توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

للعنف قصة طويلة

  مصر اليوم -

للعنف قصة طويلة

وائل عبد الفتاح

1- الرئيس عنيف... هذه صورة ترضى جمهور الإخوان المسلوب الإرادة السائر خلف الطاعة قبل السمع حتى. 2- المرسى بمحاولته إظهار العنف يحاول استعادة توازن القوى الذى خسره مرارًا رغم قدراته على رفع الإصبع ورغم تكراره هذا الميتافور (المثال) التافه عن الأصابع التى تلعب فى مصر، والتفاهة هنا ليست شخصية، لكنها ثقافية تعبر عن محدودية إنسانية.. وفقر خيال لا يعالجهما استعراضات العنف الركيكة التى تجعله كوميديا رغم كل تراجيديته البائسة. 3- يبدو المرسى مهمومًا.. لكن بأشياء غير التى يعلنها على الملأ، وهذا ما يدفعه إلى تلك الصدمات اللغوية. 4- المرسى يحاول أن يصبح عنيفًا باللغة.. والجمهور المهتم بمتابعته أو زملاء جلساته الخاصة أو المقيمين معه فى الغرف المغلقة... يدركون أنها لغة مجانية.. عنف فاقد الفاعلية حتى لو أدى إلى مآسٍ من جمعة كشف الحساب مرورا بتوابع انقلاب 21 نوفمبر وحتى موقعة المقطم. 5- عنف المرسى وجماعته جديد فى خروجه من سرداب الاضطهاد، لكنه قديم سواء فى بنيته (ككيان أسطورى لم يختبر) أو فى أهدافه (قمع المجتمع الرافض للإذعان..). 6- عنف خارج التاريخ فلا اللحظة لحظة انتصار تنظيمات الفاشية والنازية... كما لم يعد فى بناء الاستبداد ما يمكن ترميمه. 7- والنتيجة أن عنف الأصابع هذا... لا يمكنه عمليا إلا إحداث المزيد من تدمير لما تبقى من دولة الاستبداد القديم...تدمير يشحن عنف المجتمع... (بثورته وفئاته الغاضبة.. ومجموعات فقدت مصالحها مع صعود الحكام الجدد). 8- عنف الأصابع... قائم على الذعر. 9- المرسى مذعور من العودة إلى السجن ومن مصير مبارك، حيث يضغط الشعب ويزيح الجيش ساكن القصر العالى. 10- خيال محدود.. لا يعترف بالتغيير الذى حدث بعد 25 يناير.. ولا يستوعب فكرة أن التاريخ لا يكرر نفسه إلا كمسخرة.. هذا الخيال الفقير هو قاعدة العنف التى تحرك بها المرسى وجماعته. 11- استدعت الجماعة (بقيادة قتالية من خيرت الشاطر) فى البداية مؤسستها العضلية (جسم شعبى من جمهور يتدرب على الجهاد ولا يجاهد... ويتربى على عقيدة أن الوصول إلى السلطة انتصار فى غزوة على الجاهلية التى هى الدولة الحديثة). 12- عنف الجماعة كان بدائيا، لكنه أجبر الأطراف التى تتحكم فى مفاتيح القرار (الجيش وأمريكا) على الرضوخ لرغبة الاستيلاء على الفرصة (الإخوان). 13- العنف البدائى نجح فى فرض نفسه على قوى بطبيعتها تقليدية وقديمة فى نظرتها إلى المشهد السياسى، وهى أيضا متآمرة فى موقفها من الثورة... الرضوخ هنا مزدوج لأن القوى المنظمة (العسكر والراعى الدولى للديكتاتوريات).. تخاف من انفجار العنف البدائى، كما أن غرض هذا العنف سيحقق هدف «فرملة» الثورة... ومن هنا ولدت فكرة «شركة الحكم». 14- شركة الحكم بنيت على توازن مهزوز بين عنف قوة مجروحة (الجيش) وبدائية قوة خارجة من سنوات اضطهاد طويل (الجماعة). 15- العنف حتى هذا الوقت لم يكن بغرض الاستخدام، لكن بحثا عن توازن يمنع ابتلاع الجماعة أو تضييع فرصتها (التاريخية) فى القفز على السلطة. 16- القوة الجريحة (الجيش) والقوة البدائية (الجماعة)... هما قوة التحالف فى عملية ترميم النظام السلطوى بطبعة جديدة (تضمنها شركة الحكم). 17- الهدف واضح عودة استخدام عنف السلطة بنفس الطريقة القديمة... وذلك لمنع استكمال الثورة فى هندسة مجال عام (يشعر فيها الفرد بحريته دون وصاية)، وفراغ سياسى (يسمح بالتعدد وكسر انفراد نخبة ضيقة بالسلطة). 18- وليس صدفة أن أول ظهور للعنف القادم من الجماعة كانت جمعة كشف الحساب التى حاولت فيها القوى السياسية ممارسة حق المحاسبة، والسؤال لأول رئيس منتخب (بعد 100 يوم)، لكن الجماعة انزعجت واعتبرت المظاهرات مثل أى نظام مستبد، واستدعت فرقا من مؤسسة العضلات.. لتمسح «الأعداء» من الميدان. 19- العنف البدائى فى إخضاع القوى المتمسكة بحلمها فى بناء نظام ديمقراطى فشل. ... وهنا كان قرار مجلس الحرب فى الجماعة استدعاء ماكينة القمع القديمة... ..وما زال فى قصة العنف ما يمكن أن يروى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

للعنف قصة طويلة للعنف قصة طويلة



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 09:00 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 09:36 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الدلو

GMT 13:21 2019 الأحد ,29 أيلول / سبتمبر

كيف ساعدت رباعية الاهلي في كانو رينيه فايلر ؟

GMT 03:35 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

فوائد الكركم المهمة لعلاج الالتهابات وقرحة المعدة

GMT 02:36 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

فعاليات مميزة لهيئة الرياضة في موسم جدة

GMT 04:38 2020 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

نجل أبو تريكة يسجل هدفا رائعا

GMT 12:42 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ديكورات جبس حديثه تضفي الفخامة على منزلك

GMT 12:14 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

مجموعة Boutique Christina الجديدة لموسم شتاء 2018

GMT 11:46 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

الذرة المشوية تسلية وصحة حلوة اعرف فوائدها على صحتك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon