توقيت القاهرة المحلي 02:58:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المعلومة الدقيقة يا سادة!

  مصر اليوم -

المعلومة الدقيقة يا سادة

عماد الدين أديب

كيف تحصل على المعلومة؟ في الإجابة عن هذا السؤال اختصار لكثير من الكوارث والهفوات والارتباكات الشخصية والسياسية والمالية التي يمكن أن تصيب الأفراد والهيئات والدول. المعلومة الدقيقة الآتية من المصدر المناسب هي «عنصر القوة» في العصر الحالي. في عصور سابقة كانت طاقة الفحم والبخار والكهرباء ثم البترول وأخيرا الطاقة النووية هي سمة العصور التي نحياها، أما الآن فنحن نعيش عصر «المعلومة اللحظية» التي تحكم قراراتنا وحياتنا. وأذكر أنني منذ 8 سنوات تشرفت بحضور «إريك شميدت» رئيس مجلس إدارة شركة «غوغل» العالمية على العشاء في بيتي المتواضع. وأذكر أنني أخذت أرتب له مجموعة من كبار الشخصيات المصرية البارزة في المجتمع كي تحضر على شرف دعوته من المثقفين وأساتذة الجامعة والساسة. وكان أصغر الحاضرين في هذا العشاء ولدي «محمد» الذي كان يبلغ الـ20 من عمره في ذلك الوقت. وبعدما قمت بتعريف كل فرد من الضيوف لإريك شميدت مع نبذة صغيرة عنه تركت الرجل يتنقل بين الضيوف بحرية. وفوجئت بأن شميدت منذ اللحظة الأولى للعشاء ركز كل حواره مع ولدي محمد. ولاحظت أيضا أن الرجل كان يمسك بورقة صغيرة يدون فيها بعض الملاحظات على الحوار مع محمد. وعند الجلوس إلى مائدة العشاء طلب شميدت مني أن يكون مقعد محمد بجانبه حتى يستكمل معه الحوار. وعند توديع الرجل سألته: أرجو أن تكون قد سعدت بعشائك معنا؟ فرد الرجل في امتنان: «نعم جدا، وسعدت أكثر بالحوار مع ابنك». وبفضول شديد سألته: لماذا ركزت معظم وقتك في الحوار معه؟ أجاب الرجل في ثقة: «إنه زبوني! إنه في السن المناسبة التي يتعامل بها مع غوغل وأعتقد أنه سوف يستمر طويلا معنا لذلك حاولت أن أعرف منه الإجابات الدقيقة والمباشرة حول رضائه عن خدماتنا»! إن منطق إريك شميدت في البحث عن المعلومة من مصادرها هو ذلك المنطق المفقود الذي يجعلنا لا نعرف من معنا ومن ضدنا، ولا نعرف حقائق الأزمات الكبرى التي نعايشها الواحدة تلو الأخرى. المعرفة هي القوة الحقيقية والمعلومة الدقيقة هي أول الخيط نحو تحليل المسألة المؤدي إلى الحل. نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط " .

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المعلومة الدقيقة يا سادة المعلومة الدقيقة يا سادة



GMT 02:58 2024 الأحد ,05 أيار / مايو

عبودية لطيفة

GMT 02:54 2024 الأحد ,05 أيار / مايو

تحديات القمة العربية في البحرين

GMT 02:52 2024 الأحد ,05 أيار / مايو

أهكَذا «البدرُ» تُخفِي نورَهُ الحُفَرُ؟!

GMT 02:49 2024 الأحد ,05 أيار / مايو

عن «الرجل الأبيض»!

GMT 02:42 2024 الأحد ,05 أيار / مايو

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (٨)

GMT 02:38 2024 الأحد ,05 أيار / مايو

عيد قيامة مجيد وموقف محتاج مقال

GMT 16:35 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

6 خطوات لتجنب الوقوع في أخطاء فواتير الكهرباء

GMT 10:40 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

كهربا يستعد للمشاركة مع الأهلي في «موقعة الوداد»

GMT 06:41 2020 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

الطب الشرعي يوقع الكشف على ابنة نهى العمروسي

GMT 22:53 2020 الجمعة ,21 آب / أغسطس

الصين تسجل 22 إصابة جديدة بفيروس كورونا

GMT 07:42 2020 الأربعاء ,27 أيار / مايو

10 نجوم بالمجان في دوري أندية أوروبا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon