توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نحو "بلديات أهلية" للأحياء؟

  مصر اليوم -

نحو بلديات أهلية للأحياء

حسن البطل

صبيحة اليوم الأول من العام الجديد "انسّم بدني". واحد أخرق كسر شجرة شارع أخرى. سأردد قولي: لكل بلد ثلاثة أركان لا يقوم إلا بها: المواطن، المواطنية .. والوطن محصلتهما. موجة التهاني بالعام الجديد، تدفعني لرؤية النصف المليء من الكأس، ففي اليوم السابق لرأس السنة حدثني صديقي عن تجربة أهلية - بلدية رائدة في حي أدراج المصايف - الإرسال (رام الله - البيرة). رام الله - البيرة تنمو بسرعة الصوت، ويتجلى النمو على أطرافهما عمراناً وقلبهما تحديثا للشوارع وبنيتها التحتية، وأظن ان فورة العمران تتركز في ثلاثة احياء رئيسية: الطيرة (طيرة رام الله) والبالوع والماصيون. في حي صغير آخر، هو أدراج المصايف - الارسال "تجري منذ اسابيع تجربة تطوعية - رسمية رائدة ومشتركة، قد تجعله نموذجا للاحياء تقتدي به بقية أحياء المدينة. الأشقياء يكسرون (يدقون عنق) بعض اشجار مركز المدينة، وللعجب كان مركز رام الله - البيرة، قبل التحديث، يخلو من الأشجار .. لكن، في حي "المصايف" على تخوم رام الله - البيرة، تجربة أهليه تشمل زراعة ١٠٠٠ شجرة حرجية، كبادرة واحدة من جملة مبادرة منظمة ذات ٢٣ مشروعا - مطلباً - هدفا، مطلعها تنظيف الحي من مهملات الفوارغ المرمية خاصة في المناطق غير المبنية. بلديتا رام الله - البيرة مدّتا يد العون رسميا، وزودتا المتطوعين (حوالي ٦٦ حتى الآن) بالعدّة اللازمة، لأن الخطة الاهلية - التطوعية شاملة: حدائق اطفال وعامة؟ نعم. مدارس؟ نعم، خمسون حاوية قمامة جديدة؟ نعم، مواقف انتظار مسقوفة ومقاعد لراحة الكبار؟ نعم، تسمية الشوارع وترقيم المنازل؟ نعم.. الخ! ليست هذه المبادرة "فزعة" تطوعية عابرة، بل خطة مؤطرة ومنظمة، لأن هذا الحي يشكو من عيوب في التخطيط المديني - العمراني، بحيث ان بنكاً ووزارة رئيسية تسد سيارات الموظفين والزبائن حركة مرور ساكني الحي.. فلماذا لا تقيم البلدية مواقف سيارات في قطع الاراضي غير المبنية، كما هو الحال في مركز المدينة؟ طموح اللجنة يبدأ من النظافة ويصل الى إبداء اللجنة المشورة للبلديتين في تخطيط العمران، بل ويتعدى هذا الى "تعزيز مفهوم المواطنة" حتى في الناحية النظامية والرياضية مستقبلا! هذه تجربة رائدة في المدينتين المتلاحمتين، قد تجعل الحي نموذجاً لاحياء المدينة الحديثة (الطيرة، البالوع، الماصيون) وللقديمة ايضاً. على البلدية مكافأة اللجنة بدرع "الحي النموذجي"! إنها لجنة منتخبة ديمقراطياً، كما انتخب سكان المدينتين مجلسين بلديين جديدين، وقد تتطور الى ما يشبه "إدارة ذاتية" للحي، بل و"بلدية احياء" شعبية. هناك مدينة جديدة نموذجية قيد البناء تسمى "روابي"، وهناك احياء سكنية جديدة تبنى على سفوح تلال رام الله، تتخطى التوسع العمراني المتصل للمدينة، وتترك مساحات خضراء بين كل حي وآخر. .. وهناك هذه التجربة داخل المدينة ذاتها ليكون حي واحد من أحيائها نموذجاً يقتدى لبقية الأحياء. سيشارك أولاد حي المصايف في زراعة أشجار الطرق، وغرس الورود في الحدائق، ورعاية هذه وتلك، ما يعني تنمية "روح المواطنة" فيهم، واستبعاد ان يقوم شقي من بينهم بتكسير الأغراس الجديدة للأشجار، كما يفعل الأشقياء في مركز المدينة. الحق على الأهل والمدارس والمدرسين. خلال اقل من شهر (تشكلت لجنة الاهالي في ١٢ كانون الاول) عقدت اللجنة ١١ اجتماعا، أي ان الفكرة تدحرجت وتوسعت في اطارها وأهدافها. * * * أواظب على قراءة الزاوية الاسبوعية في "الايام" لزميلي صلاح هنية، رئيس "لجنة حماية المستهلك" ولها دورها الرقابي المحمود في الدفاع ما امكن عن مصلحة المستهلك، وتنويره بالحقائق حول جودة المنتوج الوطني في بعض السلع، أمام إغراق ومنافسة المنتوج الإسرائيلي، وأحياناً كثيرة بجودة اقل .. ولكن بأسعار منافسة وإغراقية. * * * اكرر مرة أخرى ان البلد لا يصبح مواطنا دون سيبة متوازنة قوامها المواطن. المواطنية. الوطن.. وهذا بلاغ للشعب؟! نقلاً عن جريدة "الأيام" الفلسطينية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نحو بلديات أهلية للأحياء نحو بلديات أهلية للأحياء



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 09:00 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 09:36 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الدلو

GMT 13:21 2019 الأحد ,29 أيلول / سبتمبر

كيف ساعدت رباعية الاهلي في كانو رينيه فايلر ؟

GMT 03:35 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

فوائد الكركم المهمة لعلاج الالتهابات وقرحة المعدة

GMT 02:36 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

فعاليات مميزة لهيئة الرياضة في موسم جدة

GMT 04:38 2020 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

نجل أبو تريكة يسجل هدفا رائعا

GMT 12:42 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ديكورات جبس حديثه تضفي الفخامة على منزلك

GMT 12:14 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

مجموعة Boutique Christina الجديدة لموسم شتاء 2018

GMT 11:46 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

الذرة المشوية تسلية وصحة حلوة اعرف فوائدها على صحتك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon