توقيت القاهرة المحلي 05:29:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الدرس كورى

  مصر اليوم -

الدرس كورى

عماد الدين أديب

أعلن رئيس وزراء كوريا الجنوبية استقالته، أمس الأول، وقدم اعتذاراً مهيباً للشعب الكورى بسبب غرق عبّارة سياحية كورية ووقوع ضحايا. وجاء رد فعل الرأى العام الكورى فور غرق العبارة شديداً، ليس على الغرق، ولكن على فشل جهود السلطات فى البلاد فى سرعة إنقاذ الركاب الذين فقدتهم -حتى الآن- أكثر من ثلاثمائة رجل وامرأة وطفل. وتؤكد التقارير المحايدة أن سبب إخفاق أجهزة الإنقاذ الكورية هو سوء الأوضاع الجوية فوق منطقة الحادث وانعدام الرؤية وارتفاع الأمواج بشكل عاصف غير مسبوق. ورغم أن العائق الأكبر هو الظروف الطبيعية فإن رئيس الوزراء تقدم باستقالته فى مؤتمر صحفى عالمى إلى رئيسة الجمهورية، وتقدم باعتذار مؤثر إلى أسر الضحايا، وإلى الشعب الكورى. ورغم ذلك فإن رئيسة الجمهورية قبلت استقالة رئيس الوزراء وطلبت منه البقاء هو وحكومته لحين إتمام كل إجراءات ملف العبّارة ودفن الضحايا الذين سيتم التعرف على جثثهم. هذا هو الموقف المسئول من المسئول التنفيذى الأول، حتى لو لم يكن مسئولاً بشكل مباشر، ولكن مسئوليته الأدبية والأخلاقية أن هذا الحادث الإنسانى المؤلم حدث فى ظل حكومته. فى مصر والعالم العربى، لا يتقدم المسئول باستقالته فى مثل هذه الحالات، بل نسمع عبارات: «الأعمار بيد الله»، و«وهو يعنى رئيس الحكومة والوزراء ذنبهم إيه؟!». من هنا يتعين علينا أن ندقق فى مفهوم «المسئولية» العامة ونقول إن لها أبعاداً أكبر من تعريفها القانونى أو الجنائى لكى تتسع لتصل إلى المسئولية العامة من ناحية المفاهيم الأخلاقية والسياسية. قد يكون رئيس وزراء كوريا الجنوبية قد فقد منصبه الهام الذى وصل إليه عبر تاريخ طويل من العمل السياسى، والاستحقاقات التى جاءت عن جدارة، لكنه بالتأكيد فعل الصواب وحصل على احترام مواطنيه. ليس مهماً أن تبقى طويلاً فى المنصب، ولكن الأهم أن تتركه بكل احترام للنفس وللمنصب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدرس كورى الدرس كورى



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 14:29 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

مؤمن زكريا يتخلّف عن السفر مع بعثة الأهلي

GMT 05:35 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

شوبير يفجر مفاجأة حول انتقال رمضان صبحي إلى ليفربول

GMT 13:45 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ماكينات الـ ATM التى تعمل بنظام ويندوز XP يمكن اختراقها بسهولة

GMT 02:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر الدواجن في الأسواق المصرية الجمعة

GMT 17:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يصل السعودية لأداء مناسك العمرة

GMT 16:08 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف تابوت يحوي مومياء تنتمي للعصر اليوناني الروماني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon