عماد الدين أديب
وصلنا فى مرحلة الحرب الدائرة بين جماعة الإخوان وقوى 30 يونيو 2013 إلى مرحلة هزلية عبثية استخدمت فيها «الجماعة» كل الوسائل غير المشروعة من السلاح والتفجير والتفخيخ والاستقواء بالخارج والاستعانة بالمرتزقة والقناصة.ولكن فى يقينى أن أخطر ما اقترفته «الجماعة» هو «الكذب»!الكذب لا يمكن أن يكون فى أى دين أو ملة أو مذهب أو عقيدة وسيلةً من وسائل الجهاد!ومن آخر أنواع الكذب هو ذلك التسجيل الصوتى المزور المنسوب كذباً إلى الفريق أول عبدالفتاح السيسى الذى قيل فيه إن الفريق أول السيسى يطالب بتحصينه دستورياً حتى يمكن له أن يعود إلى منصبه فى وزارة الدفاع إذا لم يفُز فى انتخابات الرئاسة.والرد المنطقى على هذا الهراء هو أن هذا الكلام المزور لا يمكن أن يصدر عن معتوه فما بالكم بالفريق أول عبدالفتاح السيسى الذى عرف عنه الحكمة والتعقل وحسن اختيار وانتقاء كلماته، خاصة إذا كانت فى مقابلة صحفية مسجلة.ورغم ذلك أستطيع أن أحكم بأن هذا الكلام المزور الذى أذيع على موقع من مواقع كتائب الإخوان الإلكترونية لا يمكن أن يكون قد حدث للأسباب التالية:أولاً: أن «السيسى» يدرك كما يدرك الجميع أنه إذا أجريت انتخابات رئاسية صباح الغد تتوافر بها كل عناصر النزاهة وتتم تحت إشراف دولى محايد، فإنه قادر دون أى مجهود أن يفوز بنسبة ساحقة لا تقل عن 85٪ من مجموع الأصوات وفى الجولة الأولى دون حاجة لإعادة.وأذكر أن الأستاذ عمرو موسى قال لى فى مقابلة تليفزيونية منذ شهر مضى إن المزاج الشعبى الآن فى مصر هو مزاج يتجه للعودة نحو اختيار رئيس من الجيش.ثانياً: أن «السيسى» لا يمكن أن يطلب ذلك الطلب المزعوم لأنه يدل على أنه غير واثق من الفوز، ومجرد المطالبة بهذا النص فى الدستور فيه مخالفة لأنه يناقض عمومية النصوص فى أى دستور، وفيه خصوصية وكأنه صُنع له تفصيلاً وهو أمر لا يمكن أن يمر من لجنة الخمسين لصياغة الدستور.ثالثاً: أنه حتى لو صح هذا الاحتمال الذى تبلغ نسبة صدقه واحداً فى المليار فإن «السيسى» لا يمكن أن يبوح به فى مقابلة صحفية مسجلة.إذن الواقع، والمنطق، وحقائق الأمور كلها تدحض تماماً أى احتمال ولو ضعيف بقبول هذا العبث والتزوير المنسوب إلى وزير الدفاع.المثير للجدل أن كتائب الإخوان لم تحسب رد فعل الناس تجاههم إذا تأكد لهم أن من يرفع شعار الإسلام يكذب ويزور؟!