توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ابتزاز باسم 25 يناير

  مصر اليوم -

ابتزاز باسم 25 يناير

سليمان جودة

الموضة فى الإعلام، هذه الأيام، هى هذا الحديث الذى لا ينقطع عن أن الشباب لم يشارك بالقدر الكافى فى الاستفتاء على الدستور، دون أن تُقال لنا معلومة محددة واحدة، على لسان شخص مسؤول محدد، لنفهم منها، كمعلومة مجردة، ومنه، كشخص مسؤول، أن ما نتكلم عنه قد حدث فعلاً، وليس خرافة يتداولها الناس! إننى رأيت بعينى، وليس نقلاً عن أحد، أن الشباب فى الطابور الذى وقفت فيه، يوم الاستفتاء، فى إحدى لجان الدقى، كان موجوداً بشكل طبيعى على امتداد الطابور الطويل، وكانت نسبته فيما رأيته، تتناسب فيما أظن، مع نسبته بين مراحل الشعب العُمرية، ولم ألاحظ أبداً، طوال ساعة وربع وقفتها، كنت خلالها أتطلع إلى الطابور مراراً، وأكاد أحصى عدد أفراده، لم ألاحظ أن الشباب أقل أو أن العجائز أكثر، وإنما كان الجميع موجودين وموزعين بامتداده، وبنسب مختلفة، وطبيعية! وإلى أن نتكلم عن هذا الموضوع، بناء على أرقام وليس على انطباعات، سوف نكتشف بين ثنايا ما يُقال فى هذا الاتجاه، الآن، أن سبب عدم إقبال الشباب على الاستفتاء، يعود فى نظر الذين يرون عدم الإقبال حقيقة ثابتة، إلى الهجوم على ثورة 25 يناير، وهنا بالضبط، يتبين لك أن الموضوع له بُعد آخر، وأن الهدف منه هو دفعنا إلى التوقف عن الكلام عن أشخاص بعينهم، تحوط رقابهم اتهامات واضحة، بأنهم استفادوا من 25 يناير، وأن خروجهم فيها لم يكن لوجه هذا الوطن، وإنما كان لوجه شىء آخر تماماً! ولابد، والحال كذلك، أن يُقال بأوضح لغة، إن القول بأن ثورة 30 يونيو ضد 25 يناير، لا صحة له أبداً، ولو عاد الذين يقولون بأن «30» ضد «25» إلى مقدمة دستورنا الجديد، فسوف يجدون فيها أن الكلام عن 30 يونيو يأتى مقترناً دائماً بـ25 يناير، إلى الدرجة التى صار فيها التاريخان حدثاً واحداً، وكياناً واحداً، لا ينفصل جزء منه عن الآخر.. وإلا.. فما معنى أن نقرأ فى هذه المقدمة عن «ثورة 30 يونيو - 25 يناير»؟!.. وهل لعبارة بهذا التركيب، من معنى، سوى أن الثورة الأولى إذا كانت مقدمة، فالثانية نتيجة ومحصلة، وأنهما مكملتان لبعضهما البعض؟! أخشى أن يكون الهدف من الحكاية على بعضها، من أول الكلام عن إحجام الشباب عن الإقبال على الاستفتاء، دون دليل، وانتهاء بأن سبب إحجامه هو كذا، تحديداً، يتمثل فى الرغبة فى التغطية على أشياء محددة، والتعمية على اتهامات بعينها، لأشخاص بعينهم، ارتبط ظهورهم بيننا بـ25 يناير، وبالتالى تصبح القصة، فى حالة كهذه، ابتزازاً واضحاً لـ30 يونيو ومؤيديها، وبحيث ينتهى مثل هذا الابتزاز بإغلاق الملف كله، وبكل ما فيه، مما يجب أن يعلمه المصريون فى عمومهم، الذين هم أصحاب الثورتين فى الحالتين! يجب أن يكون معلوماً بوضوح لا يقبل أى غموض أن ثورة 25 يناير ليست ملكاً لأحد دون آخر، من المصريين، وأن أحداً لم يذهب ليسجلها باسمه فى الشهر العقارى، وأن تعرية تصرفات بعض المنتسبين إليها لا تعنى أبداً الهجوم عليها، كثورة، ولا استهدافها، كحدث، ولا الحط من شأنها، كنقطة تحول فى تاريخ هذا البلد. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ابتزاز باسم 25 يناير ابتزاز باسم 25 يناير



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 07:57 2021 الخميس ,02 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الخميس 2- 9-2021 في مصر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon