توقيت القاهرة المحلي 18:29:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

آخر خدمة الإخوان

  مصر اليوم -

آخر خدمة الإخوان

سليمان جودة

قرار ترشيح المستشار محمود مكى، نائب رئيس الجمهورية المستقيل، سفيراً فى الفاتيكان، قرار مربك، ومرتبك، ومثير للذهول، على كل مستوى! فهو على مستوى صاحبه المستشار مكى، يبقى مربكاً كأقصى ما يكون الإرباك، لا لشىء، إلا لأننا جميعاً نعلم، أن قراراً سابقاً، ومماثلاً، كان قد صدر للمستشار عبدالمجيد محمود، ليكون سفيرنا فى الفاتيكان، فلما تم وأده فى مهده، فى حينه، بقى المستشار عبدالمجيد فى مكانه، إلى أن كاد له الإخوان كيداً فأخرجوه بالطريقة التى نعرفها.. ولكن.. ما هو مهم هنا، أنه حين تقرر له، وقتها، أن يذهب سفيراً لنا فى تلك الدولة، فإنه كان قراراً عقابياً، ولم يكن مكافأة من أى نوع، وكانت وراءه رغبة واضحة وغير معلنة، فى نفى النائب العام السابق، إلى مكان، لا يراه فيه أحد، ولا يمكن لأى منا أن يزعم، أن الدكتور مرسى، بشكل خاص، والإخوان بشكل عام، كانوا يحبون المستشار عبدالمجيد محمود، إلى هذه الدرجة ويريدون أن يكافئوه.. لا يمكن وبالتالى، فالسؤال هنا كالآتى: إذا كانت الأسباب التى دعتهم إلى التفكير فى نفى نائبنا العام السابق، معروفة، بل مفهومة، فما هى يا ترى الأسباب التى دعت إلى نفى المستشار مكى، بهذه الطريقة، وإلى عقابه، بهذا الأسلوب، مع أنه لم يقصّر فى خدمتهم، سواء فى الإعلان الدستورى المشؤوم إياه، أو فى غيره؟!.. فالرجل كان نائباً للرئيس، وبالتالى كان هو الرجل رقم (2) فى الدولة، طوال وجوده فى منصبه، وكان المتوقع مكافأته، عند خروجه، لا عقابه، وكان من الممكن مثلاً.. مثلاً - تعيينه مبعوثاً خاصاً لرئيس الدولة، أو فى أى موقع قريب من هذا، بحيث يشعر هو نفسه، ويشعر المتابعون لخدماته للإخوان، بأنه عندما قدم خيراً، فإنه تلقى خيراً أيضاً، ولم يقابل الذين أحسن هو إليهم، إحسانه، بإساءة من نوع ما جرى! أقول هذا، مع اعتقادى الراسخ، بأن تجربة وجود الرجل، فى موقع نائب الرئيس، بشكل خاص، ومع الإخوان، بشكل عام، قد نالت منه، ومن تاريخه، كما لم ينل شىء من تاريخ رجل مثله، وأظن، أن وجوده فى الحياة العامة، منذ مجىء د. مرسى رئيساً، قد أهدر تجربة مضيئة كانت وراءه، ولايزال كثيرون يتساءلون، والحال كذلك: ماذا أصاب «الأخوان مكى» أحمد ومحمود، وما الذى دفعهما ولايزال يدفعهما، إلى ما يفعلانه بنفسيهما، مع أنهما، وهذا هو العجيب حقاً، فى غنى تماماً عن هذا كله؟!.. فما كانا قد حققاه، قبل قبولهما منصبيهما الحاليين، أغلى من كنوز الدنيا، ومن كل إغراءات الحياة والسلطة إجمالاً! وحين أقول إن ما حققه الأخوان مكى «كان» فإننى أقصدها لأن ما كان قد تحقق لهما، قد صار ماضياً مع الأسف ولم يعد حاضراً، ولا قائماً، ولا موجوداً، على نحو ما كنا قد تابعناه ذات يوم وقت حدوثه! المستشار محمود مكى، إذن، تجرى معاقبته، على شىء لا نعرفه، وما نرجوه ألا ينخدع هو، أو غيره، بما يقال الآن، عن مزايا منصب السفير، وعن أهمية دولة الفاتيكان، باعتبارها مقر بابا غالبية المسيحيين، على امتداد العالم كله، فكل ما سوف يقال، فى هذا المقام، سوف يقال على سبيل تجميل البضاعة فى عين شاريها، و«بيع» المنصب لصاحبه، ثم لنا ليس أكثر، ليظل الأمر فى النهاية على حقيقته العارية وهى أن الموقع كان قبل شهرين من الآن يمثل عقاباً للمستشار عبدالمجيد محمود، فإذا به فجأة، يراد له، أن ينقلب من عقوبة إلى جائزة، وهذا هو الشىء الذى لا ينطلى على عقل إنسان طبيعى، ونتمنى ألا ينطلى على عقل المستشار مكى! وقد كانت مقتضيات المواءمة تقول إنه إذا كان ولابد، من ترشيحه سفيراً، فلتكن أى سفارة أخرى.. إلا سفارة الفاتيكان، بحكم ما كان قد لحق بهما من سمعة بيننا، بعد حكاية المستشار عبدالمجيد محمود الشهيرة! زمان.. قالوا إن «آخر خدمة الغز علقة».. وقد عشنا حتى رأينا آخر خدمة الإخوان! نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

آخر خدمة الإخوان آخر خدمة الإخوان



GMT 03:29 2024 الجمعة ,10 أيار / مايو

كلمة بايدن متنزلش الأرض أبدًا!

GMT 03:27 2024 الجمعة ,10 أيار / مايو

الدنيا بخير

GMT 03:25 2024 الجمعة ,10 أيار / مايو

لا «نزوح» نحو ترامب ولكنهم قد يمتنعون

GMT 03:11 2024 الجمعة ,10 أيار / مايو

مهرجان كان الـ77 يرسم ملامحنا ونرسم ملامحه

GMT 03:07 2024 الجمعة ,10 أيار / مايو

كان إذا تكلم

GMT 03:05 2024 الجمعة ,10 أيار / مايو

في ميدان محطة مصر

GMT 02:43 2024 الجمعة ,10 أيار / مايو

أين الزلازل يا شيخ فرنك؟

نانسي عجرم بإطلالات خلابة وساحرة تعكس أسلوبها الرقيق 

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 14:01 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

"مهرجان بالشباب تحيا الأمم" يكرم الفنانة وفاء صادق

GMT 02:14 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

أكرم حسني يعرب عن سعادته بنجاح مسلسل "الوصية"

GMT 02:47 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة يارا تغني شارة المسلسل المصري"نصيبي وقسمتك 2"

GMT 19:21 2017 الأربعاء ,02 آب / أغسطس

كنزي عمرو دياب تواصل الجدل بملابسها الجريئة

GMT 14:46 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : علي خليل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon