توقيت القاهرة المحلي 11:05:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التمكين بديلاً للتوريث (1-6)

  مصر اليوم -

التمكين بديلاً للتوريث 16

مصر اليوم

يوم 25 يناير 2011 سقط مخطط «توريث» الحكم تحت أقدام الغاضبين، لكن الموجة الأولى من المسار الثورى وقعت فى فخ مخطط آخر، لا يقل ضراوة ولا فداحة، عن سابقه، ألا وهو «التمكين»، الذى يعنى بالنسبة لجماعة الإخوان نهاية لمرحلة «الصبر» والوصول إلى العتبة التى تقع عندها الدولة برمتها فى قبضتهم، فيصادرون كل ما فيها لحساب فكرتهم، التى لم تعد صالحة لإدارة دولة عصرية متمكنة. ولو كان هذا «التمكين» «مشروعاً وطنياً» متماسكاً وواضح المعالم وقائماً على توظيف كل الطاقة الكامنة للدولة وجميع الكفاءات فى شتى التخصصات دون النظر إلى الاتجاه السياسى أو الإطار الأيديولوجى ما كانت هناك مشكلة، لكنه مجرد حلم عابر لتنظيم يصر على إدارة الدولة بطريقة سرية، ويوظف كل إمكانياتها لخدمة فصيل واحد، بما يضع مصر فى مهب الريح من جديد. لقد اعتقد الإخوان أن وقت التمكين قد أزف حين جلسوا ليرتبوا أوراقهم عقب تنحى مبارك عن السلطة على النحو التالى: 1- هذه المرة الأولى منذ ثورة يوليو 1952 التى يكون فيها قادة الجيش بلا خبرة فى السياسة، لأن مبارك كان حريصاً على إبعادهم عنها فى إطار التمهيد لتوريث نجله الحكم. وهى المرة الأولى التى يُهاجَم فيها «المجلس العسكرى» بهذه الضراوة من قطاع شعبى عريض، ويهتف الشباب بسقوطه ورحيله، وينفتح الباب أمام تداول المعلومات عن الجيش وأوضاعه ومشاريعه وارتباطاته. وبالتالى فإن هذا المجلس الجريح المتعثر الباحث عن «خروج آمن» بدا هو الطرف الطيّع السهل الذى يمكن استعماله جسراً للوصول إلى السلطة، وهى فرصة قد لا تتكرر أمام الإخوان. 2- جهاز الشرطة أصيب بجرح غائر، ودفع ثمن خطايا نظام مبارك، وأخطاء انحرافه عن مهمته فى خدمة الشعب بحفظ أمن المجتمع إلى خدمة السلطة. وهذا هو الجهاز، لا سيما مباحث أمن الدولة، الذى لديه معلومات كاملة عن تنظيم الإخوان، ويلاحقهم ويطاردهم ويواجههم إن دعت الضرورة، لكنه أمام الضربات المتتالية التى تعرّض لها، لم يعد بمقدوره أن يفعل ما كان ينفذه فى الماضى، وبدا ضعفه واستكانته وقلة حيلته فرصة ذهبية أيضاً، كى يعوض الإخوان ما حُرموا منه فى ظل يقظة الأجهزة الأمنية، ويتقدموا خطوات فى سبيل حيازة السلطة. 3- القوى الحزبية لا تزال على ضعفها القديم رغم قيام الثورة، بعد أن قبعت طويلاً فى حضن السلطة، وارتضت بالفتات المتاح، وقيام أحزاب جديدة بعد الثورة لم يوسع كثيراً من قاعدة المنضوين تحت لواء الأحزاب، ولم يقِ الحياة الحزبية من الضعف والتشرذم والاستسلام لثقافة الماضى. وهذا الطرف ليس بوسعه أن يطرح بديلاً متماسكاً فى زمن سريع، وليس بمكنته أن يبنى شبكات اجتماعية راسخة بجهد يسير، لا سيما مع ضيق ذات اليد، ولهذا رأى الإخوان أن تلك هى اللحظة التى يخطفون فيها ما يريدون قبل أن تستفيق الأحزاب وتلتحم بالجماهير. 4- قوى ثورية مبعثرة بعد «ثورة شعبية» لم يكن لها قائد، سواء كان شخصاً أو تنظيماً، أغلب المشاركين فيها اعتقدوا أن مهمتهم قد انتهت بمجرد تخلى مبارك عن السلطة وعادوا إلى بيوتهم، وكثير منهم اطمأن إلى أن المجلس العسكرى سيتصرف كشريك حقيقى فى الثورة ويسعى إلى تحقيق أهدافها. وزاد من طمع الإخوان أن الطليعة الثورية نفسها لم تكن متحدة ولا حتى متماسكة وملتفة حول مسار أو طريقة واحدة للعمل والتقدم إلى الأمام. 5- جماهير غفيرة كانت قبل انتخابات الرئاسة لا تزال متعاطفة مع الإخوان، وترى ضرورة أن يُمنحوا فرصة كاملة ليقدموا مشروعهم ويطبقوه، ربما يكون فيه «الخير لمصر» ويكون «الإسلام هو الحل» كما نادى الإخوان منذ منتصف ثمانينات القرن الماضى حين خاضوا أول انتخابات برلمانية بالتنسيق مع حزب الوفد. 6- أطراف خارجية، لا سيما الولايات المتحدة الأمريكية، تريد طرفاً يملأ الفراغ الذى تركه مبارك ومجموعته ويكون «كنزاً استراتيجياً» بديلاً. وقد اطمأن الإخوان، عبر وسطاء، إلى أن واشنطن ليس لديها مانع من أن يتقدموا لانتخابات الرئاسة، ولعبت قطر وتركيا دوراً مهماً فى هذا الشأن. (نكمل غداً إن شاء الله تعالى) نقلاً عن جريدة "الوطن" 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التمكين بديلاً للتوريث 16 التمكين بديلاً للتوريث 16



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 07:57 2021 الخميس ,02 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الخميس 2- 9-2021 في مصر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon