توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مشروع الدولة فى مصر

  مصر اليوم -

مشروع الدولة فى مصر

عماد الدين أديب

يدرك الفريق أول عبدالفتاح السيسى أكثر من غيره عظم وهول المشاكل والتحديات الاجتماعية والاقتصادية التى تواجه مصر. ولأنه يدرك ذلك تماماً فهو يفكر ألف مليون مرة فى تلك المطالب الشعبية المتزايدة التى تريد أن تدفعه دفعاً نحو الترشح لمنصب رئاسة الجمهورية. ومن المؤكد أن يوم إعلان الفريق أول السيسى ترشيح نفسه لمنصب الرئاسة سيكون من أكثر الأيام سواداً فى تاريخ جماعة الإخوان المسلمين، لذلك فإن الإخوان سوف يتخذون من معركة الرئاسة منصة إطلاق لجرائمهم ضد نظام ثورة 30 يونيو بهدف إسقاطه وإنهائه إلى غير رجعة! ورغم التهديد الأمنى المصاحب لعملية ترشح الفريق أول السيسى لمنصبه فإن الخطر الأكبر من منظور الرجل ليس التحدى الأمنى ولكن التحدى الاجتماعى الاقتصادى الذى سيفرض نفسه بقوة على أى رئيس مقبل بحكم مصر فور توليه سدة الحكم. وكما قال الفريق أول السيسى فى مناورة «بدر 2013» فى السويس، أمس الأول، إن مصر بحاجة إلى 50 ألف مدرسة بتكلفة مائة مليار و200 مليون جنيه، وقال أيضاً إن حجم ديون مصر يبلغ 300 مليار جنيه سنوياً، وإن مصر بحاجة إلى 4 ملايين فرصة عمل و8 ملايين شقة سنوياً بتكلفة تريليون جنيه سنوياً. إن التأمل العميق لهذه الاستحقاقات الضاغطة وتلك الفواتير الباهظة هو أكبر من قدرة أى حاكم أو أى حزب أو جماعة أو فصيل على التصدى لها منفرداً. وقال الفريق أول السيسى إنه فى حال أصبح رئيساً، فإنه لن يترك أى مسئول يهنأ بمنصبه قبل حل مشاكل البلاد الاجتماعية والاقتصادية. ويبدو أن حلم المصريين فى حاكم وطنى لديه انضباط عسكرى وتشدد إدارى لتحويل حياة الإدارة المصرية إلى جحيم من أجل جعل حياة الشعب الصبور «مقبولة» و«رحيمة» بهم وبأولادهم. لا أحد مستعد لانتظار بناء نظام سياسى متكامل من القاعدة إلى القمة يستطيع قيادة البلاد يكون له حزب شعبى مناضل فى كافة قرى ونجوع وحوارى ومدن مصر. هذا مشروع طويل المدى، صعب المنال فى ظل حالة فقدان العقل السياسى المصرى لبوصلة الاتجاهات نحو بناء الدولة الحديثة. منذ ساعات تم إقرار دستور يفترض فيه العصرية والحداثة فى مجتمع ما زال يفكر بشكل فرعونى متخلف. من هنا سوف يظل التحدى الذى يواجه مشروع تحديث مصر هو الفارق الشاسع بين الرغبة والقدرة والصراع الأبدى بين مقتضيات الأمن وفاتورة الحرية. التحول الحقيقى من حالة التخلف إلى آفاق التقدم والحداثة والرفاهية لا يمكن أن يكون مشروع فرد واحد، لكنه مشروع أمة بأكملها. نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مشروع الدولة فى مصر مشروع الدولة فى مصر



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 14:29 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

مؤمن زكريا يتخلّف عن السفر مع بعثة الأهلي

GMT 05:35 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

شوبير يفجر مفاجأة حول انتقال رمضان صبحي إلى ليفربول

GMT 13:45 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ماكينات الـ ATM التى تعمل بنظام ويندوز XP يمكن اختراقها بسهولة

GMT 02:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر الدواجن في الأسواق المصرية الجمعة

GMT 17:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يصل السعودية لأداء مناسك العمرة

GMT 16:08 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف تابوت يحوي مومياء تنتمي للعصر اليوناني الروماني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon