توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ارتباك الوعى

  مصر اليوم -

ارتباك الوعى

عماد الدين أديب

أى شخص يستطيع أن يفعل أى شىء بأى وسيلة فى أى وقت لإحداث أى تأثير فى مصر! نحن البلد الوحيد فى العالم، الذى يتحدث فيه غير المتخصص فى أى موضوع ليقول أى كلام! فى مصر غير الطبيب يتحدث عن الجراحة، والذى لم يدخل فصلاً دراسياً واحداً فى شئون الدين يتصدى للفتوى فى أعقد الأمور، وأى مدخن شيشة على مقهى بلدى يمكن أن يصبح خبيراً أمنياً أو مفكراً استراتيجياً. نحن البلد الوحيد الذى يتحول فيه الإعلامى إلى ناشط إعلامى يقف أمام الكاميرا ليلقى على الناس ما تيسر من آرائه الشخصية. نحن البلد الوحيد الذى يمكن فيه للسباك أن يتحول إلى هندسة البناء، ويمكن فيه للميكانيكى أن يتحول إلى باشمهندس. كل واحد باشمهندس، وكل ضابط سابق خبير أمنى أو استراتيجى، وكل صاحب مال رجل أعمال، وكل ذى منصب «بك» و«باشا»، وكل مدعٍ «من الكبار الواصلين فى البلد»، وكل جميلة ملكة جمال، وكل من يحمل كاسيت هو صحفى، وكل من تعامل مع البورصة مرة هو خبير مالى. نحن نعيش حالة من الوهم الكبير والتزييف المستمر للوعى العام، والسطو الكامل على الحقوق الأدبية للمناصب والمواهب والألقاب والإبداعات. هذا الوضع الذى يتم فيه الاعتداء على قيمة البشر ومراكزهم، يؤدى إلى خلل حاد ومخيف فى مدرسة الثواب والعقاب وقيم النجاح والفشل فى المجتمع. باختصار نحن بحاجة إلى أن نعرف بالضبط من هو العالم ومن هو الجاهل، ومن هو رجل الأعمال ومن هو النصاب، ومن هو الخبير ومن هو المدعى، ومن هو الشريف ومن هو الحرامى، ومن هو الصحفى المتخصص ومن هو بائع الكلام. الناس فى الشارع تقول: «إحنا ماعدناش عارفين مين صح ومين غلط». هذه الحيرة هى أمر شديد السلبية، وهى تهديد خطير لقدرة الرأى العام على التمييز بين الأضداد. لقد ساهمنا جميعاً منذ ثورة 2011 فى جريمة إرباك الوعى الجمعى للمواطن المصرى. أهمية هذه المسألة، أن هذا الإرباك وهذا التشويش يصعب معه للغاية قدرة الجماهير على الحكم على معركة الرئاسة المقبلة وعلى التمييز الواعى بين برامج ونوايا وتصريحات المتنافسين. صدقونى إنها مسألة خطيرة للغاية. نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ارتباك الوعى ارتباك الوعى



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 14:29 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

مؤمن زكريا يتخلّف عن السفر مع بعثة الأهلي

GMT 05:35 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

شوبير يفجر مفاجأة حول انتقال رمضان صبحي إلى ليفربول

GMT 13:45 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ماكينات الـ ATM التى تعمل بنظام ويندوز XP يمكن اختراقها بسهولة

GMT 02:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر الدواجن في الأسواق المصرية الجمعة

GMT 17:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يصل السعودية لأداء مناسك العمرة

GMT 16:08 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف تابوت يحوي مومياء تنتمي للعصر اليوناني الروماني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon