توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

على قديمه

  مصر اليوم -

على قديمه

وائل عبد الفتاح

فى أعراف المتطرفين الدولة المصرية منذ 200 سنة هى هبة الجيش، ليس مرة واحدة بل مرتان، الأولى مع محمد على والثانية مع عبد الناصر.. ومقابل الشكل المدنى لدولة التحرر الوطنى ظهرت ‎دولة الجنرالات غير المرئية، أو العسكرة غير المقننة، وحتى بعد اهتزاز أسطورة الجيش بسبب فشل أداء المجلس العسكرى فى المرحلة الانتقالية الأولى، لم تهتز معها نسبة «العسكرة»، بل إن ما منحه الإخوان فى دستورهم الملعون للمؤسسة العسكرية أكبر مما كان فى دستور 1971، خصوصا تلك المواد التى قننت محاكمة المدنيين أمام محاكم عسكرية، كما أن حصة الـ40٪ من الاقتصاد المصرى التى اعتبرها الجيش توازنا، لصالح القطاع العام أو لأملاك الدولة فى مواجهة «الخصخصة»، لم يتم الاقتراب منها أو مناقشتها حتى فى ظل محاولة «تفكيك» الجماعة للجيش، فالغرض لم يكن تحريك الدولة بعيدا عن: السلطوية والوصاية، جناحى أو ثقلى الدولة الجاثم على الصدور، ولكن فى احتلال الفراغ الذى تركته ديكتاتوريات التحرر الوطنى «بنبلها وفسادها». ‎الأزمة الآن ليست فى عودة الدولة القديمة، أو حسم الجيش الأمور لصالحه، ولكن فى أن الحراك الثورى مثقل الآن بحضور قوة ليست قادرة على الحسم، وهذا ما يزيد ضعف الثورة إن ارتضت بموقف الحكم الأخلاقى، ولم تنتقل إلى تأسيس البنية التحتية للديمقراطية، أو إذا لم تتورط أكثر فى السياسة. ‎بمعنى آخر أن لا أحد قادرا على الحسم بداية من المؤسسة العسكرية، والدولة الأمنية، وحتى ورثة مبارك، بما فى ذلك السلفيون: ورثة الإخوان فى التشويش بالحرب الهوياتية. ‎وأن الحراك لن يتم عبر السجال الأخلاقى، العاطفى حيث تفور الهواجس، المهمة أحيانا فى تحجيم الطيور الجارحة، ولكن عبر تأسيس البنية التحتية للنظام الديمقراطى، كى تتقدم الدولة خطوة يمكن بعدها مناقشة سؤال الجيش وأسئلة أخرى على شاكلته من التعقد. ‎الدولة قامت منذ تأسيسها على حسم الحرب قبل أن تبدأ. فالأقوى يفرض صيغته، وخريطة توزيعه الأنصاب. ‎هنا المؤسسة التعويضية «جيش دون جهاز سياسى، وإسلاميون دون منافسين على السلطة» لن تقدر على الحسم. وستحاول الدفاع عن الموقع الذى يمكن السلطة من وضع أعمدة التمكين، والإسلاميون من أعمدة الهوياتية. ‎المجتمع الذى يشغل المساحة الكبرى من الفراغ، ما زال قيد الارتجال، وتكوين الخبرات، وكما يبدو من نقاشات تأسيس الدستور تنكشف آثار «التصحر» الذى وصلت إليه البيئة السياسية فى مصر مع الثلاثين سنة الأخيرة من عمر الاستبداد والفساد. ‎ضجيج المعارك يتم حسب خبرة الاحتجاج على رفض اجتياحات مندوبى السلطة، عبر ترسيخ مبدأ الأمن القومى كمرجعية أخيرة، أو لمندوبى الهوياتية والسلطة الدينية، عبر فرض سطوة لمؤسسات دينية «ليس الأزهر الذى هو مؤسسة بحث علمى ولكن الكنيسة التى يسلم إليها المسيحيون باعتبارهم شعبها». ‎لكن سيبدو التغيير فاعلا أكثر فى مساحة الحقوق والحريات، المجال الأوسع لصراع «تأسيس» المجتمع، وضمانة الإبقاء على المجال السياسى خارج هندسة القمع. ‎ورغم اهتمام العناصر السلطوية بالتمكين والهوياتية، فإن هندسة جديدة للمجتمع وفق الحقوق والحريات، ستدفع المعركة خطوة للأمام، هذا طبعا إذا لم تصدق الروايات عن أشباح يسكنون فى الغرف المظلمة وسيخرجون بعد أن تنتهى تسالى ما بعد التخلص من الإخوان، ليطردوا الجميع من المجال السياسى. نقلاً عن "التحرير"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

على قديمه على قديمه



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 14:29 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

مؤمن زكريا يتخلّف عن السفر مع بعثة الأهلي

GMT 05:35 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

شوبير يفجر مفاجأة حول انتقال رمضان صبحي إلى ليفربول

GMT 13:45 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ماكينات الـ ATM التى تعمل بنظام ويندوز XP يمكن اختراقها بسهولة

GMT 02:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر الدواجن في الأسواق المصرية الجمعة

GMT 17:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يصل السعودية لأداء مناسك العمرة

GMT 16:08 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف تابوت يحوي مومياء تنتمي للعصر اليوناني الروماني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon