توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مخاطر الفترة الانتقالية

  مصر اليوم -

مخاطر الفترة الانتقالية

عماد الدين أديب

يقولون فى علم السياسة إنه يتوقع من صانع القرار دائماً أن يتحرك وفق نظرية الاحتمالات المختلفة. وقد اتفق أساتذة علم المستقبليات على أن أى حدث زمنى حالى يمكن رسم صورته المقبلة من خلال 3 احتمالات: الأول هو الاحتمال الأفضل للتحقق، والثانى هو الاحتمال الأسوأ للتحقق، أما الثالث فهو احتمال استمرار ما هو قائم. ويقول البروفيسور «هرمان كان» أستاذ علم المستقبليات الشهير: إن أى محاولة لرؤية مستقبل الواقع الحالى دون إخضاع هذا الواقع للاحتمالات الثلاثة، جميعها تؤدى إلى خلل فادح فى التحليل. وأخطر ما فى الزمن الحالى الذى نحياه أننا نعيش تحت ظرف تاريخى دقيق وحساس، وهو «الزمن المؤقت» أو «الفترة الانتقالية»، وفى تلك الفترة تتصارع مشاعر الجماهير ما بين ارتفاع سقف الأحلام بشكل غير واقعى، أو انتظار ما لا يجىء أبداً، والشعور باليأس القاتل والمدمر. ويتابع الناس أحوال البلاد فى شغف وترقب ومحاولة تلقف أى ظاهرة أو بادرة أو تطور يأخذهم إلى «الأمل المفرط» أو «اليأس المدمر». كل ذلك قائم على الانطباعات والمشاعر وحدهما دون الارتكاز على وقائع ودلائل موضوعية يمكن البناء عليها. وأخطر ما فى المرحلة الانتقالية هو ببساطة فشلها فى الانتقال الإيجابى من نقطة سلبية إلى نقطة أكثر إيجابية. أخطر ما فى فترتنا الانتقالية الحالية هو سقوط حلم ثورة 30 يونيو ورغبة الجماهير الخارجة فى إقامة دولة مدنية عصرية حرة بعيدة عن الاستبداد، فى ظل نظام يحترم الحريات العامة والخاصة ويدعم العدالة الاجتماعية. وتراهن جماعة الإخوان وأنصارها بقوة على فشل المرحلة الانتقالية تحت تأثير عمليات الترويع والإرهاب وتعطيل كل أوجه الحياة الطبيعية، والتعطيل والتجميد لكل إمكانيات التقدم والتطور فى حياة الناس. غالبية الشعب المصرى تراهن الآن على نجاح الفترة الانتقالية فى انتخابات برلمانية وأخرى رئاسية ودستور جديد وبناء مؤسسات لدولة عصرية مدنية، وأقلية من الشعب المصرى تراهن على فشل المرحلة الانتقالية والعودة إلى مرحلة «الإخوان هى الحل». وما بين الرهانين تعيش مصر حالة صراع فيه شد وجذب ما بين طرفين قسّما الوطن إلى حالة انقسام رأسى وأفقى غير مسبوقة فى تاريخ مصر. لذلك كله يصبح التحدى كيف يمكن أن تنجح الفترة الانتقالية بأقل فاتورة خسائر ممكنة. نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مخاطر الفترة الانتقالية مخاطر الفترة الانتقالية



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 14:29 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

مؤمن زكريا يتخلّف عن السفر مع بعثة الأهلي

GMT 05:35 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

شوبير يفجر مفاجأة حول انتقال رمضان صبحي إلى ليفربول

GMT 13:45 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ماكينات الـ ATM التى تعمل بنظام ويندوز XP يمكن اختراقها بسهولة

GMT 02:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر الدواجن في الأسواق المصرية الجمعة

GMT 17:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يصل السعودية لأداء مناسك العمرة

GMT 16:08 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف تابوت يحوي مومياء تنتمي للعصر اليوناني الروماني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon