توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المشروع الذى لم ينقذه القنَّاص

  مصر اليوم -

المشروع الذى لم ينقذه القنَّاص

مصر اليوم

قبل كل شىء.. انتهى مشروع الإخوان المسلمين فى 30 يونيو 2013. لم تخسر الجماعة (بخروج المصريين) الرئاسة ولا الحكم.. ولكن مشروع تحويل المصريين إلى «شعب» دولة الفقيه/والحاكم الخليفة/ وأمير المؤمنين إلى آخر هذه الصور التى تصنع هويات ووعيا مشطورا. 85 سنة من ابتزاز المجتمع المصرى باسم الدين/ الابتعاد عن الله/ الجاهلية منذ أن قرر حسن البنا تشكيل جماعة/عصابة يجهزهم فى معسكرات كشافة ليكونوا «وكلاء الله». محمد بديع فى رسالته الأخيرة وضع عنوانا «كن مع الله».. وكأن الله يحارب معهم، هم رسله، وعلى الشعب أن يندرج فى قطعانهم بمنطق «السمع والطاعة». لم يكن الإخوان كيانا سياسيا، لكنه استخدم السياسة ليصل إلى مركز إدارة الدولة الحديثة ليدمرها من داخلها. الإخوان قبيلة/ طائفة، تفرض مصالحها على المجتمع كله، باعتبارها «صاحبة رسالة» وتحمل «الخلاص» الذى من أجله لا بد وأن يقدم المجتمع فروض الإذعان. قبيلة محتلة أرادت ترتيب المجتمع حسب كتالوجها الذى يضع القبيلة/ الإخوان فى قمة وحدها، يليها القبائل الأخرى من التيار الإسلامى، ثم تسمح لمن تعتبرهم أقليات سياسية بالوجود، ولكن وفق شروط الأقلية. وفى المجتمع على الأقباط والأقليات الدينية، كما على المرأة، الوجود وفق مستوى أدنى، وبشرط إظهار حسن السير والسلوك. هذه هى صورة المجتمع الذى لا يمكن قبول إيمانه إلا بالإذعان والخضوع لقبيلة «الطليعة المؤمنة» والجماعة التى تضع سرها فى «مكتب الإرشاد»، وهذا ما تحطم أمس بدرجة مذهلة. سقوط الإخوان كان فى خروج الملايين بأعدادها (التى كونت جسما كبيرا غطى الأرض.. وفاض على الشوارع) وتنوعها (الدينى والسياسى والاجتماعى والثقافى والخاص بالإيمان بالثورة أو كراهيتها.. وبالدولة القديمة والتخلص منها) هذا الخروج التاريخى هو استرداد المجتمع/ لا الثورة فقط من جماعات نشر الكآبة والقتل والإرهاب باسم الله والإسلام. وبعيدا عن إيمان هذه الملايين بالثورة (درجة الإيمان.. أو الرفض.. أو تعارض المصالح) إلا أن روح الثورة وحدها منحت القوة لمقاومة مشروع الإخوان قبل حكمهم وسلطتهم، ولتحطيم أسطورتهم قبل إزاحة رئيسهم. الإخوان عبر الابتزاز التاريخى (نشر فكرة الذنب: المجتمع الكافر الجاهلى البعيد عن الدين) والتهديد (بالعنف والسلاح والميليشيات وقوة جيش المؤمنين) لم يبق منهم غير رئيس مسجون تحت إرادة حرسه (الجمهورى) ومنتظرا إرداة مكتب الإرشاد. وقناص يقتل إلى آخر رصاصة، الغاضبين على الرمز. فلا الرئيس/ المعزول/ المسجون، ولا القناص/ القاتل/ المنسى على سطح البناية الملعونة.. كلاهما لم يستطع حماية مشروع انتهى عندما تحرك الجسم التاريخى، بدون كتالوج الإرشاد والجماعة، وإمامها الذى دُفِن يوم 30 يونيو مرة ثانية.  

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المشروع الذى لم ينقذه القنَّاص المشروع الذى لم ينقذه القنَّاص



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 09:00 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 09:36 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الدلو

GMT 13:21 2019 الأحد ,29 أيلول / سبتمبر

كيف ساعدت رباعية الاهلي في كانو رينيه فايلر ؟

GMT 03:35 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

فوائد الكركم المهمة لعلاج الالتهابات وقرحة المعدة

GMT 02:36 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

فعاليات مميزة لهيئة الرياضة في موسم جدة

GMT 04:38 2020 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

نجل أبو تريكة يسجل هدفا رائعا

GMT 12:42 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ديكورات جبس حديثه تضفي الفخامة على منزلك

GMT 12:14 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

مجموعة Boutique Christina الجديدة لموسم شتاء 2018

GMT 11:46 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

الذرة المشوية تسلية وصحة حلوة اعرف فوائدها على صحتك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon