توقيت القاهرة المحلي 01:52:24 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل تبحث أمريكا عن وكيل جديد؟

  مصر اليوم -

هل تبحث أمريكا عن وكيل جديد

وائل عبد الفتاح

ماذا سيفعل المرسى بهدية أوباما؟ ‎يسمُّونها طبعا: معونة حُسن النوايا. ‎وخلفها تصورات أوباما عن دعم أول رئيس منتخب، تعارضه فيها تصورات أخرى تطالب بمناقشة جوهر العلاقة بين مصر وأمريكا. ‎هل هناك مساحة للتغيير؟ ‎ورغم أن الأسئلة فى كواليس الإدارة الأمريكية تسأل: ماذا نفعل؟ فإن الواقع ما زال يعيد إنتاج نظرية مبارك التى يلعب بها الجالس على كرسى الحكم فى المساحة بين السيادة الوطنية و«التحالف الاستراتيجى»، لعبًا يضمن له شيئا واحدا: حماية المقعد الذى يقعد عليه.. وهى حماية اختار مبارك الطريق السهل لها وهو التحالف الاستراتيجى. وتستفيد الولايات المتحدة من فكرة المستبد الناعم الذى يسيطر باستبداده على العناصر المطالبة بقوة الدولة، وبنعومته لن يصل بالشعب إلى حالة احتقان تثير الغضب عليها. بهذا المعنى رأى مبارك وورثته الحكم على أنه وكالة بإدارة البلاد من الحليف الاستراتيجى وليس صناعة دولة قوية تختار أسس تحالفها أو اختلافها. المستبد هو وكيل الحليف الاستراتيجى، والوكيل أهميته فى أنه يحافظ على فراغ كان مبارك ماهرا فى صناعته. ولهذا بدا فى الواقع وطوال سنوات مبارك أن أمريكا لا تريد تحولا ديمقراطيا فى مصر، تريد تحولا يضمن لها إعادة شحن لوكالتها التى قامت على أن الحاكم يصنع الفراغ من حوله. أن يحجز لمصر مكانا لا تفعل فيه شيئا. ‎مبارك كان «صانع فراغ» من الصعب أن يشغله أحد، وهذا كان سر جاذبيته دوليا، لعب فى ملفات متعددة هامة بالنسبة إلى أمريكا والاتحاد الأوروبى.. يرعى السلام بالطريقة الإسرائيلية، لكنه لا يتركها تنفرد بالمنطقة، يملك مسمار جحا فى كل الملفات، من فلسطين إلى دارفور وأخيرا لبنان. ‎أهمية مبارك بالنسبة إلى العالم كانت أنه لا يصنع شيئا، ولا يترك أحدا يصنع شيئا فى المربع التاريخى الذى رسمته مصر لوجودها الحيوى منذ ثورة الضباط وربما قبلها. ‎وتكتمل الدائرة حين تصنع أجهزة البروباجندا صورة محارب الأجانب للحاكم أو وريثه ويتعامل بمنطق أنه الوكيل الوحيد الذى يوزع معونة وعلاقات الأمريكان بمزاجه.. وعلى أن هذا «شعبى وأنا حر فيه».. وأخيرا لأن هذه النغمة تصنع من الوكيل بطلا شعبيا فيبدو استبداده وطنية، والمطالبون بالتغيير عملاء للأمريكان. ‎هكذا يبتسم الأجانب، وقد يضحكون، ويشحنون مندوبيهم النشيطين فى الشرق الأوسط، وهم يرون كل من يجلس على الكرسى يبدو «بطلا ضد سيطرة الأجانب»، وكيف تجلى حنجرته بوطنية تجعله يطفو فوق كل الخلافات ويرفع راية الانتصار. وفى المقابل لم يظهر من أمريكا إلا أنها مع «الاستقرار» الذى يعنى بالنسبة إليها دعم الأنظمة.. وتقويتها.. وهذا ما يزيد من الغضب عليها فى الشارع وبين القوى الجديدة بعد الثورة. ‎وهذا سر الارتباك الذى تعيشه الإدارة الأمريكية فى ما يتعلق بمصر.. هل تستمر بالخارطة القديمة وتكتفى بتغيير الوكيل وتعيد إنتاج الدائرة كما اخترعها مبارك؟ ‎أم أن كل هذا الغموض لا بد أن يتم التعامل معه بعقلية جديدة وموقع جديد؟ والحكايات ما زالت مستمرة نقلاًعن جريدة "التحرير"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل تبحث أمريكا عن وكيل جديد هل تبحث أمريكا عن وكيل جديد



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 07:57 2021 الخميس ,02 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الخميس 2- 9-2021 في مصر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon