توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فَكُّ الارتباط

  مصر اليوم -

فَكُّ الارتباط

وائل عبد الفتاح

لكى لا ننسى: 1- المرسى هو أول رئيس منتخب بعد آخر نسخة من ديكتاتورية الخلود الأبدى على الكرسى. 2- هذا المنتخب لم يجد ما يفعله سوى تقليد الديكتاتور. 3- وعندما وجد أن سر الديكتاتور فى صندوق أسود وأنه لم يتسلم كل المفاتيح عندما دخل القصر أراد أن يتسلمها بالقوة/ ويكسر الأقفال. 4- هذه لحظة الإعلان الدستورى الذى أُعد وجهز فى مكتب الإرشاد/ هل تتذكرونه؟ إنهم فرقة الكهنة الحاكمة فى جماعة الإخوان التى كانت حاكمة قبل 30 يونيو/ أى أننا كنا نُحكم من محكوم/ وتقاد الدولة ممن ليس له قيادة. 5- تجهيز الإعلان الدستورى كان عملية سطو على أقفال الدولة/ وتحطيمها بما يتوهم الكهنة قليلو الذكاء/والعقل الطريق الوحيد للحكم. 6- لماذا فعلوا ذلك ومعهم أول رئيس منتخب؟ لأنهم جماعة سلطوية بالضبط مثل جماعة عشق الديكتاتور الخالد على كرسيه. 7- المنتخب والديكتاتور التقيا إذن فى أنهما لا يمكنهما الحكم إلا بوضع كل مفاتيح الدولة/ السلطات كلها/ فى قبضة واحدة/ ولأنهم مثل كل طاغية لا يتصورون وجود طريقة أخرى للحكم غير التمسك بالكرسى/ والقبضة الحديدية/ فهم بلا مشروع/ ولا قدرات سوى تربية الزبائن أو تحويل المواطن إلى زبون/ يسمع الكلام فى مقابل تلبية الخدمات. لماذا نطالب بعدم النسيان الآن؟ 1- لأن هناك عملية خداع واضحة تتم عبر أجهزة بروباجندا الإخوان تسعى إلى إرباك القوى الديمقراطية/ والثورية بنشر الشعور بالذنب للمشاركة فى إزاحة الإخوان ومندوبهم فى القصر. 2- الخداع هنا هو وضع مطالبات الإخوان بعودة نظامهم ضمن مطالبات بناء نظام ديمقراطى. 3- الخلط هنا خطير بين السير خلف/ مع الإخوان فى محاولاتهم إعادة نظامهم/ الذى عطل الديمقراطية/ وأفسد المسار السياسى/ وبين إرادة قوى سياسية فى عدم الوقوع فى الفخ مجددا/ وتشككها فى مسار 30 يونيو بعد خروج الطيور الجارحة من مدافنها، مطالبة بعودة الزمن إلى ما قبل 25 يناير. 4- الخلط هنا خطير/ فالإخوان يطالبون بالسلطة/ لا الحرية/ يسعون إلى فرصة جديدة للتسلط لا بناء ديمقراطية/والأهم أنهم يعرفون أن مساعيهم ومطالباتهم ليست سوى ورقة ضغط للتفاوض من أجل خروج قادتهم الذين شاركوا فى عملية قتل الديمقراطية عبر سَنَتِهم السوداء/ كما تحالفوا مع الجماعات الإرهابية/ التكفيرية لإنقاذ مندوبهم المرسى (…وللذكرى يمكن مشاهدة تسجيل كامل للقاء الصالة المغطاة…) /كما أن منصة رابعة كانت مسرح إرهاب معلن، لا خافٍ على أحد. 5- هذا يعنى بصراحة أن مظاهرات الإخوان هى من أجل حجز مكان على طاولة مفاوضات/ وهذا يخصهم وحدهم، أما التصميم على بناء نظام ديمقراطى فله طريق آخر، وله مفاهيم أخرى بداية من الشرعية وحتى محاكمة المسؤولين عن مذبحة رابعة. 6- الشرعية بالنسبة إلى الإخوان هى عودتهم وعودة المرسى إلى السلطة، وفى هذا إلغاء للإرادة الشعبية التى هى بالمناسبة تريد أجنحةٌ كثيرةٌ إلغاءَ دورها أيضا واختصار ما حدث على أنه عملية عسكرية بقيادة السيسى. 7- هناك قطاعات سعيدة بهذا الإلغاء للمشاركة الشعبية.. والإخوان يرفعون صور ديكتاتورهم البائس/ الفاشل تعبيرا عن هذا الإلغاء، وفى المقابل هناك من يرفع صور السيسى لكى تتحول مطالبات عودة الجيش للثكنات إلى عودة الشعب إلى البيت. 8- هنا لا بد من فك الارتباط بين الاعتراض على ممارسات سلطوية تطل من تركيبة الحكم فى 30 يونيو وبين صراع الإخوان من أجل ابتزاز المزيد من المكاسب بالتفاوض. 9- الهدف الآن من مقاومة أعراض السلطوية على تركيبة 30 يونيو هو تقويمها أو الضغط عليها لكى لا تتحول إلى معبر ديكتاتورية جديدة وسلطوى جديد يجلس فى القصر ويبحث عن مفاتيح الصناديق المغلقة فى ميراث مبارك. 10- فك الارتباط مهم للمسار الديمقراطى الذى يواجه طيورا جارحة عائدة من زمن الدولة الأمنية/ وضباعًا محبوسة الآن وتبحث عن فريسة/ كيف يمكن لديمقراطى أو رافض للسلطوية والوصاية أن يدفعه الألم من مجزرة رابعة مثلا أن يسير خلف من يعتبرون البلتاجى وأمثاله أبطالا وضحايا لمجرد أن مخططهم فى خطف الدولة فشل؟ كيف يمكن السير فى نفس الخط مع من يطالب بمحاكمة الشرطة، لأنهم فشلوا فى استخدامها؟ أو أنها توقفت عن دعم المرسى بعد جرائمهم فى قتل جيكا والجندى وكريستى؟ 11- كيف ترتبط فى غضبك على التركيبة الحالية ومسارها المرتبك/ مع من يريد عودة شركة الحكم التى سقطت ولم يبق منها غير إرهاب فى سيناء/ والصعيد وأطلال تنظيم يحمل علامة الأصابع كأنها شاهد القبر ومعناها الذى لا يفهمونه: «كنا هنا فتذكرونا». 12- لكى لا تمر أعمدة الديكتاتورية الجديدة/ لن يكفى الندب والصراخ/ أو توهم أن هناك شخصا جبارا يجلس فى الكواليس ويحركها.. 13- ماذا سيحدث أسوأ مما حدث؟ ماذا سنفقد أكثر من كرماء قدموا حياتهم لنعيش سعداء أحرارا فى دولة لا تحرمنا من الحرية والسعادة والشعور الأولى بأننا نستحق حياة أفضل؟ نقلاً عن "التحرير"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فَكُّ الارتباط فَكُّ الارتباط



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 09:00 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 09:36 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الدلو

GMT 13:21 2019 الأحد ,29 أيلول / سبتمبر

كيف ساعدت رباعية الاهلي في كانو رينيه فايلر ؟

GMT 03:35 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

فوائد الكركم المهمة لعلاج الالتهابات وقرحة المعدة

GMT 02:36 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

فعاليات مميزة لهيئة الرياضة في موسم جدة

GMT 04:38 2020 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

نجل أبو تريكة يسجل هدفا رائعا

GMT 12:42 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ديكورات جبس حديثه تضفي الفخامة على منزلك

GMT 12:14 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

مجموعة Boutique Christina الجديدة لموسم شتاء 2018

GMT 11:46 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

الذرة المشوية تسلية وصحة حلوة اعرف فوائدها على صحتك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon