توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التظاهر ليس لعبة

  مصر اليوم -

التظاهر ليس لعبة

سليمان جودة

طوال الفترة الممتدة من ثورة 30 يونيو، إلى اليوم، كنت ومازلت أسمع من كثيرين، ممن ألتقيهم فى أكثر من مكان فى البلد، أن الحكومة إذا كانت جادة فى عبور المرحلة الانتقالية الحالية، بأمان، فإن عليها أن تمنع التظاهر نهائياً، إلى أمد معين، ومنظور، وأن تتعامل مع المخالفين، سواء كانوا «إخوان» أو غير إخوان، بكل قوة ممكنة. ورغم أنى من جانبى، كنت دائماً أميل طبعاً، إلى تنظيم التظاهر، لا منعه، فإننى فى الوقت ذاته، كنت ألتمس العذر تماماً للذين يرون أن منعه ضرورة فى هذه المرحلة التى نعيشها، لأنه، كحق، قد تحوَّل فعلاً إلى حق يراد به باطل، ولأن ممارسات متظاهرى الإخوان، خلال مظاهراتهم على مدى الفترة الماضية، قد جعلت المصريين يكفرون بهذا الحق، وجعلتهم يلعنون ذلك الشخص الذى فكر ذات يوم، فى منح المواطن حق التظاهر اعتراضاً على شىء يراه. فما رأيناه، ونراه، من متظاهرى الإخوان، والذين يندسون بينهم، لا علاقة له بفكرة التظاهر كحق يجب أن يكون متاحاً لكل مواطن.. وإنما هو عبث، وتخريب، واعتداء على منشآت عامة وخاصة، وتعطيل متعمد لمصالح الناس، وإعاقة لعمل الحكومة، وتعويق للمرحلة الانتقالية، وكيد للدولة، واستهتار بها، و.. و.. إلى آخر ما يمكن أن يوضع بهذا المعنى، فى هذا السياق. شىء من هذا لا يحدث فى أى دولة فى العالم، تكون راغبة فى أن يكون لها موضع قدم تحت الشمس، فضلاً عن أن تكون هذه الدولة بحجم ووزن مصر.. فما نعرفه، ويعرفه أى متابع لأحوال الدنيا، أن التظاهر هناك ليس لعبة يلهو بها أى شخص، فى أى وقت، وإنما هو سلوك جمعى يحتاج إلى ضوابط بالضرورة تحكمه، وإلا، انقلب إلى فوضى كما هو حاصل عندنا. لنفرض مثلاً، أن عدداً من متظاهرى الإخوان موجودون فى لندن، وأنهم يريدون الخروج، فى مظاهرة لأى سبب.. ماذا عليهم، عندئذ، أن يفعلوا؟! سوف يكون عليهم أن يتقدموا بطلب إلى قسم الشرطة الذى يتبعه الميدان أو الشارع الذى سيشهد مسيرتهم، وسوف يكون عليهم أن يحددوا من أين، بالضبط، سوف يبدأون، وأين، تحديداً، سوف ينتهون، ثم، متى سوف تكون البداية ومتى سوف تكون نهاية مظاهرتهم.. فإذا حصلوا على تصريح، ومن الجائز طبعاً ألا يحصلوا عليه، كان عليهم أن يفهموا أن الشرطة سوف تكون فى انتظارهم، إذا ما تجاوزوا خط السير المحدد سلفاً، أو الفترة الزمنية المحددة كذلك، مسبقاً. هذا على وجه التحديد، ما نريده، وما يجب أن يريده كل مصرى من قانون التظاهر الجديد، الذى يثير اعتراضاً من الذين يريدونها فوضى.. إذ لا أحد أبداً ضد حقك فى أن تتظاهر، ولكن هذا الحق، يتعين أن يكون محكوماً، فى كل لحظة من لحظات ممارسته من جانبك، بمراعاة حق الآخرين، وإلا، انقلب الأمر إلى عبث لابد أن يوقف عندئذ عند حده. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التظاهر ليس لعبة التظاهر ليس لعبة



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 07:57 2021 الخميس ,02 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الخميس 2- 9-2021 في مصر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon