توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فهم الإرهاب الراهن شرط للنصر عليه

  مصر اليوم -

فهم الإرهاب الراهن شرط للنصر عليه

وحيد عبد المجيد

لا يمكن كسب المعركة ضد الإرهاب، مثلها مثل أى معركة، بدون تحديد أبعادها بدقة. ولا يتيسر ذلك إلا عبر فهم السمات الأساسية لموجة الإرهاب الراهنة، ولأن المعلومات سلاح أساسى فى معركة الإرهاب، ينبغى توخى الحذر بشأن المصادر التى نستقى منها هذه المعلومات. فلا يصح الاعتداد بمعلومات غير موثوقة وبناء خطط على أساسها مثل التغريدة التى وجدناها منسوبة إلى تنظيم «أنصار بيت المقدس» على «تويتر» يوم الجمعة الماضى بعد عملية تفجير مستودع أنابيب البراجيل وتتضمن تهديداً بشن حرب اقتصادية. وتفيد معرفة طبيعة هذا التنظيم وتوجهاته فى إدراك أنه لا أساس لهذه التغريدة، مثلما لم يمكن هناك أساس للبيان الذى تم بثه عبر «فيس بوك» منسوباً إليه أيضا «عقب عملية طابا فى 16 فبراير الماضى متضمناً التهديد باستهداف السياحة وإمهال السياح خمسة أيام لمغادرة البلاد فهذا التنظيم لا يستخدم مواقع التواصل الاجتماعى أصلاً لأسباب تتعلق بأمن أعضائه. ولذلك يبث بياناته المعتمدة عبر عدد من المواقع المسماة» جهادية، وأهمها موقع «شبكة شموخ الإسلام». ويعنى ذلك أنه ليس هناك تغيير حتى الآن فى أسلوب عمل التنظيم الأكثر تأثيراً فى موجة الإرهاب الراهنة، وهو استهداف المواقع الأمنية والعسكرية والأرجح أن مجموعتين صغيرتين تقتديان به، ولكنهما ليستا جزءا، هما اللتان نفذتا عمليتى طابا والبراجيل. وفى ضوء ذلك، يبدو أن موجة الإرهاب الراهنة مازالت فى فصلها الأول الذى يبدو أنه يقترب من نهايته. ويتسم هذا الفصل بوجود ثلاثة أنماط متوازية من العنف وهى العمليات الإرهابية الكبيرة المنظمة، والعمليات الصغيرة العشوائية، وأشكال العنف المدنى المرتبطة بتحركات تنظيم «الإخوان» فى الشارع. ويفيد تحليل هذه الأنماط الثلاثة خلال الشهور الثمانية الماضية أن وتيرة العمليات الكبيرة المنظمة بدأت تتراجع مؤخراً فى مقابل ازدياد معدلات العمليات العشوائية التى تستخدم فيها عبوات وقنابل بدائية محلية الصنع. أما النمط الثالث، وهو تحركات «تنظيم الإخوان» التى يتركز أهمها فى أيام الجمعة، فهى تزداد عنفاً رغم أنها بدأت فى الانحسار. والأرجح أن يستمر هذا الانحسار فى الفصل الثانى الذى قد تنتقل إليه موجة الإرهاب خلال أسابيع، وأن تقل نسبيا معدلات العمليات الإرهابية الكبيرة، فى الوقت الذى ستزداد فيه وتيرة العمليات الصغيرة العشوائية، خاصة مع بدء تكوين مجموعات محلية تقوم بها ويتخذ بعضها شكل التنظيم المحدود المحصور فى منطقة معينة مثل تنظيم «أجناد مصر» الذى أعلن مسؤوليته عن عدة عمليات منذ أن استهدف الكمين الأمنى فى عبود بشبرا فى 20 نوفمبر الماضى. غير أنه إذا كان مرجحاً أن يشهد الفصل الثانى من موجة الإرهاب الحالية تراجعاً نسبياً فى العمليات الكبيرة المنظمة التى ضرب بعضها أهدافاً ثقيلة مثل بعض مديريات الأمن (جنوب سيناء والدقهلية والقاهرة) ومقار المخابرات الحربية (العريش والإسماعيلية)، فلا يعنى ذلك أن هذا التراجع سيكون نهائياً. فليس مستبعدا أن تزداد العمليات الكبيرة المنظمة مجدداً بعد تراجعها. وربما تكون هذه هى سمة الفصل الثالث فى موجة الإرهاب الراهنة إذا لم يتم إحكام السيطرة على باقى جيوب هذا الإرهاب فى سيناء قبل أن يعود المصريون الذين ذهبوا للقتال فى سوريا. ففى ظل عولمة الإرهاب، ذهب عدد غير معروف بدقة من المصريين إلى سوريا حيث توجد «مدرسة» للتدريب على أعمال التفجير والعنف التى تقوم بها تنظيمات كبيرة محترفة مثل «داعش» و«النصرة» وأخرى متوسطة. وسيعود هؤلاء المصريون عاجلاً أو آجلاً. وقد عاد بعضهم بالفعل حين بدأت موجة الإرهاب الراهنة. فكان أحد أكثر ما لفت الانتباه فى البيان المؤكد صدوره عن «أنصار بيت المقدس» الأحد الماضى لنعى قتلاه الستة فى منطقة عرب شركس بالقليوبية هو أن اثنين منهم عائدان من سوريا، ولا ننسى أيضا أن «الفيديو» الذى بثه هذا التنظيم للانتحارى الذى نفذ محاولة اغتيال وزير الداخلية محمد إبراهيم فى 5 سبتمبر الماضى قوله إنه ذهب إلى سوريا قبل أن يعود وينخرط فيما سماه «الجهاد ضد الحكم فى مصر». غير أن المعطيات المتوفرة تفيد أن عدد من عادوا من سوريا مازال قليلاً. ويعنى ذلك أن هناك مئات سيعودون فى وقت غير معلوم لنا. فإذا ظل تنظيم «أنصار بيت المقدس» أو غيره قادراً على العمل وحافظ على أهم معاقله فى سيناء، سيلتحق العائدون من سوريا به وسيزداد خطرهم فى هذه الحالة. ولهذا يرتبط مدى خطر المصريين الذين سيعودون من سوريا بوجود بنية تحتضنهم فى سيناء وتستفيد من الخبرات التى حصلوا عليها. فإذا أمكن إحكام السيطرة على سيناء فى وقت مناسب، سيقل أثر عودتهم، وربما لا يستطيع بعضهم الرجوع فى هذه الحالة نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فهم الإرهاب الراهن شرط للنصر عليه فهم الإرهاب الراهن شرط للنصر عليه



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 09:00 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 09:36 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الدلو

GMT 13:21 2019 الأحد ,29 أيلول / سبتمبر

كيف ساعدت رباعية الاهلي في كانو رينيه فايلر ؟

GMT 03:35 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

فوائد الكركم المهمة لعلاج الالتهابات وقرحة المعدة

GMT 02:36 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

فعاليات مميزة لهيئة الرياضة في موسم جدة

GMT 04:38 2020 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

نجل أبو تريكة يسجل هدفا رائعا

GMT 12:42 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ديكورات جبس حديثه تضفي الفخامة على منزلك

GMT 12:14 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

مجموعة Boutique Christina الجديدة لموسم شتاء 2018

GMT 11:46 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

الذرة المشوية تسلية وصحة حلوة اعرف فوائدها على صحتك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon