توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

‎انتصار المجتمع على الجماعة

  مصر اليوم -

‎انتصار المجتمع على الجماعة

مصر اليوم

انقلاب أم ثورة؟ كان أول سؤال بعد الفرح أحاول الإجابة عنه. وكتبت سريعا «بعد أقل من ساعة» فى صحيفة «السفير» أنه لم يعد لديهم (المرسى وجماعته) غير الراعى الأمريكى يحاولون معه إحياء «شركة الحكم». مرسى ظهر فى فيديو متلفز بعد إذاعة بيان إزاحته، يكلم (راعيه الأمريكى وبقايا جمهوره)، ويحاول الدفاع عن كرسيه إلى آخر مدى (الدم..) ويمارس ابتزازا «هو أصل الفكرة والدعوة والتربية العقلية» يختصر ما حدث فى أنه انقلاب عسكرى. الترتيبات تأخرت لكى لا تظهر علامات قد توحى بأنه انقلاب، وعلى عكس ظهور المجلس العسكرى بعد تنحِّى مبارك، وطبيعته العسكرية، فقد ظهر الفريق السيسى وسط ما يسمى كلاسيكيًّا قوة مصر الناعمة (أزهر/ كنيسة/ قضاء/ شباب.. وقبلهم نساء ومثقفون) وهى القوة التى كادت تختفى كلها فى ظل طغيان حكم الجماعة. كان هؤلاء يعلنون انتصار الشعب/ المجتمع على الجماعة، ويتخلص من حكم الفاشية الدينية، بينما الجماعة/العصابة تواجه مصيرها كقبيلة ملعونة، مطارَدة، ليس أمامها إلا تحريض جمهورها من الانتحاريين لإشعال الاقتتال الأهلى، أو لتحريض العالم على مَن ثاروا على حكمهم. رواية الإخوان ستقود رواتها إلى السجن، حتى مرسى نفسه تنتظره محاكمة على جرائم قد تصل إلى الخيانة العظمى (بتعريضه السلم الاجتماعى للخطر وتحريضه على العنف واتصاله بإرهابيين فى اتصالات مرصودة بالفعل). مرسى ظل يفاوض طويلا على مصير مكتب الإرشاد، لكن الأوامر صدرت بمنع ٢٧٠ من قادة الإخوان والمتحالفين معهم من السفر، تمهيدا للسيطرة عليهم، وتقديمهم إلى محاكمات على أطول سنة فى تاريخ مصر. وإذا تأملنا ما حدث سنرى أن السقوط كبير. ليس رئيسا أراد تأسيس ديكتاتورية بائسة. ولا جماعة احتلت دولة وأرادت إعادة بناء ديمقراطيتهم المستبدة.. لكنه سقوط مشروع دولة الفرعون الإسلامى.. وإعادة «الخلافة» وسلطة الفقهاء. محمد مرسى فى ٣٦٥ يوما أنهى مشروعا ظهر فى مصر منذ ٨٥ عاما وصدَّرته إلى العالمين العربى والإسلامى، ثم أسقطته مصر أيضا بخروج أكثر من ٣٣ مليون مواطن، أى أسقطه المجتمع لا السلطة المنافسة. التنظيم الذى عاش بأسطورة المضطهَد من دولة الجنرال أراد خطف موقع الجنرال وإقامة دولته، لتكون مقدمة لدولة الشيخ/ الفقيه، فقد كل هذا الآن فى مواجهة جماهير خرجت كما لم تخرج من قبل لتعلن كونها شعبا.. لا قطيع ولا رعية.. جماهير ترفض فخ الهوية المغلقة/ هوية التمييز على أساس دينى، الخروج الكبير رمَّم شرخًا فى الذات الجماعية للمصريين، وأنهى عقودا من الابتزاز باسم الدين، وسلطة مهاويس الفاشية الدينية، هؤلاء الذين استثمروا وديعة مبارك (الجهل + التخلف + الفقر) لتكوين قطعان من المؤمنين بأن الدفاع عن كرسى مرسى دفاع عن الإسلام.. هؤلاء كانوا آخر حائط بشرى أقام بجوار مسجد رابعة العدوية فى أقصى درجات البؤس الإنسانى ينتظرون ظهور جبريل «عليه السلام» وأوباما فى يوم واحد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

‎انتصار المجتمع على الجماعة ‎انتصار المجتمع على الجماعة



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 09:00 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 09:36 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الدلو

GMT 13:21 2019 الأحد ,29 أيلول / سبتمبر

كيف ساعدت رباعية الاهلي في كانو رينيه فايلر ؟

GMT 03:35 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

فوائد الكركم المهمة لعلاج الالتهابات وقرحة المعدة

GMT 02:36 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

فعاليات مميزة لهيئة الرياضة في موسم جدة

GMT 04:38 2020 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

نجل أبو تريكة يسجل هدفا رائعا

GMT 12:42 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ديكورات جبس حديثه تضفي الفخامة على منزلك

GMT 12:14 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

مجموعة Boutique Christina الجديدة لموسم شتاء 2018

GMT 11:46 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

الذرة المشوية تسلية وصحة حلوة اعرف فوائدها على صحتك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon