عماد الدين أديب
هل يمكن الوثوق فى السياسة الأمريكية تجاه أى دولة؟
البعض يقول إن واشنطن لا تعرف صداقات دائمة أو عداوات دائمة، لكنها تعرف فقط مصالح أساسية لها فى مناطق العالم.
والبعض الآخر يعتقد أن هذه المبادئ قد تنطبق على كافة دول العالم إلا على إسرائيل التى ترتبط بها واشنطن بحلف حديدى أبدى غير قابل للتفكك.
ويأتى الرد على هذه المسألة من خلال ما كشف عنه «دانى ياتوم»، الرئيس الأسبق للموساد الإسرائيلى، حينما أعلن الأسبوع الماضى عن قيام أجهزة التنصت الأمريكية باختراق شبكة الاتصالات الإسرائيلية بهدف معرفة حقيقة خطط تل أبيب تجاه المفاوضات مع الفلسطينيين واحتمالات ضرب إيران.
هذه المعلومات تؤكد أن واشنطن التى تتجسس على تل أبيب وبون وباريس هى حليف «قلق» لا يثق فى حلفائه ولا يمكن الوثوق فيه.
وأمس الأول نشرت صحيفة الحياة أولى حلقات مذكرات هوشيار زيبارى، وزير خارجية العراق، الذى قال إن الرئيس الأسبق حسنى مبارك قد قال للزعماء العرب عقب غزو الولايات المتحدة للعراق إن الأمريكان لا يمكن الوثوق فيهم وإنهم يبيعون حلفاءهم مثل بيع الميه «أى الماء».
وأضاف زيبارى أن مبارك لم يفاجأ بتخلى الأمريكان عنه فى يناير 2011 لأنه كان يعرف طبيعتهم وأنه -أى مبارك- ضرب مثالاً لكيفية تخلى الأمريكان عن الرئيس الباكستانى برويز مشرف رغم كل ما فعله لخدمة المصالح الأمريكية.
واليوم تفتح مصر أبوابها على مصراعيها لصديق قديم هو روسيا صاحبة الرصيد التاريخى فى العلاقات مع القاهرة منذ أكثر من 60 عاماً مما يعيد طرح السؤال هل يمكن أن نثق فى الروس بعدما خذلنا الأمريكيون؟
من الواضح أن مصر يجب ألا تثق إلا فى مصر!
يجب أن تكون ثقتنا أولاً وأخيراً فى قدراتنا الذاتية وأن ندرك أن انفتاحنا على العالم بشرقه وغربه لا يعنى أن الحل لمشاكلنا الطاحنة سوف يأتى من خارج الحدود ولكن سيكون دائماً من داخل الوطن.
لن يحترمنا أى لاعب دولى على ساحة هذا العالم إلا بناء على قدرتنا الذاتية وبعدما يتأكد من مدى صلابة تماسكنا الداخلى.
نقلاً عن "الوطن"