توقيت القاهرة المحلي 05:29:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الزيارة الأميركية: أقل من "اختراق"

  مصر اليوم -

الزيارة الأميركية أقل من اختراق

حسن البطل

"هنري!.. هل تضع كلماتك في فمي؟". القائل هو الرئيس ريتشارد نيكسون (أوف ووترغيت!) موجهاً القول إلى هنري كيسنجر صيف العام 1974، إبّان أول زيارة لرئيس أميركي لسورية، بعد اتفاقية الفصل الإسرائيلية ـ السورية في الجولان، وأثناء اجتماع مع الرئيس السوري حافظ الأسد. كان الرئيس نيكسون على وشك طرح أفكار لمشروع سلام على الرئيس الأسد، أما وزير خارجيته (مترنيخ زمانه) فكان مشغولاً بأول خطوات السلام المصري ـ الإسرائيلي. كيسنجر استدرك: سيفوتنا موعد إقلاع الطائرة.. ربما في وقت آخر.. لم يكن وقت آخر، لأن فضيحة "ووتر ـ غيت" تفاعلت وأجبرت الرئيس على الاستقالة، علماً الاستدراك ساقط، لأن طائرة الرئاسة تنتظر الرئيس ولا ينتظرها الرئيس. الآن، زيارة رئاسية أميركية أولى في الربيع لإسرائيل وفلسطين والأردنن سيمهد لها وزير خارجية أميركي جديد. زيارة الرئيس غطّت على زيارة الوزير، وهذه غطت على شهادة الوزير أمام مجلسي الكونغرس قبل اعتماد الوزير، إذا تلمسنا ما وراء شهادة الوزير، سنتلمس ما وراء تعيينه.. وما وراء زيارة الرئيس. شهادة الوزير أمام الكونغرس ذكّرتنا بتصريحات الجنرال ديفيد بترايوس، الذي كان قائداً للمنطقة المركزية الأميركية، وتشمل أفغانستان والعراق.. والشرق الأوسط طبعاً. بترايوس قالها بصراحة العسكري: عدم إنهاء حل الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني يكبّد الجيش الأميركي ضحايا إضافيين. ليس لهذا استقال بترايوس لاحقاً، بل لأسباب شخصية. جون كيري، وهو محارب قديم في فيتنام، مثل وزير الدفاع الجديد تشيك هاغل، كرّر التأكيد على أولوية حل المشكلة الفلسطينية، وتحدث عن "مسار مختلف" مما جرى في السنوات الأخيرة! الرئيس أوباما، في ولايته الثانية والأخيرة ينوي لعب "دور مركزي" في تصميم السياسة الأميركية في المنطقة.. لكن هل "مسار جديد" طريق يوصلنا إلى "اختراق سياسي".. هذا ما يشغل بال الإسرائيليين، بينما ينصرف كبار الأميركيين للتقليل من التوقعات، بعد أن حلقت عالياً إثر "مفاجأة الزيارة" الربيعية. المفاجأة ليست في الزيارة، بل في توقيتها المبكر، حيث كانت متوقعة في حزيران للاشتراك في تكريم رئيس دولة إسرائيل بمناسبة بلوغه العام 90، علماً أن أوباما أنعم على شمعون بيريس بوسام أميركي رفيع في وقت سابق من العام الماضي. إسرائيل لا ترتاح كثيراً إلى جون كيري، لكن تشاك هاغل، وزير الدفاع، يقلقها أكثر والاثنان ذراعا الرئيس، وإسرائيل تشكو من ثقة شخصية مفقودة بين أوباما ونتنياهو، إضافة إلى ثقة مفقودة بسياسته إزاء إيران وبشكل أكبر إزاء فلسطين.. لكن في كل ما يتعلق بأمن إسرائيل لا تستطيع هذه أن تشكو أبداً. كان هناك أميركيون كباراً إبان حرب فيتنام تحدثوا عن أحجار "دومينو" تتساقط إذا هزمت أميركا هناك.. والآن، هناك أميركيون كبار يتحدثون تقريباً، عن "دومينو" سياسي لا عسكري إذا لم تجد أميركا حلاً للمسألة الفلسطينية. لا توافق واشنطن على وجهة النظر الإسرائيلية القائلة بأن ثورات "الربيع العربي" ألغت ما كان يبدو مركزية الحل في فلسطين. لماذا؟ هناك دولتان مركزيتان غير عربيتين هما تركيا وإيران تريان خلاف ذلك تماماً، وهما بعيدتان عن قلاقل "الربيع العربي". الولايات المتحدة تريد أن ترى إسلاماً معتدلاً يحكم ما كان عواصم الاستبداد العربي، وبالتالي تريد حلاً، أو تسعى إليه، في فلسطين لإبعاد الأصدقاء الجدد عن السقوط في أيدي جماعات الإسلام الأصولي المتطرف. تمهيداً للزيارة الرئاسية، أعاد الرئيس أوباما طلباً مباشراً هذه المرة من الكونغرس أن يرفع الحظ على توريد مساعدات مالية للسلطة الفلسطينية، وهذا طلب منطقي بعد أن طالبت واشنطن وأوروبا إسرائيل بالعودة عن قرار تجميد أموال المقاصة الضرائبية لصالح السلطة. إزاء رئيس أميركي قوي وصمم، بعد إعادة انتخابه. وتشكيل طاقم إدارة متجانس وجديد، يحاول نتنياهو تشكيل ائتلاف حكومي واسع بقدر الإمكان لكن يعكس بدرجة ما ثقل الأحزاب الصغيرة الوسطية التي تشترط تحريك المسار السياسي والعودة إلى المفاوضات مع السلطة الفلسطينية. أفصح جون كيري، وهو خبير في شؤون المنطقة، عن "المسار الجديد" وهو هذا السؤال: على إسرائيل أن تحدّد ما هي حدودها، دون الاكتفاء بالقول إن الكتل الاستيطانية ستبقى بيد إسرائيل، ومن ثم يسهل حل مسالة الاستيطان، ولكن ليس بدون تعديلات حدودية متكافئة. إما العزلة الدولية وإما قبول "المسار الجديد" وعن هذا تحدث مستشار الأمن القومي الإسرائيلي يعقوب عميدور، ويدعمه مسؤول الملف الفلسطيني في مكتب نتنياهو المحامي اسحاق مولخو، وكذلك أبرز "أمراء" الليكود دان مريدور.. وآخرون كثيرون. على الأرجح، لن يوجد اختراق كما حصل في "كامب ديفيد" المصري ـ الإسرائيلي، ولا فشل كما في "كامب ديفيد" الإسرائيلي ـ الفلسطيني، وربما لا تملص إسرائيل كما حصل في قمة "واي ريفر" بين عرفات ونتنياهو وكلينتون. عشرون عاماً على الاختراق في أوسلو.. هذا زمن كاف. نقلاً عن جريدة "الأيام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الزيارة الأميركية أقل من اختراق الزيارة الأميركية أقل من اختراق



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 14:29 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

مؤمن زكريا يتخلّف عن السفر مع بعثة الأهلي

GMT 05:35 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

شوبير يفجر مفاجأة حول انتقال رمضان صبحي إلى ليفربول

GMT 13:45 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ماكينات الـ ATM التى تعمل بنظام ويندوز XP يمكن اختراقها بسهولة

GMT 02:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر الدواجن في الأسواق المصرية الجمعة

GMT 17:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يصل السعودية لأداء مناسك العمرة

GMT 16:08 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف تابوت يحوي مومياء تنتمي للعصر اليوناني الروماني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon