عماد الدين أديب
لست أعرف كيف يمكن أن تبدأ وكيف يمكن أن تنتهى عمليتا فض اعتصامات رابعة العدوية وميدان نهضة مصر.
ولست من هؤلاء الخبراء الذين يجزمون دائماً بنتائج قطعية حول ما يمكن أن تسفر عنه الأحداث.
وإذا كان الشعب قد فوض النظام الجديد للتعامل مع العنف والإرهاب، وإذا كان الرئيس المؤقت الانتقالى قد كلف رئيس الحكومة بسلطات التعامل مع ملف العنف والإرهاب، وإذا كانت الحكومة فى انعقادها الأخير قررت بكامل هيئتها مجتمعة تفويض اللواء محمد إبراهيم ووزارة الداخلية باتخاذ ما يلزم لفض الاعتصامات، إذن فنحن اليوم على أعتاب لحظات ما قبل الصدام.
الحكومة قررت والشعب أيّد، والإخوان يرفضون فض الاعتصام، والوضع وصل إلى حالة حافة الهاوية ووصل إلى السقف الأعلى فى عملية التصعيد.
إن لم تحدث معجزة فى هذه الأيام المباركة التى نتحرى فيها ليلة القدر فى هذا الشهر العظيم فنحن أمام صدام مكلف للغاية.
وأزمة الإخوان أنهم لم يتركوا مجالاً للحوار، أو التفاوض، أو الأخذ أو الرد.
أزمة الإخوان أن قياداتهم، التى أدركت أنها ذاهبة إلى النيابة ثم إلى المحاكمة لا محالة، قد قررت استخدام الآلاف المؤلفة من الأنصار المتعاطفين كدروع بشرية وكأدوات ضغط فى لعبة صراع سياسى.
رحم الله سيدنا الحسن بن على رضى الله عنه حينما رفض الولاية والإمارة من أجل حقن دماء المسلمين ومنع الفتنة بين أبناء الأمة الواحدة.
هذه لحظة فارقة فى التاريخ المصرى المعاصر سوف يقف فيها كل طرف بشكل واضح أمام موقفه الأخلاقى.
البعض يعتقد مخطئاً أن لعبة السياسة هى عمل بلا أخلاق، بينما كل فعل ابن آدم سوف يعرض يوم الحساب العظيم، وأخطر وأعظم ما يمكن أن يسأل فيه أى منا فى السياسة أو مجتمع المال أو الإعلام هو حرمة الدماء.
إنها لحظة للضمير.
نقلاً عن جريدة "الوطن "