توقيت القاهرة المحلي 05:36:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الشبورة المفترى عليها

  مصر اليوم -

الشبورة المفترى عليها

فهمي هويدي

رسب السلطة المصرية فى أحدث اختبار للشفافية يوم الأربعاء الماضى 8 /1، ذلك أنه كان مفترضا فى ذلك اليوم أن يحاكم الرئيس السابق الدكتور محمد مرسى و14 آخرون من جماعة الإخوان بتهمة قتل والتحريض على قتل المعتصمين أمام قصر الاتحادية فى شهر ديسمبر عام 2012، وخلال الأيام التى سبقت موعد المحاكمة ظلت الصحف تحدثنا عن عقوبة الإعدام التى ستصدر بحق المتهمين فى حال إدانتهم فى جريمة فى جريمة القتل والاحتياطات التى اتخذت لتأمين المحاكمة وأشرف عليها وزير الداخلية شخصيا. وقيل إن خمسة آلاف جندى سيتولون العملية، وتحدثت صحف أخرى عن عشرين ألفا وتابعت الصحف التفاصيل حتى عرفنا أن حلاق سجن برج العرب زار الدكتور مرسى قبل خمسة أيام من موعد المحاكمة وتولى تهذيب شعر رأسه ولحيته لزوم ترتيب ظهوره فى المحكمة.. إلخ. وحين حل الموعد احتشدت القوات فى الطريق إلى أكاديمية الشرطة التى ستجرى فيها المحاكمة، وحلقت طائرات الهليوكبتر فى سماء المكان. وتوافد المحامون حاملين مذكراتهم والإعلاميون بكاميراتهم والمؤيدون بلافتاتهم. وفى الداخل كان المتهمون الآخرون قد نقلوا بعد منتصف الليل من سجن طرة وجلسوا فى انتظار بدء الجلسة. إلا أن مفاجأة كانت بانتظار الجميع، لأن رئيس محكمة الجنايات ما إن جلس فى مقعده حتى قال إن المحكمة تلقت خطابا من مدير أمن القاهرة ذكر أنه تعذر نقل الدكتور مرسى من سجن برج العرب إلى القاهرة نظرا لسوء الأحوال الجوية. لذلك فإن المحاكمة تأجلت إلى يوم أول فبراير القادم. لم تستغرق الجلسة التى جرى الشحن والإعداد لها طوال الأسابيع السابقة سوى ثلاث دقائق فقط. صحف الخميس تخبطت فى ذكر أسباب عدم ظهور الرئيس السابق، الذى قالت إنه بعدما تم تجهيزه للانطلاق بالطائرة العسكرية، بعد نقله إلى المطار فى الخامسة والنصف صباحا، فإن قائد الطائرة خشى الإقلاع بها لسوء الأحوال الجوية، والشبورة الكثيفة بالإسكندرية. والعبارة الأخيرة وردت نصا على لسان وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، وقد اكتفت بها جريدة الأهرام فى تفسير ما جرى، جريدة «الأخبار» أبرزت فى عناوين الصفحة الأولى تصريح وزير الداخلية بخصوص ذريعة الأحوال الجوية ثم أضافت أن مصادر أخرى تحدثت عن أنه كان هناك تهديد باغتياله. العنوان الرئيسى للصفحة الأولى لجريدة «الجمهورية» كان كالتالى: الشبورة عزلت مرسى فى برج العرب، جريدة «الشروق» ذكرت أن الشبورة ومحاولة اغتيال وراء غياب مرسى عن القفص، ونسبت مسألة الشبورة إلى مدير أمن الإسكندرية، ثم نقلت عن مصدر أمنى قوله: وصلتنا معلومات قوية عن احتمال تعرضه للاغتيال خلال نقله لحضور الجلسة. جريدة «المصرى اليوم» أبرزت قصة الشبورة فى العنوان الرئيسى، إلا أنها نقلت فى التقرير المنشور تحته عن مصادر أمنية وسياسية وخبراء أن سبب التأجيل غير المعلن هو رغبة الدولة والأمن عدم إثارة الرأى العام بالكلام الذى كان سيدلى به مرسى خلال الجلسة. جريدة «الوطن» أبرزت على صفحتها الأولى عنوانا باللون الأحمر هو: محاولة اغتيال وراء غياب مرسى عن المحاكمة والجو برىء، وتحته عنوان آخر نصه كالتالى: «مخابرات 3 دول خططت لاغتيال المعزول ووزير الداخلية ينفى» وفى النصف المنشور تحت العناوين أن مصادر سيادية صرحت للجريدة بأن الأجهزة الأمنية تلقت معلومات عن محاولة دبرتها 3 دول أجنبية لاغتيال المعزول أثناء نقله.. وأن تلك الدول متورطة فى قضية التخابر التى سيحاكم فيها الرئيس السابق يوم 28 يناير الحالى، وأن هدف محاولة الاغتيال هو التخلص منه قبل بدء الجلسات. أضافت الجريدة بعد ذلك مباشرة أن وزير الداخلية ذكر أنه «لا توجد محاولات اغتيال». لكنها نقلت فى موضوع آخر من التقرير على لسان مصدر أمنى بالإسكندرية قوله إن الطقس السىئ لم يكن السبب الرئىسى «لمنع سفر الدكتور مرسى إلى القاهرة» وأن احتمالات اغتياله قد تكون السبب الأقوى، بهدف تحميل المسئولية لوزارة الداخلية، وإثارة الرأى العام المحلى والعالمى، وحدها جريدة «الحياة» اللندنية لم تشر لا إلى حكاية الشبورة ولا إلى قصة الاغتيال، وإنما نقلت على لسان مسئول حكومى مصرى قوله ان جهات سيادية أوصت بعدم نقل مرسى إلى مقر المحاكمة لأسباب أمنية، خصوصا مع اقتراب موعد الاستفتاء على الدستور، مضيفة أن ذلك يناقض تبرير وزارة الداخلية عدم نقله بأنه راجع لسوء الأحوال الجوية. (جريدة «الشروق» تداركت الأمر يوم الجمعة وذكرت أن قرارا سياديا وراء منع ظهور الدكتور مرسى لأن ظهوره اعتبر كلمة سر لاشتعال موجة اضطرابات واسعة). ملحوظتان: 1 ــ حين أعلن رئيس المحكمة عن تلقيه خطاب مدير أمن القاهرة بخصوص سوء الأحوال الجوية، فإن أحد كبار المحامين كلف أحد الخبراء على وجه السرعة بتحرى حقيقة مسألة الشبورة قبل إعلان الخبر فى وسائل الإعلام فسأل الأخير إدارة أرصاد الميناء التى ردت قائلة بأن نسبة الشبورة «يومذاك» لا تجاوز 12٪ مما يعنى أن الجو صاف وعادى جدا، لأنها تصبح عائقا عن الطيران لو أن النسبة وصلت إلى 60٪. وأضاف الخبير قائلا إنه لهذا السبب فإن الطيران انتظم طوال اليوم فى مطار برج العرب لمختلف الرحلات المحلية والدولية. 2 ــ الملحوظة الثانية أن حكاية محاولة الاغتيالات أشير إليها بخفة شديدة، دون الإشارة إلى أية أدلة تؤيدها وتقنع القارئ بصحتها وكأن على المتلقى أن يصدق المعلومة لمجرد نشرها فى الجرائد. الخلاصة أن الصحف المصرية اشتركت فى تضليل القارئ وأخفت عنه الحقيقة التى ذكرتها صحيفة الحياة اللندنية وأشارت إليها «الشروق» لاحقا، وهى أن الدكتور مرسى أريد له ألا يظهر أو يسمع له أى كلام قبل الاستفتاء، وأن الجهة التى قررت ذلك مختلفة عن تلك التى اختلقت ذريعة الشبورة والتى فرقعت قصة محاولة الاغتيال، لكن الثابت أن الجميع رسبوا فى اختبار الشفافية، الأمر الذى يدل على تعدد مصادر الأخبار وغياب التنسيق بينها، كما أنه يدعونا إلى التشكيك فى مصداقية الكثير من المعلومات التى تسربها المصادر الأمنية والسيادية مراهنة على سذاجة القارئ وبلاهته. نقلاً عن "الشروق"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشبورة المفترى عليها الشبورة المفترى عليها



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 07:57 2021 الخميس ,02 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الخميس 2- 9-2021 في مصر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon