذين لا يعرفونه يفكونه حتة حتة . المفكات لا تفك فقط ولكنها تربط أيضا . ولكن من يسمع ومن يربط ؟! . نقلاً عن "الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بلد بتفك بلد بتفك



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 14:29 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

مؤمن زكريا يتخلّف عن السفر مع بعثة الأهلي

GMT 05:35 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

شوبير يفجر مفاجأة حول انتقال رمضان صبحي إلى ليفربول

GMT 13:45 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ماكينات الـ ATM التى تعمل بنظام ويندوز XP يمكن اختراقها بسهولة

GMT 02:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر الدواجن في الأسواق المصرية الجمعة

GMT 17:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يصل السعودية لأداء مناسك العمرة

GMT 16:08 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف تابوت يحوي مومياء تنتمي للعصر اليوناني الروماني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon