توقيت القاهرة المحلي 11:05:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خصخصة المشير!

  مصر اليوم -

خصخصة المشير

سليمان جودة

صباح أمس، تقدم المشير السيسى بأوراق ترشحه فى انتخابات الرئاسة المقبلة، وأصبح منذ لحظة التقدم، فى داخل السباق، وصار منذ اللحظة نفسها رئيساً محتملاً، خاصة أنه، كما نعرف، قد استوفى الشروط والأوراق. ولأن الرجل داخل الصورة، فربما لا يراها جيداً، ولأننا فى خارجها، فربما نراها بشكل أوضح، وما نراه أمامنا من حوله يقول بأن هناك، منذ الآن، مَنْ يحاول أن يجعل المشير، إذا ما فاز، لعدد من المصريين، دون غيرهم، ولطبقة، دون سواها من الطبقات، ولتيار دون باقى التيارات.. وهكذا.. وهكذا! ولتقريب المعنى أكثر، تعالوا نتصور أن ثورة قامت على حزب المحافظين الحاكم حالياً، فى إنجلترا، فأزاحته عن الحكم، وأن حزب العمال الذى هو المنافس التقليدى للمحافظين، قد خاض انتخابات ما بعد الثورة عندهم، ففاز، وصار ممثل «العمال» هو رئيس الوزراء الحاكم. هل يجوز، عندئذ، أن يستبعد الحاكم الجديد، من دائرة اهتمامه كحاكم، كل الذين كانوا على علاقة من قريب، أو من بعيد، بالمحافظين، قبل الثورة عليه، لمجرد أن ثورة قامت عليهم؟! لا يجوز طبعاً، فضلاً عن أن ذلك مستحيل عملياً، إذا ما حاول أحد أن يتبناه! شىء قريب من هذا، يجاهد بعض المحيطين بالمشير، تسويقه له، ثم لنا، وشىء قريب من هذا، نشعر بأن هناك مَنْ يعمل من أجل تمريره، بأى طريقة، دون أن يدرك، أن ذلك لو تم فإنه سوف يعوق الرئيس الجديد عن تحقيق أى إنجاز على الأرض! بمعنى آخر، فإن علينا أن نفهم أن القوتين السياسيتين الوحيدتين الفاعلتين فى البلد، فيما قبل 25 يناير، كانتا متمثلتين فى الحزب الوطنى المنحل، من جهة، وفى جماعة الإخوان من جهة أخرى، فلما جاءت 25 يناير أسقطتهما، واحدة وراء الأخرى، فكانت النتيجة أن المشهد السياسى العام بدأ يعانى، ولايزال، من فراغ سياسى كبير! ولا أحد يعرف ما إذا كان عدم انتماء المشير إلى أى تيار سياسى، هو من حُسن حظنا، وحُسن حظه، أم أنه سوء حظ فى الحالتين، فهذا ما سوف تحكم عليه تجربة الحكم، فيما بعد الانتخابات، ليبقى أن ما هو أهم، أن تجرد المشير من أى انتماء سياسى مسبق هكذا، يجب أن يجعله ملكاً للجميع، وألا يجعل لواحد من المواطنين، حقاً فيه، أو حقاً عنده، أكثر من مواطن آخر، لمجرد أن الأول يرى أنه ليس من الوطنى، ولا الإخوان! وهنا أعود إلى ما قاله المشير، نصاً، فى يوم استقالته من منصب وزير الدفاع.. قال: إننا جميعاً أبناء مصر، نمضى فى قارب واحد، نرجو له أن يرسو على شاطئ النجاة، ولن تكون لنا حسابات شخصية نصفيها، أو صراعات مرحلية نمضى وراءها، فنحن نريد الوطن لكل أبنائه، دون إقصاء، أو استثناء، أو تفرقة، نمد أيدينا للجميع، معلنين أن أى مصرى أو مصرية، لم تتم إدانته بالقانون الذى نخضع له جميعاً، هو شريك فاعل فى المستقبل، بغير حدود أو قيود. هذا ما قاله يوم 26 مارس الماضى، وهو كلام، كما ترى، ينطوى على روح مطلوبة بقوة، لتحقيق أى إنجاز حقيقى، فيما بعد الانتخابات، ولا تحقيق لشىء «حقيقى» إذا غابت هذه الروح، ولكن هناك، رغم ذلك، مَنْ يسعى إلى تغييبها، بادعاء أن له فى السيسى أكثر من الآخرين. باختصار.. الذين يحاولون «خصخصة» الرجل - إذا صح التعبير - يمتنعون، فإذا لم يمتنعوا من تلقاء أنفسهم، فلا مفر من منعهم، لأن خصخصة كهذه، تجعله رئيساً لهم، دون سواهم، وهو ما يعيد إنتاج تجربة «مرسى» من خلال الإخوان تارة، وتجربة «مبارك» عبر «الوطنى» تارة أخرى.. وإن كان بشكل مختلف! ارفعوا أيديكم عن المشير! "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خصخصة المشير خصخصة المشير



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 07:57 2021 الخميس ,02 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الخميس 2- 9-2021 في مصر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon