توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لو سمعها مرسى «من أبوها»

  مصر اليوم -

لو سمعها مرسى «من أبوها»

سليمان جودة

كان الدكتور محمد مرسى قد سافر إلى جنوب أفريقيا بمجرد انتهائه من حضور أعمال القمة العربية فى الدوحة، نهاية الشهر الماضى، وقد كان ذهابه إلى «جوهانسبرج» فى أقصى جنوب القارة الأفريقية مفاجئاً فى حينه، لأنه لم يكن على جدول أعماله المعلن، عندما غادر القاهرة إلى قطر قبل انعقاد القمة! وحين تأتى سيرة جنوب أفريقيا، كدولة على أى لسان، فإن أول شىء، وربما أهم شىء فيها يقفز إلى الذهن تلقائياً، هو أنها بلد نيلسون مانديلا، الذى قضى فى السجن 27 عاماً، ثم خرج ليتولى الحكم، وما لبث أن غادره، مفضلاً أن يقضى بقية حياته فى بيته حيث هو الآن! ولابد أننا نذكر، أن «مرسى» عقد لقاء هناك، مع الرئيس الروسى بوتين، دام ساعتين، ولابد أيضاً أن الذين قرأوا عن هذا اللقاء، قد تمنوا من أعماق قلوبهم، لو أن الرئيس قد طلب لقاءً مماثلاً، مع مانديلا، رغم أنه مريض، ورغم أنه رهن العلاج المكثف منذ فترة! ولكن.. ماذا لو كان الرئيس قد رأى مانديلا، خلال الزيارة إياها، ولو لمدة خمس دقائق يسأله خلالها عما فعل فى الفترة التى تولى فيها الحكم، بحيث صارت بلاده، بعدها، فى مقدمة الدول، وبحيث أصبح هو معبوداً لجماهيره.. ماذا فعل ذلك الساحر؟! إننا نحكى كثيراً عن أن مانديلا، فى اللحظة التى وجد نفسه فيها فى الحكم، نحى تماماً أى مشاعر غضب أو انتقام فى داخله، تجاه الذين ظلموه طوال فترة حبسه، واستبدوا ببلده وأهانوه، طوال الفترة نفسها، وبسرعة أدرك ذلك الزعيم الأفريقى العظيم، أنه لو شغل نفسه بالانتقام لما جرى فى حقه، وفى حق بلده، فإنه سيقضى حياته كلها مشغولاً ومنشغلاً بالماضى، ولن يحقق لأبناء وطنه شيئاً فى حاضرهم، فضلاً عن مستقبلهم، ولذلك كانت المصالحة كاملة من جانبه، مع ما كان من قبل، على كل مستوى، وكان أن طوى صفحة الماضى بأكملها، ولم يسمح لنفسه بأن ينشغل بها، ولو لدقيقة واحدة، إلا بمقدار ما تكون هذه الدقيقة دفعاً له إلى الأمام! قلت إننا نحكى عن هذا كثيراً، لأنفسنا مرة، وللرئيس مرسى مرات، لعله يتعظ منه ويستفيد.. ولكن.. كان فى إمكان «مرسى» عند وجوده هناك، أن يسمع الحكاية «من أبوها» إذا جاز التعبير، وأن ينصت لصاحبها مباشرة، وأن يعود بأعظم درس يمكن أن يعود به رئيس من أى رحلة! لو حدث هذا، لكنا قد وفرنا على أنفسنا عناء الانشغال بخروج الرئيس السابق من «طرة» إلى «المعادى» ثم من «المعادى» إلى «طرة» ثم العكس.. وهكذا.. وهكذا، ولكنا قد أنفقنا هذا الوقت فى شىء يخص حياة الناس، ولكان «مرسى» قد ارتفع بها وصعد، ولكنها فرصة أخرى ضاعت ليس منه وحده، وإنما من البلد من قبل ومن بعد! نقلاً عن جريدة " الشروق "

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لو سمعها مرسى «من أبوها» لو سمعها مرسى «من أبوها»



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 09:00 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 09:36 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الدلو

GMT 13:21 2019 الأحد ,29 أيلول / سبتمبر

كيف ساعدت رباعية الاهلي في كانو رينيه فايلر ؟

GMT 03:35 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

فوائد الكركم المهمة لعلاج الالتهابات وقرحة المعدة

GMT 02:36 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

فعاليات مميزة لهيئة الرياضة في موسم جدة

GMT 04:38 2020 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

نجل أبو تريكة يسجل هدفا رائعا

GMT 12:42 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ديكورات جبس حديثه تضفي الفخامة على منزلك

GMT 12:14 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

مجموعة Boutique Christina الجديدة لموسم شتاء 2018

GMT 11:46 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

الذرة المشوية تسلية وصحة حلوة اعرف فوائدها على صحتك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon