توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"العمى في قلبك".. يا إسرائيل؟

  مصر اليوم -

العمى في قلبك يا إسرائيل

حسن البطل

استجاب رئيس السلطة الى التماس من الحاخام مارك شنير، وأصدر، في التوقيت العبري لـ "الهولوكوست"، بياناً رئاسياً غير مسبوق لا فلسطينياً ولا عربياً يصف فيه ما أنزله النازي بيهود ألمانيا وبعض أوروبا بأنه "الجريمة الأبشع التي عرفتها الإنسانية في العصر الحديث". من قبل، كان رئيس السلطة أوعز لسفراء وممثلي فلسطين في الدول الأوروبية التي وقعت فيها المحرقة، بحضور احتفالات تكريم ذكرى ضحاياها. لا يعرف الكثيرون أن نتنياهو، الذي فشل في استجابة الاستجابة لتصريح عباس، كان قد اعترض عام 1998 على مبادرة من أحد مستشاري كلينتون، بأن يقوم عرفات بزيارة "متحف الهولوكوست" في واشنطن.. لأسباب ليس من بينها أن عرفات يرتدي الزيّ العسكري والكوفية. من قبل أن يصير رئيساً ثانياً للسلطة، وجدت إسرائيل في رسالة دكتوراه قدّمها أبو مازن لجامعة سوفياتية ما يبرّر لها اتهامه بأنه "ناكر المحرقة" لمجرّد أن جادل في رقم الستة ملايين ضحية يهودية وهو "الرقم المقدس" اليهودي.. هل كانوا أقلّ قليلاً، أو أكثر قليلاً؟ ومن منهم مات في المحارق أو ضحية الأوبئة والمجاعات، أو قتلوا كمدنيين في حرب هوجاء؟ بالاستعارة من عبارة بيغن عن مجزرة صبرا وشاتيلا: "غوييم قتلوا غوييم.. فما ذنب اليهود" قد نقول: نازيون قتلوا يهوداً فما ذنب الفلسطينيين؟ بلى؟ وجدت إسرائيل في استجابتها العجيبة لشجب رئاسي فلسطيني للمحرقة، ما يمكن له تأثيم الفلسطينيين.. وهو تحالف المفتي الحاج أمين الحسيني مع ألمانيا النازية.. في حربها ضد بريطانيا، التي أصدرت "وعد بلفور". يقودنا هذا التحالف (عدوّ عدوّي صديقي) إلى طرفة جرت في مؤتمر يالطا الشهير، غداة انتهاء الحرب العالمية الثانية، عندما طلب روزفلت أو تشرشل مشاركة الفاتيكان، فقال ستالين: كم فرقة للفاتيكان حاربت الجيوش النازية. قبل كامب ديفيد المصري ـ الإسرائيلي، أو زيارة السادات للكنيست والقدس، كان هناك من أدانه لميوله مع المحور ضد الحلفاء، وكذلك الحال إزاء تحالف ثورة رشيد عالي الكيلاني في العراق مع ألمانيا ضد بريطانيا التي تحتل العراق. لو سألت فلسطينياً عن اليوم والسنة الهجرية للنكبة الفلسطينية، فلن يجيبك بغير 15 أيار (مايو) 1948، وهو يوم إعلان قيام دولة إسرائيل. ما أغاظ نتنياهو وشلته ورهطه هو ربط الشجب الرئاسي الفلسطيني للمحرقة اليهودية، بالنكبة التي حصلت للشعب الفلسطيني.. أي نحن ضحية الضحايا. تعرفون أن نتنياهو هو مخترع التبادلية العجيبة: إن أعطى الفلسطينيون أخذوا، وإن لم يعطوا لن يأخذوا.. لكن، من المستبعد أن يردوا على المبادرة الفلسطينية بمثلها، أي أن يعترفوا بقسط إسرائيل، وهو الأوفر، في النكبة الفلسطينية. هناك مؤرّخون لما بعد الصهيونية (بوست ـ زيونيزم) تحدثوا عن ذلك، وهناك روايات إسرائيلية تطرقت إلى بعض جوانب المسؤولية الإسرائيلية في النكبة، وصحافيون، أيضاً.. .. وهناك مسؤولون يابانيون اعتذروا عمّا ألحقته اليابان الإمبراطورية بدول وشعوب آسيا، وأخيراً اعتذر أردوغان للأرمن عن المذبحة.. وبالطبع، دفعت ألمانيا ديّة كل ضحية يهودية أضعافاً مضاعفة.. من الاعتذار والتعويض المالي.. حتى لأحفاد الناجين من المحرقة.. لكن أميركا لم تعتذر عن قنبلة هيروشيما، ربما لأن المنتصر لا يعتذر، والمهزوم هو الذي يعتذر؟ إسرائيل لن تفكر في هذا الأيار، وما قبله وما يليه، بتقديم اعتذار لما حلّ بالشعب الفلسطيني من "نكبة"، وهي ترى حتى في مبدأ "حق العودة" نوعاً من "الإبادة السياسية". حسناً الفلسطينيون قاوموا النكبة أحسن مما قاوم اليهود المحرقة.. أليس كذلك؟ إضافة إلى تحميل الفلسطينيين قسطاً من جرّائر النازي، فهي تحملهم القسط الأكبر من هجرة يهودية عربية إلى إسرائيل. يمكن احترام "العقل اليهودي" في العلوم والفلسفة والأدب، ولا يمكن احترام "القلب الإسرائيلي" في تعامله مع نكبة الشعب الفلسطيني. هناك مسبّة وشتيمة عربية وفلسطينية تقول: "العمى في قلبك".. يا إسرائيل؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العمى في قلبك يا إسرائيل العمى في قلبك يا إسرائيل



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 14:29 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

مؤمن زكريا يتخلّف عن السفر مع بعثة الأهلي

GMT 05:35 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

شوبير يفجر مفاجأة حول انتقال رمضان صبحي إلى ليفربول

GMT 13:45 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ماكينات الـ ATM التى تعمل بنظام ويندوز XP يمكن اختراقها بسهولة

GMT 02:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر الدواجن في الأسواق المصرية الجمعة

GMT 17:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يصل السعودية لأداء مناسك العمرة

GMT 16:08 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف تابوت يحوي مومياء تنتمي للعصر اليوناني الروماني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon