توقيت القاهرة المحلي 05:46:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قارن بين «النور» والإخوان

  مصر اليوم -

قارن بين «النور» والإخوان

سليمان جودة

فى مرتين اثنتين، أثبت الإخوة فى حزب النور أنهم عند الضرورة يقدمون مصلحة البلد العليا، على مصلحة التيار السياسى الذى يمثله الحزب: مرة عندما اختاروا، منذ اللحظة الأولى، أن ينضموا إلى خريطة المستقبل المعلنة فى 3 يوليو الماضى، ومرة عندما دعوا، قبل أيام، إلى التصويت على الدستور الجديد بـ«نعم». وليس سراً أنه لا شىء يقتل الإخوان، فى كل صباح، سوى هذا الاختيار الواضح من جانب «النور»، وفى كل مرة من المرتين كان الاتهام بالخيانة، للحزب، جاهزاً من جانب الجماعة الإخوانية، وربما كان التظاهر الإخوانى الأهوج، أمام منزل نادر بكار، أكبر دليل على ذلك، وفى كل مرة أيضاً، كان أعضاء النور وقياداته يرون فى الرد على اتهام كهذا نوعاً من العبث، واستهلاك الوقت فيما لا يفيد. ذلك أن «الجماعة» كانت تراهن، فيما بعد ثورة 30 يونيو، على أن يكون السلفيون معها، فى جبهة واحدة، ضد إرادة 33 مليون مصرى خرجوا فى ذلك اليوم، رفضاً لسياسات الإخوان فى الحكم، بامتداد عام كامل، وكان مثل هذا الرهان، لو نجح، يريد أن يقول للعالم فى خارج مصر، إن التيار الإسلامى كله مُطارد، وإنه تجرى ملاحقته كله، وإنه، ككل، ضد ما حدث فى يوم الثورة، ثم بعده! ومن حسن الحظ، أن السلفيين فى «النور» كان عندهم من الوعى ما يكفى لأن يدركوا أن الخروج على المصريين، بمثل ما فعل الإخوان، ولايزالون، لن يؤدى إلى شىء، فضلاً عن أنه سوف يضر بصاحبه، ويحط من شأنه فى نظر كل مصرى، وهو ما حدث بالضبط، بالنسبة لكل إخوانى اختار أن يعلن الحرب على المصريين، وعلىالدولة المصرية، منذ اليوم الأول للثورة.. وربما قبلها بكثير! والراجح، أن مثل هذا الموقف، الذى تتبناه قيادة «النور» منذ ما يقرب من ستة أشهر، إلى الآن، راجع فى أساسه إلى أنهم يعرفون أنهم يلعبونها سياسة، وأن السياسى الذى لا يكون عملياً ولا مرناً فى التعامل مع الواقع الماثل أمام عينيه، إنما هو على حد تعبير عبدالإله بن كيران، رئيس حزب «العدالة والتنمية» الإسلامى فى المغرب، سياسى فاشل بامتياز. صحيح أن هناك أشياء تؤخذ عليهم، فى «النور»، من قبيل الاعتراض على أشياء وأسماء فى الحكومة الحالية، عند تشكيلها، دون مبرر معقول، ثم أيضاً من قبيل بعض المناكفات التى لا ضرورة لها من جانبهم، داخل لجنة الدستور، طوال فترة عملها، غير أن الأداء العام على بعضه، وفى مجمله، يبقى فى النهاية أداء مسؤولاً يراعى الحدود الدنيا لمصلحة وطن يجب أن يعلو به كل واحد فينا، على ما عداه، دون استثناء. تقارن أنت بين أداء كهذا، وهو أداء مقبول، فى كل الأحوال، وبين أداء جماعة إخوانية، فيقع فى داخلك يقين، أنهم - حتى الآن - لا يتحلون بأى مقدار من «المسؤولية»، وأن قاموسهم يخلو، مع الأسف، من هذه الكلمة، التى إذا خلا منها العمل السياسى، خلا من كل شىء له قيمة. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قارن بين «النور» والإخوان قارن بين «النور» والإخوان



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 07:57 2021 الخميس ,02 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الخميس 2- 9-2021 في مصر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon