توقيت القاهرة المحلي 10:02:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فى مقاومة أن تكون ضمن قطيع ولو نبيل

  مصر اليوم -

فى مقاومة أن تكون ضمن قطيع ولو نبيل

وائل عبد الفتاح

من الأصدقاء على «فيسبوك» فكرت أن تقرؤوا معى ما كتبته إلهام عيداروس «مترجمة، سياسية، قيادية فى حزب التآلف الشعبى».. والمكتوب تعليق أى ليس نصا محكما وتقول فيه: «أفهم أن الإخوان يريدون إيقاف الدنيا عند مذبحة رابعة وأن يحولوها للحظة مؤسسة فى تاريخ الأمة ليحيوا أنفسهم من جديد. لكن لا أفهم أبدا لماذا نتورط نحن فى هذا؟ لا يجب أن ننكر أبدا أن رابعة مذبحة، وأنه كان يمكن التعامل معها بطريقة أكثر إنسانية لو توفرت الإرادة السياسية لذلك، لكن لا يجب أن نسمح لأحد بابتزازنا، فالإخوان وحلفاؤهم قاموا بعدة جرائم فى سيدى جابر والصعيد وبين السرايات وسيناء وغيرها، وفرق الحجم نابع من فرق القوة مش فرق النوايا، وتواطؤوا على عدة مذابح فى عهد المجلس العسكرى. افضح دموية السلطة الحالية فى رابعة وتخاذلها فى حمايتنا من دموية الإخوان أيضا، لكن لا تقبل أن تتحول رابعة للحظة تتوقف عندها الحياة، كأنها ليست جزءا من سياق هم السبب فيه ويتحملون مسؤوليته السياسية. لا تحول فضحك لجريمة السلطة فى رابعة إلى صك غفران لجرائم الإخوان فى حقنا. دافع عن الدولة التى تحلم بها وليس عن الإخوان. فشعار رابعة قد ترفعه طفلة جميلة فى رابعة ابتدائى، لكن يرفعه أساسا كل الإرهابيين والتكفيريين فى مصر والعالم ليعيدوا إنتاج أنفسهم». أريد أيضا الوقوف أمام تعليق للصديق هانى فوزى «الباحث والمتخصص فى استشارات نظم التفكير» الذى يقول فيه: «وبمناسبة النور اللى بيقطع كل يوم بالساعتين علشان الجو حرر شوية، يا ريت إخواننا اللى بيناموا يحلموا بالمؤامرات وصدعوا دماغنا بالمؤامرة على المرسى التافه وجماعته الخايبة يعرفوا إن مافيش زفت مؤامرة، فيه بس دولة فاشلة بنيتها الأساسية خربانة وعايزة شوية حلول جديدة من بنى آدمين عندهم زفت مخ جوه دماغتهم».. ما كتبه الصديقان يصطدم بالإجماع أو ما يشبهه، أو الاصطفاف، أو التفكير المعتمد على تكوين حشود، تنتشر بينها المقولات كأنها حقائق مطلقة وبيقين كأنه وحى هابط من السماء، أو على الأقل صكوك أخلاقية تنجيك من ذنوب التفكير بعيدا عن الصندوق.. ولهذا سألت من قبل: أين تقيم لحظة الاصطفاف؟ سؤال يشبه الهروب من الخدمة العسكرية. أو التسرب من سرادقات عزاء العائلة. الإعلانات التليفزيونية تطلق نداءات «إلى من لا يشاهدها أصلا» تطالبه بالعودة إلى أهله وناسه فـ«مصر الآن صف واحد». تعبوية تسمع فيها صوت الآلات القديمة الخارجة من المخازن. البضاعة الخارجة من الآلات كانت قد دخلت التاريخ وتسلمتها السخريات الصرفة باعتبارها تاريخا. لكنها عادت تطالب بالصف فى مواجهة أعداء «ليسوا منا» وهم يعيشون «بيننا». تتمازج الصور المصاحبة لمونولوجات الاصطفاف وتختلط. من فيهم بالضبط الخوارج؟ ومن الشهداء؟ اللغة واحدة والحرب على من يستأثر بقدرتها على إثارة العواطف. لغة لن تغير من الواقع. لكنها تبحث عن كائن عاطفى. فالمقتول لن يعود إذا التحق به وصف «شهيد». ولا الحرب ستقف إذا تابعت تفاصيل التشوهات فى جسد الضحية، الذى كان يمكن أن يكون قاتلا. عنف فوضوى ضد عنف منظم. والصراع لغوى، عاطفى، لا حقيقة فيه إلا السلطة. المشاعر تموت تدريجيا بالتعود. ضجيج من خطابات الوطنية المعلبة والدين الجاهز للاستخدام، وتلاعب بالذبائح. وسط أنات وهمهمات تنغز الضمير وتحاصره صرخات الضحايا وصيحات المحاربين من أجل القضاء على «أعداء المدينة». لا أحد يرى القتل عند الخصوم ولا السلاح فى يده. الجميع يبرر بالقتل القتل. ويعتبر سلاحه دفاعا، والحرب كلها ليست إلا إرهابا للإرهاب. أين تقف؟ وما الذى يجعل إرهابا أفضل من إرهاب؟ تسأل الأسئلة كل يوم لتخرج من الاصطفاف. لتبحث عن فردية وسط طوفان الرعب من «الغزاة» الذين هددوا المدينة، بعدما عاشوا سنة كاملة يحكمونها. كانوا «غزاة» كما أشار سلوكهم فى فرض «عالمهم الافتراضى» وعادوا «غزاة» مطاردين، لمسافة قاسية ومؤلمة ليست لهم وحدهم. فالجنون ليس بعيدا عن الانفلات. والهستيريا المصاحبة للمعارك الحربية لا تثير دهشة أحد. الثورة لن تنتصر إذن بالاصطفاف خلف من وصل إلى السلطة، ولكن بوعى جديد وروح جديدة تقبل التعدد وتقاتل من أجل الحريات وتحترم الحرية الشخصية. وبمشروع لدى المنتصر، لماذا استخدمت العنف؟ لماذا قتلت؟ ماذا ستفعل بانتصارك؟ الاصطفاف كما علمته العسكرية للمجتمع المصرى هو الوقوف فى صفوف متساوية خلف قيادة ما. والثورة لم تنتصر بالاصطفاف ولكن بالتقاء فى دائرة ميدان مركزها لا يمنح سلطة لأحد ويجمع كل الأطياف دون علامات تمييز. الاصطفاف كلمة مستعارة من القاموس الكاكى الذى ذاب فى الوعى حتى ظنناه قاموس المدنية الوحيد. والتعامل معها على أنها الموديل المثالى للثورة خداع كبير.. الثورة المصرية انتصرت بالدائرة وبتساوى الجميع وستكمل انتصارها بالتخلص من بقع الوعى الكاكى فى السياسة. بقع ترى الحرية الشخصية ترفا. والفردية عيبا.. ومصلحة الوطن لا تعنى مصلحة كل فرد. بقع ما زال أصحابها يتحسسون مسدسهم إذا دافع شخص عن حريته أو هواجسه تجاه المساس بهذه الحرية. نقلاً عن "التحرير"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى مقاومة أن تكون ضمن قطيع ولو نبيل فى مقاومة أن تكون ضمن قطيع ولو نبيل



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 07:57 2021 الخميس ,02 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الخميس 2- 9-2021 في مصر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon