توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حسيبة حاج صحراوى!

  مصر اليوم -

حسيبة حاج صحراوى

سليمان جودة

يبدو أن القائمين على أمر منظمة العفو الدولية أصبحوا فى حاجة شديدة هذه الأيام إلى أن نهمس فى آذانهم، بأن مصر دولة ذات سيادة، وأن من حقها أن تتخذ من الإجراءات، عبر أجهزتها المختلفة، ما يكفل لها تحقيق أمن أبنائها على أرضها! فالمنظمة قد خرجت علينا، قبل أيام، لتطالب الحكومة المصرية بالإفراج الفورى عن النشطاء الثلاثة المدانين مؤخراً من القضاء المصرى! وقد توقفت طويلاً أمام كلمة «الفورى» فى طلبها، وتساءلت بينى وبين نفسى، عما إذا كانت كلمة كهذه لائقة بالمرة، فى خطاب بين منظمة أياً كان حجمها، وبين دولة بحجم مصر؟! ذلك أنه من الجائز أن تخاطب المنظمة موظفيها، بهذه اللهجة، ثم لا يلومها أحد.. أما أن تخاطب القاهرة.. نعم القاهرة بجلالة قدرها.. بمثل هذه النبرة، فهى مسألة تستعصى على الفهم، وتحتاج مرة أخرى إلى أن يقال للمسؤولين عن المنظمة إنهم يتكلمون مع دولة، وإن هذه الدولة هى مصر! طبعاً هناك ما هو أنكى من ذلك، حين نكتشف أن منظمة دولية بهذا الوزن والاسم لا تفرق، وهى تتحدث فى بيانات لها عنا، بين نشطاء ثلاثة أدينوا قضائياً، لأنهم تظاهروا دون الحصول على إذن مسبقاً - كما يقول قانون البلد - وحطموا منشآت عامة وخاصة، واعتدوا على ضباط أثناء تأدية عملهم.. لا تفرق المنظمة بين نشطاء ثلاثة، هذا هو حالهم، وبين أفراد جرى اعتقالهم بقرار.. ففى هذه الحالة الأخيرة قد يجوز لها أن تتدخل، وأن تطلب، وأن تشجب، وأن تندد، إلى آخره.. أما أن يكون الأمر قد وصل مع الثلاثة إلى القضاء المصرى العادى الطبيعى، وأن يكون قد صدر حكم ضدهم، وأن يكون القضاء نفسه قد أيد الحكم فى مرحلة تالية، فهذا هو ما لا نفهمه من مسؤولى «العفو الدولية»، وهذا هو ما يحتاج إلى تفسير حقاً.. وإلا.. فإن علينا أن نلغى القضاء، أو أن نعطله، وأن نستجيب مرة لطلب «العفو»، ومرة لوساطة «آشتون» فلا نكون، عندئذ، دولة بأى معيار! والواضح أن المنظمة استمرأت الحكاية، إذ ما كان يمضى يومان، على طلبها المرفوض، بحق الثلاثة المحبوسين، حتى عادت لتناشد الرئيس عدلى منصور ألا يضع توقيعه على مشروع قانون الإرهاب.. لماذا؟!.. لأنه، فى ظنها، يقيد حرية التعبير!! ولابد أن هذه هى المرة الأولى التى نسمع فيها أن حرق سيارات الشرطة فى عرض الشارع حرية تعبير، وأن قتل عناصر من الجيش والبوليس فى الشوارع والطرقات حرية تعبير، وأن تحطيم أبواب الجامعة والاعتداء على أساتذتها حرية تعبير، وأن تفجير القنابل فى كل ركن حرية تعبير، وأن إصرار أتباع الجماعة الإخوانية على تنغيص حياة كل مواطن حرية تعبير، وأن مرتكبى كل هذه الجرائم، وغيرها، يستحقون منا بالتالى جائزة، ونيشاناً، ووساماً، لا أن نطبق عليهم قانون الإرهاب! فى كل مرة يصدر فيها بيان عن المنظمة، ألمح اسم سيدة اسمها حسيبة حاج صحراوى، وأقرأ أنها نائبة لمدير شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فى منظمتها، وألاحظ أنها تتعامل معنا، من خلال بياناتها وتصريحاتها، وكأنها جنرال يخاطب جنوداً عليهم أن يطيعوا، وألا يناقشوا! وأظن أن السيدة حسيبة فى أشد الحاجة إلى أن تتحسس كلماتها، وهى تتحدث عن شأننا المصرى، وأنها فى حاجة أشد إلى أن تتمهل طويلاً، قبل أن تخوض فى حديث من هذا النوع، وأن تفهم أن عليها أن تميز، وهى تعمل فى موقعها، بين وقت قد يحق لها أن تتكلم فيه معنا، وبين وقت آخر لابد أن تلتزم فيه الصمت والسكوت!. "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حسيبة حاج صحراوى حسيبة حاج صحراوى



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 09:00 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 09:36 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الدلو

GMT 13:21 2019 الأحد ,29 أيلول / سبتمبر

كيف ساعدت رباعية الاهلي في كانو رينيه فايلر ؟

GMT 03:35 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

فوائد الكركم المهمة لعلاج الالتهابات وقرحة المعدة

GMT 02:36 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

فعاليات مميزة لهيئة الرياضة في موسم جدة

GMT 04:38 2020 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

نجل أبو تريكة يسجل هدفا رائعا

GMT 12:42 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ديكورات جبس حديثه تضفي الفخامة على منزلك

GMT 12:14 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

مجموعة Boutique Christina الجديدة لموسم شتاء 2018

GMT 11:46 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

الذرة المشوية تسلية وصحة حلوة اعرف فوائدها على صحتك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon