توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شمعة فى الظلام

  مصر اليوم -

شمعة فى الظلام

مصر اليوم

  أخيرا تحدث إلينا أحد المسئولين وأفهمنا شيئا مما يجرى فى مصر. لم ينقل إلينا كلاما سارا ولا مبهجا. لكنه على الأقل «نورنا»، وأتاح لنا أن نرى جانبا من الصورة، فى الأجواء المعتمة الراهنة. فقد نشرت «الأهرام» على صفحتها الأولى يوم الأربعاء الماضى 3/4 تصريحات لوكيل وزارة الكهرباء، الدكتور أكثم أبوالعلا، أوضح فيها أمورا عدة تهم الرأى العام. وكان مما قاله ما يلى: ليس صحيحا أن هناك قرارا بفصل التيار الكهربائى عن المواطنين مرتين يوميا ــ المتفق عليه حاليا ان يتم تخفيف الأحمال لمدة ساعة واحدة على مستوى الجمهورية بالتناوب بين جميع المناطق دون استثاء وطبقا لمعدلات الاستهلاك وبما يحافظ على أداء شبكة الكهرباء ــ يجرى حاليا الاستعداد لاستقبال موسم الصيف حيث من المقرر أن تستقبل الشبكة 2600 ميجاوات إضافية بعد دخول محطات جديدة إلى الخدمة، إلى جانب توفير كميات الغاز والوقود اللازمة لتأمين احتياجات التشغيل ــ فى اطار الاستعدادات المذكورة فانه جارٍ الاتفاق مع وزارة الأوقاف لترشيد استهلاك الكهرباء فى 100 ألف مسجد، مع توجيه القائمين عليها إلى ضرورة مراعاة عدم تشغيل أجهزة التكييف إلا فى أوقات الصلاة فقط. أهمية هذا الكلام تكمن فى عدة أمور، أولها ان مسئولا حكوميا اعتنى بأن يخاطبنا وان يفهمنا ماذا يجرى بالضبط، وما الذى يخطط له مع دخول الصيف. وسوف تقدر هذه اللفتة إذا تذكرت أننا نلح منذ عدة أشهر على أهل القرار فى مصر، وفى المقدمة منهم الرئيس محمد مرسى ان يقتطعوا بعضا من وقتهم لمخاطبتنا وإفهامنا لتنويرنا وتبديد جانب من الحيرة التى تتملكنا إزاء أمور كثيرة تتعلق بالحاضر والمستقبل. لست أخفى ترددا فى إطلاق هذا الكلام لأننى أخشى ان يكون قد صدر على سبيل الخطأ الذى سيتم تداركه مستقبلا. وقد راودنى ذلك الخاطر حين لاحظت أن الذى تحدث هو وكيل الوزارة وليس الوزير الذى أرجو ألا يكون قد التزم بسياسة الصمت التى يفضلها الرئيس والحكومة، فى حين ان الذى «تورط» فى الإفصاح هو وكيل الوزارة، الأمر الذى يخلى مسئولية الوزير ويبعد عنه شبهة الاتهام بمخالفة سياسة الحكومة! أما إذا أخذنا كلام الوكيل على محمل الجد ــ وهو ما أرجوه ــ فإننى أتمنى أن تتصرف الوزارة بمسئولية كما يحدث فى الدول المتحضرة، بحيث تطالب أجهزتها فى كل محافظة بالإعلان مسبقا عن مواعيد قطع التيار الكهربائى لكى يرتب الناس أمورهم على أساسها، طالما أنه لم يعد أمامنا خيار، ولا مفر من انقطاع التيار الكهربائى للأسباب التى نفهمها ونقدرها، بالتالى فليس لدينا لوم نوجهه إلى وزارة الكهرباء، وإذا كان علينا ان نقدر موقفها فعليها من جانبها أن تقدر موقفنا كمستهلكين فلا تفاجئنا بقطع التيار الكهربائى دون سابق إنذار، الأمر الذى يسبب للناس مآزق لا حصر لها سواء كانوا فى مكاتبهم أو معاملهم أو بيوتهم، ولا أظن أنه سر حربى يتعين الاحتفاظ به وإخفاء أمره عن الناس، ولن يضيرها أن تحيطهم علما فى بداية اليوم بالأوقات التى سيتم خلالها قطع التيار الكهربائى. وإذا كان لنا أن نعرف من خلال الإنترنت حالة الطرق وما إذا كانت مفتوحة أم مغلقة، فأولى بنا أن نعرف مسبقا مواعيد الإضاءة والإظلام، إذ طالما انه لم يعد بمقدورنا رد القضاء فإن غاية  مرادنا فى الوقت الراهن أن تنشد اللطف فيه. لا يعيبنا ان نواجه أزمة أو أكثر فى ظل الأوضاع التى استجدت بعد الثورة، فذلك يحدث عادة فى ظروف التحول التاريخى الذى تنتقل الأنظار والشعوب بمقتضاها من طور إلى طور، وتواجه صعوبات جمة فى بناء النظام الجديد، لكن يعيبنا ألا نعرف كيف نتعامل مع الأزمة بحيث نحصر أضرارها فى أضيق نطاق ممكن. تماما كما أنه يعيبنا أن ننكر وجود الأزمة ونتصرف على نحو طبيعى دون أن نغير شيئا من سلوكنا المألوف. لذلك قدرت كثيرا اللفتة التى سجلها زميلنا الأستاذ صلاح منتصر فى عموده بجريدة الأهرام الصادرة فى اليوم ذاته، التى أورد فيها قائمة من النصائح التى يتعين الأخذ بها فى السلوكيات والعادات اليومية لتوفير استهلاك الكهرباء. ونبهنا إلى أنها موجودة على الإنترنت لمن يريد أن يتعرف عليها بشكل أكثر تفصيلا. وهو دور ينبغى أن تؤديه وسائل التوعية والإعلام على نطاق أوسع. ألا أن بعضها فيما يبدو ليس معنيا بالتكيف مع الأزمة وتخفيف وطأتها، وإنما هو معنى أكثر بتعميق الأزمة ومفاقمتها. نقلاً عن جريدة "الشروق"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شمعة فى الظلام شمعة فى الظلام



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 14:29 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

مؤمن زكريا يتخلّف عن السفر مع بعثة الأهلي

GMT 05:35 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

شوبير يفجر مفاجأة حول انتقال رمضان صبحي إلى ليفربول

GMT 13:45 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ماكينات الـ ATM التى تعمل بنظام ويندوز XP يمكن اختراقها بسهولة

GMT 02:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر الدواجن في الأسواق المصرية الجمعة

GMT 17:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يصل السعودية لأداء مناسك العمرة

GMT 16:08 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف تابوت يحوي مومياء تنتمي للعصر اليوناني الروماني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon