توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

احترام الخصوصية

  مصر اليوم -

احترام الخصوصية

عماد الدين أديب

لا يوجد عندنا شىء فى المجتمع المصرى ولا فى النخبة المصرية اسمه احترام الخصوصية! والخصوصية تُنتهك فى مصر تحت باب حرية الإعلام، وتُنتهك داخل الصراعات السياسية من قبيل تصفية الحسابات والثأر الشخصى والانتقام السياسى! فى فرنسا، وفى عهد الرئيس الفرنسى فرانسوا ميتران الذى ظل يحكم لمدة 12 سنة معبراً عن التيار الاشتراكى اليسارى والذى انتزع الحكم بانتخابات رئاسية من اليمين والوسط الفرنسى؛ كان هناك احترام مقدس للسر الكبير الذى يحتفظ به لسنوات طويلة. كان سر ميتران هو أن لديه صديقة دائمة بجانب ارتباطه بزوجته، وكانت هذه الصديقة هى محور حياته وكاتمة أسراره. وقرر ميتران أن يحتفظ بزوجته وبرفيقة عمره فى آن واحد، وأسفرت علاقته برفيقته عن ابنة غير شرعية لمدة 25 عاماً. كان الجميع، وأقصد بذلك الجميع، يعرف سر هذه العلاقة، وكانت المعارضة وصحفها ووسائل إعلامها ودعايتها تعرف هذا السر، لكنها لم تستخدمه يوماً ضد الرجل فى أحلك الأوقات وأشرس المعارك معه. وفى جنازة ميتران ظهرت ابنته فى الصلاة على جثمانه وتعاملت وسائل الإعلام مع الحدث باحترام لجلال الموت. أما فى مصر فنحن نضرب خصومنا تحت الحزام فى خصوصيتهم، بل ونختلق قصصاً حول أقرب الناس إليهم؛ الأب، الأم، الإخوة، الزوجة، الزوج، الأصدقاء، بالحق والباطل. لدينا قانون غير أخلاقى يقوم على مبدأ «إن خاصمت فافجر، وإن ناصبت أحداً العداء فاذبحه دون ذكر اسم الله»! انظروا إلى دردشات الفيس بوك فى مصر، أو أخبار بعض المواقع الصفراء على شبكة الإنترنت. أخطر ما فى هذه الحالة هى أنه إذا كان الجميع سيئاً للغاية فمن هو النظيف؟ وإذا كان الجميع بلا ضمير فمن هو صاحب الأخلاق؟ وإذا كان الجميع لصوصاً فمن هو الشريف؟ وإذا كان الجميع فى حالة انحطاط فمن هو النجم؟ وإذا كان الجميع بهذا التدهور فمن هو المثل الأعلى؟ إذا دمر الجميع الجميع فمن سيطفو على السطح ليقود البلاد والعباد؟ نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

احترام الخصوصية احترام الخصوصية



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 14:29 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

مؤمن زكريا يتخلّف عن السفر مع بعثة الأهلي

GMT 05:35 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

شوبير يفجر مفاجأة حول انتقال رمضان صبحي إلى ليفربول

GMT 13:45 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ماكينات الـ ATM التى تعمل بنظام ويندوز XP يمكن اختراقها بسهولة

GMT 02:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر الدواجن في الأسواق المصرية الجمعة

GMT 17:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يصل السعودية لأداء مناسك العمرة

GMT 16:08 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف تابوت يحوي مومياء تنتمي للعصر اليوناني الروماني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon