توقيت القاهرة المحلي 13:59:24 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وسائل حبيب العادلي

  مصر اليوم -

وسائل حبيب العادلي

سليمان جودة

سمعت من المهندس شريف عفت، صاحب كتاب «تاريخ أقل قبحاً»، أن أحفاده كانوا مع أمهم فى «مول العرب» الشهير فى 6 أكتوبر، وأنهم بمجرد أن خرجوا إلى الطريق العام وجدوا أنفسهم فريسة لعدد من قُطاع الطرق، الذين استولوا على سيارتهم، وعلى كل ما كان معهم، وراحوا يساومون على إعادة السيارة مقابل 60 ألفاً، وكانت الواقعة على مرأى من مئات المارة، ولم تفلح استغاثات الضحايا فى استدعاء الشرطة، ولا فى إغراء واحد من المارة بأن ينقذهم، وكانت النتيجة هى فرار الجناة، وكان الدرس الباقى، أن الأمن لايزال فى وضع خطر، رغم جهود كبيرة يبذلها القائمون عليه فى هذا الاتجاه. وكنت قد كتبت فى هذا المكان، أكثر من مرة، أقول إن «الأمن.. ثم الأمن.. ثم الأمن» للناس، وأنه لا شىء يجب أن يتقدم الأمن فى أولويات الحكومة بشكل عام، و«الداخلية» بشكل خاص، وسوف أعود للمرة الألف إلى ما يعرفه كل الذين غادروا بلدنا إلى أمريكا، وكيف أن المسافة الزمنية التى تفصل هناك بين أى استغاثة وبين إنقاذ صاحبها لا تزيد على ثلاث دقائق.. وعندما بدأ اللواء أسامة الصغير، مدير أمن القاهرة الجديد، مباشرة مهام عمله بزيارة شرطة نجدة القاهرة، قلت إن الرجل استهل عمله بالبداية الصحيحة وإنه بزيارته تلك يضع يديه على العصب الحساس فى حياة المصريين، وقد سمعت منه بعدما قرأ ما كتبته أنه عازم على أن ينقل شرطة النجدة فى محافظته، إلى مستوى يجب أن تكون عليه، وأنه يعرف جيداً أن أى مواطن يستغيث بالنجدة، يظل فى أشد الحاجة إلى أن يغمض عينيه ثم يفتحهما ليجد البوليس إلى جواره. وكنت قد قلت، وسوف أظل أقول، إن الأمن فى البلد إذا كان فى حاجة إلى شىء، وبسرعة، فهو فى حاجة إلى تجديد وسائله، فما كان يجدى معه أيام حبيب العادلى لم يعد ينفع فى أيام أحمد جمال الدين، ولايزال كثيرون فى هذا الوطن مقتنعين بأن «الداخلية» يجب أن تكون لها طائراتها الهليوكبتر التى تجعلها تسعف أى مستغيث فى طريق مقطوع، حتى لا ينقطع الطريق ـ والحال كذلك ـ على المجنى عليه، وعلى الأمن ذاته! وسمعت من الدكتور أسامة عبدالمنعم، وهو خبير موارد بشرية معروف، أن الدفاع المدنى فى السعودية ـ مثلاً ـ عنده طائراته، ووسائله العصرية جداً، التى تجعل الأمن كخدمة، حاضراً فى حياة كل مواطن فى لحظته! وإذا كان هناك حل لهذه المعضلة سوف يذكره التاريخ لوزير الداخلية، فهذا الحل هو أن يكون لدى الوزارة «برج اتصالات» أشبه ببرج شركات المحمول، بحيث يتلقى الاستغاثات مركزياً، ثم يوجه سريعاً، من خلال فرعه الأقرب لمصدر أى استغاثة، أحد رجاله وأدواته إلى الموقع.. وعندها فقط، سوف يشعر المواطن المستغيث بأن بلده يغيثه فى اللحظة المناسبة، وسوف يحبه بالتالى، من قلبه، وينتمى إليه فعلاً، لا قولاً، ولا كلاماً! نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وسائل حبيب العادلي وسائل حبيب العادلي



GMT 03:29 2024 الجمعة ,10 أيار / مايو

كلمة بايدن متنزلش الأرض أبدًا!

GMT 03:27 2024 الجمعة ,10 أيار / مايو

الدنيا بخير

GMT 03:25 2024 الجمعة ,10 أيار / مايو

لا «نزوح» نحو ترامب ولكنهم قد يمتنعون

GMT 03:11 2024 الجمعة ,10 أيار / مايو

مهرجان كان الـ77 يرسم ملامحنا ونرسم ملامحه

GMT 03:07 2024 الجمعة ,10 أيار / مايو

كان إذا تكلم

GMT 03:05 2024 الجمعة ,10 أيار / مايو

في ميدان محطة مصر

GMT 02:43 2024 الجمعة ,10 أيار / مايو

أين الزلازل يا شيخ فرنك؟

نانسي عجرم بإطلالات خلابة وساحرة تعكس أسلوبها الرقيق 

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:54 2021 الأربعاء ,24 شباط / فبراير

ديكور فخم في منزل شذى حسون في برج العرب

GMT 13:39 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

زلزال بقوة 4.7 درجة يضرب كيرمان في شرق إيران

GMT 13:44 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

«الزراعة» تواصل خطتها لخفض استهلاك المبيدات الكيماوية

GMT 01:58 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

شالكه يسقط أمام كولن بالوقت القاتل في الدوري الألماني

GMT 06:57 2021 الأحد ,17 كانون الثاني / يناير

التمدد أكثر فعالية من المشي لخفض ضغط الدم المرتفع

GMT 20:35 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل معجنات الثوم

GMT 07:25 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

توقعات العام 2021 لبرج الجدي وفق بطاقات التارو
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon