توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

طبعة البزنس

  مصر اليوم -

طبعة البزنس

وائل عبد الفتاح

  الفارق كبير بين البزنس والسياسة، لكنهما يتداخلان بعد أن أصبح العالم سوقا كبيرة، الإنسان فيه سلعة هو وأفكاره وقيمه وأيديولوجياته وحتى مشاريع الخلاص، التى ماتت بعد أن أوصلت النازية والفاشية والستالينية وأشباهها البشرية إلى الهلاك الكبير، لكن ما يسمى «الربيع العربى» أعاد الميت إلى الحياة فى إطار إدماج «الثورة» فى السوق بداية من اسم تجارى (الربيع) وليس نهاية بالتبشير بحقبة الخلاص الجديد على يد إسلاميين تتفنن طليعتهم الإخوانية فى تقديم طبعة البزنس من مشروع الخلاص الذى صاغه حسن البنا متأثرا بتركيبة تنظيم «الحشاشين» فى العصر العباسى ومتماهيا مع تنظيمات الفاشية التى وجدها من وجهة نظره تجيب عن سؤال: لماذا تخلفنا؟ «الربيع» بما هو عابر ويرتبط بالطبيعة، لا بالفعل الإنسانى، يصلح اسما تجاريا للثورة بما أنها عودة المجتمع إلى الحياة، بعد نوم طويل فى أقفاص «الاستعمار الوطنى»، الاسم ليس فنا من فنون الترويج فقط، لكنه يربط الثورة بما حدث فى أوروبا الشرقية، حيث انتهت ثرواتها إلى الاندماج فى السوق.. وكذلك فإن نفى الفعل الإنسانى من التسمية يترك انطباعا بأن ما حدث ليس إلا معجزة، قد تكون إلهية (الله وحده أسقط النظام) كما يهتف السلفيون أو أنها (مكافأة الصمود ٨٠ سنة) كما يعتقد الإخوان، وكلها تحيل صحوة المجتمع إلى «ميتا – سياسة» تلغى السياسة وتمنع المجتمع من استرداد أصواته وحياته. بهذا المعنى مارس قادة الإخوان، وأغلبهم أثبت شغفا بالخطابة، وهواية صعود منصات سلطة المعرفة، وفى صلوات العيد انتزعوا ميكروفونات المساجد ليضمنوا سيطرتهم على جمهور المصلين، غواية كاشفة، أكدها محتوى يذهب أغلبه إلى أن الهجوم على «الأعداء» الداخليين الذين يعطلون «مسيرة النهضة» وقائدها الساكن فى قصر الاتحادية، والأعداء هم الليبراليون والعلمانيون واليساريون، الذين وصفهم خطباء الجماعة الحاكمة بأنهم «فلول». خطاب لا تنقصه السلطوية، بل تصنع عموده الرئيسى، وتجعله إعادة إنتاج ركيكة لعقلية «الاستعمار الوطنى» التى اعتبرت نقاطها خصوما وأعداء وخونة، ومن تقسيم المجتمع إلى «شعب» و«أعداء الشعب» وصولا إلى «المواطنىن الشرفاء» فإن التصنيف إحدى أدوات السلطوية الفاعلة فى صنع صورة عُلوية للعالم من صنع السلطة، ترسم فيها خريطة الخير والشر بكل ضيق الأفق الذى تمتلكه، ويصور لها قبل غيرها أنها تمثل «الخير المطلق» الذى تعطله طيور الشر المطلق. نقلاً عن جريدة "التحرير"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طبعة البزنس طبعة البزنس



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 14:29 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

مؤمن زكريا يتخلّف عن السفر مع بعثة الأهلي

GMT 05:35 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

شوبير يفجر مفاجأة حول انتقال رمضان صبحي إلى ليفربول

GMT 13:45 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ماكينات الـ ATM التى تعمل بنظام ويندوز XP يمكن اختراقها بسهولة

GMT 02:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر الدواجن في الأسواق المصرية الجمعة

GMT 17:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يصل السعودية لأداء مناسك العمرة

GMT 16:08 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف تابوت يحوي مومياء تنتمي للعصر اليوناني الروماني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon