توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الفضائيات الدينية والثقافة الجنسية (2 - 2)

  مصر اليوم -

الفضائيات الدينية والثقافة الجنسية 2  2

مصر اليوم

4 - مبرر اجتماعى: فالمجتمعات العربية تعانى من زيادة معدل العنوسة وتأخر سن الزواج لأسباب اقتصادية فى الغالب الأعم، وكذلك ارتفاع نسب الذين يعانون من العجز الجنسى نتيجة إدمان المخدرات. ويحدث هذا فى ظل انفتاح تام على العالم من خلال السفر الدائم للسياحة والتسوق والبعثات التعليمية وكذلك الإنترنت والفضائيات التى حولت العالم برمته إلى «حجرة صغيرة». وهذا الأمر خلق وضعاً ضاغطاً بشدة على أعصاب المجتمع، مما أدى إلى وقوع انفجارات جنسية متوالية تتراوح بين التحرش والاغتصاب والبحث عن طرق تحايلية مشرعنة لتصريف الطاقة الجنسية الحبيسة كالزواج العرفى وزواج المسيار، وطرق أخرى غير مشرعنة مثل البغاء. وهذا الوضع الاجتماعى الصعب يفتح باباً لتدخل الدين من زاويتين؛ الأولى هى خوف علماء الدين من الانحلال واعتباره ترجمة لفشل مهمتهم فى الحياة، والثانية هى سعى الناس أنفسهم إلى ما يرطب ضمائرهم أو يرضيها من ناحية التفكير فى الجنس أو محاولة إشباعه، حيث يحتاجون إلى من يرسم لهم الحدود التفصيلية والفرعية بين «اللمم» و«الحرام». وحتى لو كان كل هذا «بَيِّن» ولا يحتاج إلى نقاش وجدل، فإن أغلب الناس، لاسيما فى حال الاستهواء، يصبحون بحاجة ماسة إلى رأى شخص يثقون فيه، أو يستعملونه أداة لترضية أنفسهم، أو تعزيز وجهتهم أو قرارهم الذى اتخذوه بالفعل، ولذا يلجأون إلى منتجى الخطاب الدينى، لعل لديهم الفتوى والسلوى. لكل هذا وجدنا بعض الفضائيات تخصص برامج كاملة للحديث عن القضايا الجنسية، مثل تلك التى تقدمها المصرية الشهيرة د. هبة قطب، وهى إن لم تكن عالمة دين، فإن جزءاً من جرأة طرحها ودخولها إلى مناطق غير مأهولة فى الحديث عن الجنس راجع إلى إسناد دينى يؤكد أن ما تفعله ليس حراماً ولا مكروهاً إنما هو ضرورى وواجب. وهناك برامج دينية تخصص حلقات للحديث فى هذه المسألة، ولعل من أولها وأشهرها تلك الحلقة الشهيرة فى برنامج «الشريعة والحياة» على قناة «الجزيرة» وقت أن كان يقدمها أحمد منصور واستضاف فيها الشيخ يوسف القرضاوى وتحدث باستفاضة وتفصيل ومن دون حواجز ولا خطوط حمراء عن «الممارسة الجنسية الشرعية». وعلى القنوات الدينية الشهيرة مثل «الناس» و«الحافظ» و«الرحمة» و«الرسالة» و«اقرأ» وغيرها طالما يستقبل الشيوخ أسئلة واستفسارات من المشاهدين حول الجنس، ويجيبون عنها بإحالات إلى تأويل لآيات والاستعانة بأحاديث أو آراء للفقهاء القدامى أو قصص وحكايات تراثية. وهناك أيضاً مواقع دينية على الإنترنت تتلقى أسئلة مفتوحة من المتابعين ويأتى الشيوخ ليجيبوا عليها، ثم يقوم الشباب بنقل هذه الإجابات على مدوناتهم الخاصة، وعلى المنتديات، واتسع الأمر بعد انطلاق مواقع التواصل الاجتماعى مثل «فيس بوك» و«تويتر». وأمام إلحاح المشاهدين على طرح الأسئلة فى لهفة وبكل ثبات ورباطة جأش، لم يعد هناك أى سبيل أمام علماء الدين وفقهائه سوى تقديم الإجابات لهم بكل ثبات أيضاً. وهكذا بدأت حواجز الخجل تنهار شيئاً فشيئاً، عند منتجى الخطاب والفتوى الدينية، تحت لافتة عريضة تقول «لا حياء فى الدين ولا فى العلم». 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفضائيات الدينية والثقافة الجنسية 2  2 الفضائيات الدينية والثقافة الجنسية 2  2



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 14:29 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

مؤمن زكريا يتخلّف عن السفر مع بعثة الأهلي

GMT 05:35 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

شوبير يفجر مفاجأة حول انتقال رمضان صبحي إلى ليفربول

GMT 13:45 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ماكينات الـ ATM التى تعمل بنظام ويندوز XP يمكن اختراقها بسهولة

GMT 02:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر الدواجن في الأسواق المصرية الجمعة

GMT 17:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يصل السعودية لأداء مناسك العمرة

GMT 16:08 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف تابوت يحوي مومياء تنتمي للعصر اليوناني الروماني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon