توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الدرس القطرى

  مصر اليوم -

الدرس القطرى

عماد الدين أديب

ما الذى يمكن أن نتعلمه فى مصر من قرار أمير قطر الشيخ حمد بنقل كامل سلطاته لنجله الشيخ تميم؟ رغم أن قطر دولة خليجية نفطية قليلة العدد من الناحية السكانية فإن هناك عدة دروس يمكن استخلاصها فى ظروفنا المصرية شديدة الصعوبة والدقة. يجب أن نفهم أن نقل السلطة تم بشكل طوعى من قبل الأمير إلى نجله ولى العهد. ويجب أن نفهم أن الأمير الأب الذى تولى السلطة منذ 18 عاماً لديه قصة نجاح غير مسبوقة فى وضع اسم إمارة مغمورة على خارطة العالم سياسياً واقتصادياً ودعائياً. ولا يمكن القول إن السبب الرئيسى لنجاح تلك الحالة يرجع إلى كون قطر ثالث أكبر دولة فى احتياطيات الغاز مما يجعلها لديها مخزون يبلغ 500 تريليون متر مكعب من الغاز ولديها صندوق سيادى للاستثمار الخارجى يبلغ قرابة الـ200 مليار دولار أمريكى. ليست الثروة وحدها رغم أهميتها هى سبب نجاح قطر ولكن الذكاء فى اختيار أفضل المستشارين وبيوت الخبرة فى جميع التخصصات من أجل إنجاح التجربة. هكذا نجحت فى دورة آسيا الرياضية وفى مؤتمرات المصالحات للبنان ودارفور وفلسطين، وهكذا نجحت فى جذب أكبر مراكز الاستماع التعليمى فى الغرب إلى الدوحة. وهكذا أيضاً نجحت قطر فى الحصول على تنظيم كأس العالم لكرة القدم فى معركة صعبة أدارها ولى العهد حينئذ الشيخ تميم. إذن، الأمير الأب يسلم السلطة لابنه وهو يمتلك قصة نجاح مذهلة أثارت أكبر قدر من الجدل حوله وحول بلاده. الأب يسلم السلطة والأمير يتسلمها، الأب يبلغ من العمر 62 عاماً والابن 31 عاماً، إذن هذا بمقياس أعمار العالم العربى يعتبر «شاب يسلم السلطة لشاب آخر»! حتى فى الأنظمة الملكية الوراثية يمكن للإنسان أن تكون السلطة آخر همومه وأبعد ما تكون عن أحلامه. فى مصر التمسك بالسلطة سلوك فرعونى، ولا يتركها الحاكم إلا بالوفاة أو بالاغتيال أو بالعزل أو الانقلاب. نحلم فى الحالة المصرية أن يفر الحاكم، أى حاكم، وأن يترك السلطة بمحض إرادته بأسلوب سلمى وعقب قصة نجاح حقيقية. إن قصة انتقال السلطة فى قطر مؤخراً لديها 4 دروس رئيسية: 1- أنها تمت بشكل طوعى. 2- أنها تمت بشكل سلمى. 3- أنها قوبلت بمباركة شعبية. 4- أنها جاءت من حاكم ناجح فى سن معقولة بالمقاييس العربية - سلم السلطة لشاب يكاد يكون أصغر الحكام العرب سناً. نحن بحاجة إلى دماء جديدة فى عالمنا العربى فى زمن شاخت فيه الأفكار وعجزت عن تقديم أى جديد. ما حدث فى قطر فيه إحراج كبير لأنظمة قديمة محافظة وأنظمة ثورية ضلت الطريق. نقلاً عن جريدة "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدرس القطرى الدرس القطرى



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 14:29 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

مؤمن زكريا يتخلّف عن السفر مع بعثة الأهلي

GMT 05:35 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

شوبير يفجر مفاجأة حول انتقال رمضان صبحي إلى ليفربول

GMT 13:45 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ماكينات الـ ATM التى تعمل بنظام ويندوز XP يمكن اختراقها بسهولة

GMT 02:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر الدواجن في الأسواق المصرية الجمعة

GMT 17:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يصل السعودية لأداء مناسك العمرة

GMT 16:08 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف تابوت يحوي مومياء تنتمي للعصر اليوناني الروماني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon