توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تجربة مهمة لأدباء البحيرة

  مصر اليوم -

تجربة مهمة لأدباء البحيرة

عمار علي حسن

فى وسط الظلام الدامس الذى يغمرنا حالياً، بفعل الاستبداد السياسى والرغبة الجامحة فى سرقة الثورة أو حرفها عن مسارها، هناك من يصر على أن يشعل «شمعة»، غير مكتفٍ باللوم والصراخ الذى لم يلبث أن يتطاير فى الهواء، بل يذهب مباشرة إلى صناعة «البديل»، كل فى مجاله وحسب جهده وطاقته. من بين هؤلاء بعض أدباء البحيرة الذين التقيتهم مؤخراً فى رحاب صالون الدكتور عبدالوهاب المسيرى بالمكتبة العامة فى دمنهور، فوجدتهم قد وضعوا أقدامهم على طريق محاولة لتعزيز الوعى، مؤمنين بأن الثقافة بشتى ألوانها هى درع قوية، رغم نعومتها، بوسعها أن تقوض من الزمن أركان التطرف الدينى والتعصب الفكرى وكل الأفعال المادية الخشنة التى تريد أن تعيدنا إلى الوراء. ولما طرح الأديب الأستاذ رضا إمام رؤيته تلك، طلبت منه أن يكتب شيئاً مجملاً عنها حتى يقف الأدباء الآخرون فى شتى المدن المصرية عليها، ويستفيدوا منها. وأرسل لى ما أردته منه تحت عنوان: «الجمعيات الأدبية ومحاولة خلق الفعل المعرفى المنتج»، وها هو نصاً كما وصلنى، دون زيادة ولا نقصان: «يقولون إن المرء ليقتفى أثر الأبيض فى الأسود. ونحن فى دمنهور قد انتوينا ألا نقف هكذا مكتوفى الأيدى، بينما تنشغل عيوننا بالكرة الرائحة الغادية بين أقدام لاعبى السياسة وخبراء تأزمات الكلام، ولأننا آثرنا أن نكون فعلاً مؤثراً ومفيداً مستنكفين دور القائم برد الفعل، فقد أقمنا ومنذ فترة تجمعات أدبية روادها من محبى الأدب وأجناسه المختلفة (قصة.. رواية.. شعر.. مسرح.. إلخ) من الشباب الذين لم يتحققوا فى أى شىء لكى يثبتوا أن هناك مصطلحاً اسمه المواطنة، فلا سكن ولا وظيفة ولا زواج ولا علاج يليق ببنى آدم، فقط هو الحرمان والاغتراب داخل وطن هو وطنهم وليس وطن أية عصابة من العصابات، فما المانع إذن أن يتحقق فى الأدب؟! هذا التحقق لن يثنيه بأى حال من الأحوال عن تكملة تحققات أخرى، فلنفرد داخل الشباب مساحة الوعى المبتسر، نزرع داخل المساحات الخضراء دواخلهم زهور الوعى كمدخل أولى للولوج لعالم المعرفة الوسيع، فالثقافة فى رأينا وعى حاضر ثلاثى الأبعاد للشاب: أن يعى الشاب بإمكاناته وطموحه، وأن يعى ماهية المجتمع وظواهره دائمة التغير، وأن يعى بعد ذلك ماذا يحدث فى هذا العالم الكبير الذى يعيشون فيه. نعتمد فى ذلك الدور على إيماننا العميق بالله وبالوطن وبإمكانات الشباب الكبيرة، الذين يمثلون المستقبل الآتى..المضىء رغم أنف كل الغيوم، متسلحين فى ذلك بأدباء وفنانين لهم إسهاماتهم المميزة وتحققاتهم القوية فى مجال المعرفة، كمراجع أولية لهؤلاء الشباب، وبإمكانات مادية ذاتية، وتبرع بعض المخلصين.. المؤمنين بالدور بتوفير أماكن يمكننا التجمع فيها بها بعض الكراسى وطاولة وكوب شاى. وقد تمخض بالفعل من خلال هذه الصالونات الصغيرة تطور حالة التعبير عن الرؤى لدى معظم الشباب حتى إن بعضهم أصبحت له إسهاماته الأدبية على مستوى المحافظة، وكنا دائماً نرصد مدى التغير ليس فى استيعاب الشاب لأدوات المعرفة فحسب، ولكننا كنا نرصد أيضاً مدى استقامة العوامل النفسية المُثبتة لذواتهم داخل منظومة الحياة العامة، ونحاول دائماً أن تكون هناك أبجدية للأمور، وأن تتطور كتابات الشباب من المرحلة الشفاهية إلى المرحلة التحريرية، فبدأنا فى إصدار نشرات غير دورية تضم إبداعاتهم، ثم عقد حلقات نقدية لمناقشة هذه الأعمال ولا مانع من استقدام بعض الأدباء الكبار لمناقشة هذه الأعمال، حتى تأخذ هذه الأعمال مشروعية، بالتأكيد لها انعكاساتها التنموية فى كل الاتجاهات على هؤلاء الشباب الذين يلهثون وراء أية فرجة ضوء كى ما يتسنى للآخرين أن يروا ملامحهم التائهة وسط ضباب الواقع وأزماته». نقلاً عن جريدة "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تجربة مهمة لأدباء البحيرة تجربة مهمة لأدباء البحيرة



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 14:29 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

مؤمن زكريا يتخلّف عن السفر مع بعثة الأهلي

GMT 05:35 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

شوبير يفجر مفاجأة حول انتقال رمضان صبحي إلى ليفربول

GMT 13:45 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ماكينات الـ ATM التى تعمل بنظام ويندوز XP يمكن اختراقها بسهولة

GMT 02:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر الدواجن في الأسواق المصرية الجمعة

GMT 17:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يصل السعودية لأداء مناسك العمرة

GMT 16:08 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف تابوت يحوي مومياء تنتمي للعصر اليوناني الروماني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon