عماد الدين أديب
طالب الاتحاد الأوروبى مصر بأن تقوم برفع حالة الطوارئ الحالية وبالإفراج عن المعتقلين.
مرة أخرى يتصرف الاتحاد الأوروبى وكأنه يعيش فى كوكب آخر غير كوكب الأرض، وكأن مصر ليست على خارطة العالم، وكأن وسائل الإعلام لا تقوم ببث الأخبار ليل نهار حول حقيقة ما يدور للبلاد والعباد فى مصر.
حالة الطوارئ لم تكن مطلباً أو غاية فى حد ذاتها، لكنها ضرورة ملحة فرضتها ضرورات مواجهة حالات العنف والإرهاب التى تعرضت لها البلاد منذ ثورة 30 يونيو حتى يومنا هذا.
ألم يشاهد الاتحاد الأوروبى رجال الإخوان وهم يطلقون النار عشوائياً على السكان الأبرياء؟ ألم يشاهدوا تفخيخ السيارات فى محاولة اغتيال اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية الذى نجا بمعجزة، ألم يسمع الاتحاد الأوروبى عن إطلاق صواريخ «آر. بى. جى» على محطة القمر الصناعى فى المعادى؟
ألم يسمع الاتحاد الأوروبى ويشاهد محاولات تعطيل العمل والمرور والملاحة فى قناة السويس؟
ألم يسمع الاتحاد الأوروبى ويرى ما يحدث ليل نهار فى سيناء من تفجيرات واغتيال بدم بارد للأبرياء المدنيين؟
ثم نأتى للحديث عن الإفراج عن المعتقلين ونسأل: هل المقبوض عليه بقرار من النيابة العامة ويجرى التحقيق معه هل تنطبق عليه صفة المعتقل أم المتهم؟
إن مصر تعيش حالة حرب على العنف والإرهاب، وهى ظروف قاهرة غير مسبوقة تستدعى منها المواجهة الحاسمة لكل عناصر التطرف والعنف والإرهاب بلا اعتذار أو خجل أو خوف من المتشدقين بحقوق الإنسان.
إننا نسأل دول الاتحاد الأوروبى: ماذا فعلت فرنسا حينما حدثت مظاهرات حرب الضواحى؟ وماذا فعلت بريطانيا حينما اشتعلت الاشتباكات العنصرية فى جنوب لندن؟ وماذا فعلت اليونان فى مظاهرات الأسعار؟ وماذا فعلت تركيا فى احتجاجات حديقة «تقسيم» بإسطنبول»؟
إننا نسأل الاتحاد الأوروبى اليوم عن موقعه من قيام الولايات المتحدة بانتهاك سيادة دولة عضو وهى فرنسا والتنصت على مكالماتها الهاتفية ونص رسائلها المتبادلة على المحمول فى سابقة هى الأخطر فى التاريخ؟
تعبنا من تلقى الدروس والعظات فى حقوق الإنسان والحريات من الذين يخرقونها ليل نهار دون حساب!!
نقلاً عن "الوطن"