توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما فعله الألمان مع الإخوان

  مصر اليوم -

ما فعله الألمان مع الإخوان

سليمان جودة

صباح الخميس الماضى تظاهر عدد من أتباع الرئيس المعزول محمد مرسى، فى العاصمة الألمانية برلين.. إلى هنا لسنا أمام خبر بالمعنى المفهوم للخبر، فأتباعه لا يتوقفون عن التظاهر على مدى ساعات اليوم، إلى الدرجة التى يكاد معها الواحد منا يتصورهم وهم يتظاهرون أثناء النوم! الخبر هو أنهم بعد أن مارسوا حقهم فى التظاهر، وبعد أن تركهم البوليس الألمانى يمارسون هذا الحق، قرروا اقتحام مبنى وزارة الخارجية! وهنا كان على البوليس أن يتدخل سريعاً وأن يجعلهم يفهمون أن هناك فرقاً هائلاً بين الحرية وبين الفوضى، فالحرية فى هذا المقام هى أن تتظاهر كما تحب، بشرط ألا يؤدى ذلك من جانبك إلى الإضرار بحقوق الآخرين، أما الفوضى فهى أن تعتدى على حق هؤلاء الآخرين وأنت تمارس حقك، وهنا تحديداً لا يكون أمام الشرطة بديل آخر إلا أن تتدخل وتلزمك بما لا تريد أن تلتزم به، وهو القانون! تدخلت الشرطة وطرحت الذين حاولوا اقتحام المبنى أرضاً، ثم أوثقتهم من أيديهم واقتادتهم إلى حيث سوف يعرفون أن التظاهر شىء وأن الفوضى شىء آخر تماماً، ورغم أن الصورة نشرتها وكالة الأنباء الفرنسية، ورغم أنها طيرتها فى أركان الأرض الأربعة، ورغم أن صحيفة «الحياة» اللندنية نشرتها على ثمانية أعمدة، أى بعرض الصفحة كاملة، فإننا لم نسمع أحداً من الإخوان يعترض على ما جرى. ولو تصورنا أن ما حدث أمام مبنى الخارجية الألمانية جرى أمام الخارجية المصرية لأقام أبواق الإخوان الدنيا ولم يقعدوها، ولكانوا قد صرخوا يطلبون تدخل المنظمات الحقوقية، لأن الأمن المصرى ظالم ومتجاوز، ولأنه لا يريد أن يسمح لمصريين «سلميين» بأن يتظاهروا، ولكانوا أيضاً قد طيروا الصورة ذاتها التى يبدو فيها أحدهم مطروحاً على الأرض فى برلين ورجل البوليس يقيده، ثم قالوا إن البوليس المصرى ينتهك حقوق الإنسان! هم طبعاً لم يفعلوا ذلك مع الألمان لأنهم لو فعلوه لكانت الحكومة الألمانية قد وضعت أصبعيها فى عين كل إخوانى محتج على ما حدث، ولكانت هذه الحكومة قد أفهمتهم بكل لغة أن اقتحام المبانى والمنشآت عمل فوضوى لا علاقة له بحرية رأى ولا بحرية تظاهر ولا بحقوق الإنسان ولا بأى شىء قانونى أبداً، وأن الذى يقتحم مبنى، أى مبنى، إنما هو مجرم فى أى قانون من قوانين البشر، وليس متظاهراً تحت أى ظرف! قلنا هذا، ونقوله، وسوف نظل نقوله لعل كل إنسان فوضوى يدرك أن الشرطة عندما تتصدى له بكل قوة، وإذا ما فكر فى اقتحام المنشآت الحكومية، فهى لا تعتدى أبداً على أى حق من حقوقه كمواطن، وإنما هى تمنعه بموجب مسؤوليتها من التجاوز فى حق الآخرين، أياً كان هؤلاء الآخرون. كلما قلنا ذلك، وكلما حاولت الحكومة أن تضع قانوناً ينظم ممارسة الحق فى التظاهر ولا تمنعه كما يشاع عن باطل، صاح الذين لا يريدونها دولة، وصرخوا وكأنهم ضحايا، وكأن الذين يتصدون لهم جناة.. مع أن العكس تماماً هو الصحيح كما ترى! نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما فعله الألمان مع الإخوان ما فعله الألمان مع الإخوان



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 09:00 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 09:36 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الدلو

GMT 13:21 2019 الأحد ,29 أيلول / سبتمبر

كيف ساعدت رباعية الاهلي في كانو رينيه فايلر ؟

GMT 03:35 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

فوائد الكركم المهمة لعلاج الالتهابات وقرحة المعدة

GMT 02:36 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

فعاليات مميزة لهيئة الرياضة في موسم جدة

GMT 04:38 2020 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

نجل أبو تريكة يسجل هدفا رائعا

GMT 12:42 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ديكورات جبس حديثه تضفي الفخامة على منزلك

GMT 12:14 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

مجموعة Boutique Christina الجديدة لموسم شتاء 2018

GMT 11:46 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

الذرة المشوية تسلية وصحة حلوة اعرف فوائدها على صحتك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon