توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نتنياهو المريض الأمني بالوسواس القهري!

  مصر اليوم -

نتنياهو المريض الأمني بالوسواس القهري

حسن البطل

يقول أهل الشام لمن لا يروقهم "تضرب بها الكسم" يعني الجسم وما يرتديه وما يصدر عن صاحبه من سلوك، وكان الفرنسيون يقولون لمن لا تروقهم أناقته "خياطك انكليزي". كيف سترتدي فلسطين واسرائيل كسوة لائقة من "حل الدولتين"؟ هل ستقوم اسرائيل بمهمة إلباس فلسطين ثوباً أمنياً من تفصيلها بين الجدار والغور، ام تقوم اميركا بتفصيل ثوب يسمى "سيادة فلسطين" وآخر يسمى "أمن اسرائيل". تحكم اسرائيل حكومةٌ يقودها رجل ذو "وسواس أمني قهري" هو بنيامين نتنياهو، ابن المؤرخ التوراتي المتوفى بن - تسيون نتنياهو، الذي يرى حدود أمن اسرائيل في بلاد خراسان والملالي والقنبلة الذرية، ولا يراها في دولة فلسطينية مجاورة لاسرائيل، ومجردة من السلاح! انتصرت اسرائيل في حرب "سداسية الأيام الستة" نصراً خرافيا ساحقا وهي مع خصر نحيف وأهيف، ثم عقدت سلاماً مع مصر، وآخر مع الاردن .. وتسوية سلمية مع الفلسطينيين. سورية تلعق جراحها، والعراق مدمر. يقول مشروع "الحل بدولتين" بحدود السيادة لدولتين متجاورتين ومتسالمتين، وتقول اسرائيل بحدود الأمن اولاً (كانت غولدا مائير قالت: الحدود حيث يقف الجنود)! اميركا ضامنة لوجود اسرائيل، وايضاً لتفوقها العسكري على سائر جيرانها، وهي تريد ان تكون ضامنة لأمن اسرائيل واستقلال فلسطين معاً. المفاوضات لمفاوضين حول السيادة (ترسيم الحدود بين دولتين) علماً ان ليس لاسرائيل، خلاف أي دولة طبيعية دستور يحدّد حدود سيادتها. هل هي "الخط الاخضر" او "حدود اوشفيتس" كما وصفها ابا ايبان، او حدود الجدار الفاصل، او هي حدود الأمن من النهر الى البحر. لم يتفق المفاوضون حول ترسيم الحدود، ولا حجم وشكل تعديلها عن "الخط الاخضر" بمبادلات جغرافية، واختلفوا حول حدود أمن اسرائيل في الغور وحدود سيادة فلسطين على الغور. أخيراً، وفي جولته الثامنة، يحمل كيري خطة وضعها الجنرال جون ألن تجيب على سؤال موقع أمن اسرائيل من سيادة فلسطين، وهي حل وسط بينهما. الفلسطينيون يوافقون على وجود عسكري دولي في الاغوار، مع وسائل تكنولوجية اميركية متطورة، وانذار مبكر ووسائل قتال متميزة تساعد اسرائيل في تقليص تواجد جيشها ومدة التواجد بعد اقامة دولة فلسطين. اسرائيل تصر على تواجد جيشها في الغور، وتعرض استئجار ارضه لعشرات السنوات، وهذا وذاك يرفضه الفلسطينيون، ويوحي ناطقوها بانه مقدار ما يقبل الفلسطينيون بأمن اسرائيل في الغور، قد تقبل بسيادة فلسطين في ترسيم الحدود بين دولتين. لا يوفر الاسرائيليون الايحاء بأن الاردن يفضل ان تكون اسرائيل - امنياً هي المجاورة لحدوده في الاغوار، لأن القوات الفلسطينية غير مجهزة او قادرة على حفظ الأمن في الاغوار. مسألة أمن الاغوار تتراوح بين "السيادة" السياسية و"السيطرة" الامنية الاسرائيلية، ويرى نتنياهو ومناصروه في الحكومة والاحزاب والجيش ان اميركا والدول الخمس الرئيسية خذلت اسرائيل في التسوية المؤقتة مع ايران بشأن مشروعها النووي. لكن، يرى معارضوه انها لم تفعل هذا، وان التسوية السياسية مع الفلسطينيين أهم لاسرائيل من التسوية الامنية الدولية مع ايران! من الواضح ان اسرائيل لم توافق، في صميمها، على فكرة دولة فلسطينية ذات سيادة وحدود معترف بها، وهي صلب فكرة "الحل بدولتين" لأن اسرائيل دولة قائمة وقوية ومتقدمة على جيرانها. من الواضح، ايضاً، ان قوة اسرائيل اليوم، عسكرياً واقتصاديا، لا تقارن بقوتها عام ١٩٦٧، ولا قوة جيرانها اليوم قادرة على تحديها وتهديدها كما في ذلك العام. واضح، كذلك، أن القوات الفلسطينية اذا صارت جيشاً لدولة لا تستطيع تحدي قوة الجيش الاسرائيلي في أي مواجهة بين دولتين، ولا تستطيع فك الارتباط الاقتصادي بين اقتصاد قوي اسرائيلي وآخر ضعيف فلسطيني. الدول العربية المجاورة مشغولة بأحوالها الداخلية الخاصة، وايران مشغولة بكسب العالم الى نواياها الجديدة السلمية، واسرائيل مشغولة بهواجس امنها الموفور اقليميا ودوليا وذاتياً. .. واميركا مشغولة باطفاء بؤرة النزاع في فلسطين - اسرائيل، ويبدو كيري مصمما على خلافة وليم فولبرايت، أشهر من تولى قبله رئاسة لجنة الخارجية والأمن في الكونغرس .. وعينه على "نوبل" للسلام! الأزمة الفلسطينية مع اسرائيل كبيرة ومعقدة، متشعبة وطويلة، وازمة اسرائيل مع اميركا تبدو حول تفصيل ملابس الأمن وتفصيل رداء السلام.. وتفصيل سيادة فلسطين على أراضيها المتاحة لها. نقلاً عن "الأيام" الفلسطينية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نتنياهو المريض الأمني بالوسواس القهري نتنياهو المريض الأمني بالوسواس القهري



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 07:57 2021 الخميس ,02 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الخميس 2- 9-2021 في مصر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon