توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صابرين وإخوتها

  مصر اليوم -

صابرين وإخوتها

وائل عبد الفتاح

نظرتها.. لا تجعلك تنام مرتاحا. مزيج من الطيبة والقوة والحنان تجاه عالم حلمت به سعيدا ولم يمنحها غير طاقة أمل.. ورصاصة فى العمود الفقرى أصابتها بالشلل.. عامان.. وصابرين مشلولة مثل الثورة.. تقاوم ما فعلته رصاصة عسكرى مبارك... حتى أصيبت بفيروس فى الدم... ورحلت منذ أيام لتكون آخر شهيدة فى ٢٥ يناير الأولى...ولتمد جسرًا مع شهداء ٢٥ يناير الثانية... صابرين بنظرتها ومشروع ابتسامتها التى لم تكتمل.. تترك علامة على الروح... تدفعك إلى التفكير فى محاولتها أن يكون لحياتها معنى غير انتظار زوج والبحث عن لقمة عيش ولبن للأطفال... تفكر أيضا فى العسكرى الذى يحمل بندقية، تسعى إلى توقيف هذه الأجساد التى تحمل أرواحا تريد بلدا أجمل.. وسعادة... من دون الطغاة ثقلاء الظل والروح. ... هل كان «العسكرى» يؤدّى دوره أو وظيفته؟ فى حماية مَن؟ وضد مَن؟ ضد صابرين بكل حنانها وقوتها وعتابها على الحياة التى لم تعشها رغم سنواتها الأربعين؟ لماذا تقتلوننا؟ نظرة صابرين كانت تسأل ونظرات الحسينى والجندى وكريستى... وجيكا... تسأل. القناصة يخرجون دائمًا من مزارع تربية الوحوش ليختاروا هؤلاء.. وذلك الإخوانى ثقيل الروح والجسد والدم... شاهده سكان الحى المجاور لقصر الرئاسة وهو يشير إلى من رأيناهم بعدها يبتسمون فى صدر صفحاتنا على «فيسبوك».... لا فرق هنا بين الرصاصة التى استهدفت صابرين والرصاصة التى استهدفت جيكا والحسينى والجندى وكريستى... لا فرق إلا فى أن الأولى اختارت بعشوائية كل مَن تجرّأ وكسر أسواره ليقول: نحلم بعالم سعيد. أما قناصة المرسى فهم يختارون بعناية ومن بين الصفوف... وعبر أدلة يعيشون فى مستنقع انحطاط... يبررون فيه القتل بابتسامة باردة وسحنة ميتة.. هم أحياء إكلينيكيًّا... ينزعون كل ما يتعلق بالحياة ويستبدلون أنابيب من مكاتب الكهنة بها.. ويعيشون فى زنزانات اجتماعية يتصورون فيها أنهم الفرقة الناجية... هذه العقلة الفاشية هى الرصاصة الجديدة التى انفردت بشهداء ما بعد نجاح المرسى فى الانتخابات بـ«عصر الليمون».. لم تعرف صابرين أن ابتسامتها ستُسرق مرتين...وقوتها ستواجه استبداد عجوز.. فاشية مريضة... عاجزة... وكلهم يبتسمون أمام الشاشات ويشكرون القتلة... ويمنحونهم من ضرائبنا... مكافآت ورتبًا جديدة. لا تعرف صابرين أن جيكا وكريستى والجندى والحسينى.. اعتبروا أنهم على اختلافهم قالوا:.. إلى الجحيم أيها الشفيق.. «قالوها، كلٌ بلغته وطريقته.. التى صدمت أن المرسى وجه أكثر قبحا من المرسى.. ولم يعرفوا جميعًا أنهم سيقتلون برصاص جديد اشترته حكومة يديرها الكهنة السّريون فى جماعة الإخوان.. تلك الجماعة التى حوّلت عضويتها إلى أحياء إكلينيكيًّا... إلى جسم يتحرك ضميره بأوامر.. فلا يشعرون أن غياب ابتساماتكم وحسرة محبيكم جريمة وليست عملا يمكن الدفاع عنه... كهنة الجماعة كما سيخبر الشهداء الجدد صابرين، بعد أن أغرقوا أتباعهم فى معسكر الانحطاط.... يتصورون أنهم قادرون على الحكم بكل هذا الانحطاط..... بكل هذا الأسى الذى يترك علامته فى الروح والقلب... بكل هذه المشاعر التى يهزّها كل يوم أحد الكرماء الذى يرحل ليقول لنا: لا تتركوا حلمى على شاهد قبرى... تذكرونى بالدفاع عن السعادة فى هذا البلد الذى يريدونه جنازة مفتوحة. نقلاً عن جريدة "التحرير"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صابرين وإخوتها صابرين وإخوتها



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 09:00 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 09:36 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الدلو

GMT 13:21 2019 الأحد ,29 أيلول / سبتمبر

كيف ساعدت رباعية الاهلي في كانو رينيه فايلر ؟

GMT 03:35 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

فوائد الكركم المهمة لعلاج الالتهابات وقرحة المعدة

GMT 02:36 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

فعاليات مميزة لهيئة الرياضة في موسم جدة

GMT 04:38 2020 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

نجل أبو تريكة يسجل هدفا رائعا

GMT 12:42 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ديكورات جبس حديثه تضفي الفخامة على منزلك

GMT 12:14 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

مجموعة Boutique Christina الجديدة لموسم شتاء 2018

GMT 11:46 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

الذرة المشوية تسلية وصحة حلوة اعرف فوائدها على صحتك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon