توقيت القاهرة المحلي 01:52:24 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مؤامرة إسقاط الجيش

  مصر اليوم -

مؤامرة إسقاط الجيش

عماد الدين أديب

ماذا يحدث فى بنيان الدولة التى يكون فيها الجيش ضعيفاً، غير قادر على التماسك، يواجه قوى مجتمعية أقوى منه فى القدرة والتسليح؟ دون أن يُتعب الإنسان نفسه فى البحث عن إجابة منطقية لهذا السؤال يكفيه أن يلقى نظرة متفحصة لما يحدث فى ليبيا هذه الأيام. الحالة الليبية هى نموذج يدرّس لحالة جيش ضعيف، يواجه ميليشيات قبلية أو مناطقية أو دينية فى ظل مرحلة ما بعد سقوط نظام استبدادى وقيام قوى ميليشيات تطلق على نفسها «قوى ثورية» يجب أن تبقى خارج سلطة الدولة كى تحمى مكاسب الثورة. علّمنا التاريخ، وهو خير مُعلم، أن أى نظام لا يمكن أن يستقر فى ظل وجود ازدواجية للقوى التى يجب لها ممارسة العنف. وحدها سلطات الدولة الشرعية التى يجب لها ممارسة القوة فى ظل دولة القانون، أما ظهور قوى تحمل السلاح وتعطى لنفسها حق استخدامه بهدف فرض أمر واقع مخالف لإرادة السلطة الشرعية فهو كارثة بكل المقاييس. فى الحالة الليبية، الحالة صارخة ومخيفة؛ فالجيش المركزى ضعيف ومنقسم وأضعف من قوى الميليشيات المناطقية والدينية التى تحتمى بميراث ترسانة سلاح أسطورية تركها نظام العقيد معمر القذافى. حينما تصبح الميليشيات أقوى من الجيش وتصبح قبيلة أو جماعة أقوى من الحكومة الشرعية، فإن ذلك يصبح بمثابة وصفة حالة من الفوضى والهلاك الأمنى والسياسى. وتزداد خطورة الأمر إذا علمنا أن ليبيا دولة شاسعة المساحات، المدن فيها مترامية الأطراف، لديها 4 آلاف كيلومتر من الحدود البرية وألفا كيلومتر من الحدود البحرية، ما يستدعى -بالضرورة- وجود جيش مدرب ومسيطر وفاعل ومسلح بشكل مناسب. تصوروا السيناريو الكابوس لو كان جيش مصر هو جيش ليبيا! تصوروا لو كانت جماعة الإخوان أقوى من الشرطة والجيش، وأن عناصر الجماعة أكثر تأثيراً من سلطة الحكومة وأجهزة الدولة. هذا الخطر المخيف هو جزء من أحلام اليقظة التى تستحوذ على عقل التنظيم الدولى لجماعة الإخوان بالنسبة لمصر. للأسف الشديد، إضعاف الجيش وإسكات الشرطة وسقوط سلطة الدولة وأجهزتها لصالح جماعة الإخوان،، كل ذلك هو الهدف النهائى للعمليات التى تتم هذه الأيام فى شوارع وميادين وجامعات مصر. إنها جريمة بكل المقاييس. نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مؤامرة إسقاط الجيش مؤامرة إسقاط الجيش



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 07:57 2021 الخميس ,02 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الخميس 2- 9-2021 في مصر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon