توقيت القاهرة المحلي 16:23:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

في ميدان محطة مصر

  مصر اليوم -

في ميدان محطة مصر

بقلم - أسامة غريب

زمان.. أيام الجامعة.. هبط علىَّ دون ميعاد أحد الأصدقاء وطلب منى أن أترك المذاكرة وأنهض معه لنذهب إلى الإسكندرية حتى نتعشى هناك ثم نقفل راجعين. حاولت إثناءه عن الفكرة وتحويل نفس العرض إلى مطعم قاهرى متعللًا ببرودة الجو فى الإسكندرية. صارحنى بأنه يريد لنا أن نجرب حياة الباشوات الذين يقررون فجأة التحرك للإسكندرية لتناول العشاء والعودة فى نفس الليلة. لم يؤثر فيه قولى أن عِلية القوم الذين يريد أن يتشبه بهم لا يسافرون بالدرجة الثالثة فى قطار بلا شبابيك أو فى ميكروباص بالنفر. استحثنى على أن أنفض الكسل وأستعيد الروح الوثّابة التى أخبرنى أننى أتميز بها!. لم أشأ أن تتغير فكرته الطيبة عنى كصايع قديم، فمضيت معه دون حماس. ذهبنا إلى ميدان أحمد حلمى، حيث حشرنا نفسينا فى سيارة بيجو (7 راكب) انطلقت تقطع الطريق الزراعى نحو عروس البحر المتوسط. فى ميدان محطة مصر ألقت بنا السيارة، وكان الجو فى تلك الليلة من ديسمبر قارس البرودة.

ورغم المطر المتساقط فقد كان الميدان يغص بالبشر. أخذنا جولة نستطلع أى المطاعم سيحظى بشرف تناولنا العشاء عنده. لمحت فى أحد أركان الميدان مطعمًا للفول والطعمية يبدو عليه الوقار، فأشرت لصديقى أن ندخله. نظر نحوى فى امتعاض متسائلاً: هل قطعنا كل هذا الطريق وأتينا إلى ثغر الإسكندرية من أجل سندوتشات فول وطعمية؟ رددت بتساؤل مماثل: وماذا عساه يقول بروتوكول الباشوات فى شأن العشاء هذه الليلة.. هل نأكل شركسية مع كوستليتة بالمشروم؟.

غمغم ونظرة الامتعاض لم تفارقه: لابد من أكلة غير تقليدية فى هذه الليلة المباركة. ظل صديقى يتفحص المطاعم، وكلما أشرت إلى واحد، رفضه فى إباء ومضى يكمل الفحص. بعد مضى ساعة كان التعب والبرد قد نالا منى، وهنا أشار صديقى إلى مطعم منزوٍ على ناصية حارة كان خاليًا من البشر إلا من صاحب المكان الذى جلس وحده يشاهد التليفزيون. لم يعجبنى المطعم بالمرة لقذارته البادية، لكن معارضة صديقى كانت بلا فائدة. سألت الرجل عما يقدم من طعام فأجاب: هذا محل كبابجى.. ألا ترون اللحمة فى الفاترينة؟. نظر صاحبى إلى قطعة اللحم اليتيمة المعروضة وسأل الرجل: حلوة اللحمة دى؟.. أطلق صاحب المطعم ضحكة عالية وأجاب برد منطقى: سؤالك غريب يا أفندى.. هذه لحمتى، فهل تتوقع منى أن أتحدث عنها بسوء؟. اطمأن قلب صاحبى، وعندما أتى طبق المشويات فإنه لم يهتم لكمية الهباب المحيطة باللحم المحترق ومضى يأكل فى نهم وسعادة، أما أنا فقد حاولت قدر الطاقة أن أكشط الهباب ولما فشلت اكتفيت بالخبز مع سلاطة الطحينة إيثارًا للسلامة.

فى طريق العودة داخل ميكروباص بابه مخلوع أخذ يتوجع ممسكًا بطنه، ولما علا صراخه اضطر السائق أن يدخل بنا مدينة بنها حيث قاموا فى المستشفى بعمل غسيل معدة لصديقى، وأخرجوا من جوفه كل الهباب الذى أكله!.

الغريب أن الحكاية التى رواها لأصدقائنا عن مغامرتنا الليلية التعيسة كانت مليئة بالمشهيات وخالية من حقيقة ما حدث!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في ميدان محطة مصر في ميدان محطة مصر



GMT 09:56 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

مهلة جانتس

GMT 09:54 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

السؤال الذى أبكى الملايين؟!

GMT 06:54 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

فى المشمش!

GMT 06:51 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

الأصدقاء وذكريات لا تعنيهم

GMT 06:48 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

كهفُ الفيلسوف.. وحبلُ الفيل

GMT 12:49 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك
  مصر اليوم - افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك

GMT 12:36 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها
  مصر اليوم - أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها

GMT 10:57 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

مفاجآت كبيرة في فيلم "الست" لمنى زكي
  مصر اليوم - مفاجآت كبيرة في فيلم الست لمنى زكي

GMT 18:57 2018 الثلاثاء ,26 حزيران / يونيو

فنانة لبنانية أنهكها العمر ولم تعد تستطيع الحراك

GMT 05:22 2018 الإثنين ,26 آذار/ مارس

سان جيرمان يُغري أنطونيو كونتي براتب ضخم

GMT 05:34 2018 الأربعاء ,07 آذار/ مارس

كايا جيربر تخطف الأنظار بإطلالة من "شانيل"

GMT 11:10 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

لورا ويتمور تجذب الأنظار إلى إطلالاتها السوداء

GMT 09:40 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

تعرفي على كيفيّة العناية بالشعر القصير لينمو بكثافة

GMT 22:12 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

الإنتاج الحربي يتخطى دجلة بهدفين دون رد فريق

GMT 17:30 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

لوكاكو يتطلع لتوقيع عقد رعاية مع إحدى الشركات الرياضية

GMT 22:34 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجمة مسرح مصر ويزو تحتفل بزفافها في التجمع الخامس الإثنين

GMT 08:47 2016 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

ماركو رويس يكشف عن طموح ألمانيا في يورو 2016
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon