توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل حظينا بأول الوعي!

  مصر اليوم -

هل حظينا بأول الوعي

حسن البطل

صدفة سعيدة: موسى أبو مرزوق على الصفحة الأولى من "الأيام"، أمس، وأنا على الصفحة 15. تخاطر؟ توارد أفكار؟ أفضل القول: التقاء بيننا على منطق سياسي عقلاني. الحرب سياسة بوسائل أخرى (والسياسة حرب بوسائل أخرى)، والتقط نائب رئيس المكتب السياسي رسالة رئيس السلطة في حديثه إلى القيادة: ذاهبون إلى الجمعية العامة، أو هو التقط، في الحرب على غزة، الرسالة السياسية الإسرائيلية. قال: "أرجو ألا تحول (الرسالة الإسرائيلية الحربية إلى غزة) دون الذهاب إلى الأمم المتحدة، حتى لا نعطي إسرائيل هدية مجانية في هذا الموضوع". هذه هدية سياسية "حمساوية" إلى سياسة رئيس السلطة (وسياستي!) وهي إشارة إلى أن "كي الوعي" الإسرائيلي للوعي السياسي "الحمساوي" أثمر وعياً بأن الحرب سياسة بوسائل أخرى! تعرفون كيف أطلقت جولة غزة الجديدة حساب تفاضل (وشعارات وعواطف) بين المقاومة والمفاوضة؛ الحرب والسياسة، وتصريح أبو مرزوق هو من نوع حساب تكامل. كيف؟ إن حازت فلسطين العضوية دولة ـ مراقب، وإن نشبت جولة حربية أخرى ضد غزة، فإن فلسطين ستلجأ إلى محكمة الجنايات الدولية.. ولن يكون الأمر في وزن تقرير غولدستون. تعرفون في علم الفيزياء أن هناك حاجزاً للصوت وآخر للضوء، لكن في صراع كصراعنا المديد هذا مع إسرائيل ما يشبه حاجزاً آخر، غير تحطيم "حاجز الردع".. إنه ميزان المعنويات. هم الأقوى منا في وسائل الحرب والفتك والقتال، ونحن الأقوى منهم في الصمود والمعنويات. ألا يقولون إن الصراع هو صراع إرادات. ستكون هناك "هدنة" أخرى، وقد تليها جولة أخرى، لكن نظرية القتال رباعية الأركان في الجيش الإسرائيلي التي وضعها أول رئيس أركان، ييغال يادين، وتبناها أول رئيس وزراء إسرائيلي، دافيد بن ـ غوريون، قد تحطمت في عنصرها الأساسي: نقل الحرب إلى أرض الخصم.. وهذا منذ الانتفاضتين! قال نصرالله: "حيفا.. وما بعد حيفا" وتقول المقاومة الغزية: "عسقلان وما بعد عسقلان". صحيح، أن لا مقارنة بين صاروخ جو ـ أرض إسرائيلي دقيق، وبين صواريخ سطح ـ سطح غزية تصير أكثر فأكثر في الدقة والمديات.. لكن للردع جانبا آخر هو الترويع. ناس غزة اعتادوا، ولو تدريحياً وقليلاً، على الترويع، وناس تل أبيب سيعتادون تدريجياً على الترويع. كل فريق والجرعة التي يحتملها. "ذراع إسرائيل الطويلة" كما تباهت تكسر منا الرؤوس، وهذا لا يعني أن ذراعنا الأقصر لا تدمي منهم الأنوف. الحرب نصفها معنويات.. كم قالوا هذا.. لكنها، أيضاً، الوعي بأن الجولات جزء من صراع شامل، وعضوية فلسطين جولة سياسية مهمة. فجر 5 صفعة والعضوية لكمة. لسبب ما، أتذكر شيئاً من شعر درويش: قالت الجندية: ألم أقتلك؟ قلت: قتلتني ونسيت أن أموت. الفلسطينيون يموتون لكن فلسطين لا تموت "كانت تسمّى فلسطين وصارت تسمّى فلسطين". كم "هدنة" في الحروب العربية ـ الإسرائيلية الكلاسيكية (قاصمة ظهر الجيوش؟): الهدنة الأولى والهدنة الثانية في حرب فلسطين 1948، ثم هدنة "وقف النار" في حروب 1956 و1967 و1973. أول هدنة رسمية فلسطينية ـ إسرائيلية كانت العام 1981، وهي أول هدنة تطلبها إسرائيل.. والآن؟ كم هدنة غزية (فلسطينية) ـ إسرائيلية، ولو كانت بين الكفّ والمخرز؟ تكرار الهدف والجولات هو نوع من "المفاوضات"، أيضاً، سياسياً وعسكرياً، ومن ثم فلا داعي لحساب التفاضل بين مقاومة ومفاوضة، بل لحساب التكامل، ولو هددت إسرائيل بإبادة السلطة سياسياً (ليبرمان)، أو هددت بإعادة غزة إلى العصور الوسطى (يشاي). كم اسماً للحرب في اللغة العربية؟ الوغى؟ الهيجاء.. إلخ، والبعض الفلسطيني يذهب إلى جولات الحرب كأنها "هيجاء" فقط، فيقوم بالمفاضلة بين المعركة العسكرية وبين الصراع السياسي. يعرف أبو مرزوق أن عضوية فلسطين صراع سياسي، كما يعرف أن أبو مازن قال: بعد العضوية سنذهب للمفاوضات المباشرة. نحن "نفاوض" العالم سياسياً، وبعض العالم يفاوض لهدنة غزية أخرى غير مباشرة. المهم أن حاجز الردع تحطّم، وحاجز المعنويات الفلسطينية لا يتحطّم والجولات والحروب صراع على الوعي. أبو مرزوق قال الكلام الصحيح في الزمن الصحيح. لو كنت "حمساوياً" لانتخبته؟! نقلاً عن جريدة "الايام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل حظينا بأول الوعي هل حظينا بأول الوعي



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 07:57 2021 الخميس ,02 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الخميس 2- 9-2021 في مصر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon