توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ساعد وطنك

  مصر اليوم -

ساعد وطنك

أسامة غريب

إذا كانت الدولة قد عرفت فضل الدكتور زويل فكرّمته وأطلقت اسمه على جامعة لا يقوم بالتدريس بها ولا يساهم بأى جهد فى تطويرها، فإنها قد أغفلت تكريم أحد أكبر علمائها الذى قدم للإنسانية ما هو أهم من كل إسهام زويل طوال تاريخه.. وأقصد طبعاً الجنرال عبدالعاطى صاحب الكشف العلمى الكبير الخاص بعلاج فيروسى الإيدز والكبد الوبائى. وربما يكون الاهتمام بزويل مع تجاهل عبدالعاطى راجعاً إلى الخصلة المصرية القديمة المتمثلة فى عقدة الخواجة، وربما لو كان عبدالعاطى يحوز جنسية أمريكانى للقى الحفاوة والتكريم اللذين يستحقهما بدلاً من سخرية الصغار الذين لم يجدوا فى الرجل عيباً فتنطعوا وأطلقوا عليه: بتاع الكفتة!. ويحفل التاريخ بذكر قصص الرواد الذين سبقوا عصورهم وتجاوزوا مرحلتهم، فلم يفهمهم أحد للأسف، واحتاجوا سنوات طوالا حتى تحققت البشرية من نبوغهم وفضلهم الذى لم يقدروه فى حينه.. ومَن ينسى جاليليو العالم الكبير الذى تحدث بكروية الأرض فاتهموه بالهرطقة وأحرقوه. لا نريد للعالم الكبير عبدالعاطى أن يكفر بالوطن ويندم على العروض التى رفضها من الخارج عندما أرادوا الحصول على اختراعه مقابل 2 مليار دولار، أى حوالى خمسة عشر مليار جنيه مصرى. لو أن أى أحد مكان هذا الرجل لضعف وقَبِل العرض، وربما قال لنفسه إن العلم لا وطن له، وإن علماء كزويل وفاروق الباز ومجدى يعقوب لم يخونوا الوطن عندما نجحوا فى الخارج وبإمكانه- مثلهم- أن يحقق انتصارات دولية ترفع اسم مصر عالياً.. لكنه فضّل أن يحقق مجده فى الداخل، وأن يكرس موهبته العلمية لأهله الفقراء فى مصر. ولعل قصة تمكنه من الإفلات من يد الأعداء بالخارج عندما اختطفته المخابرات المصرية وأعادته إلى حضن الوطن هى واحدة من قصص البطولة التى لم يأت وقت روايتها بعد. يجب ألا نخجل من إعلان حبنا للعالم الجليل عبدالعاطى صاحب الكشف العلمى العظيم الذى احتضنته مؤسسات الدولة ووقفت بجانبه حتى نجح ليس فقط فى اختراع جهاز لتشخيص الأمراض التى وقف علماء الغرب أمامها عاجزين وإنما فى اكتشاف علاج ناجع لتلك الأمراض.. ومَن منا يستطيع أن ينسى وقفته الشامخة فى المستشفى وهو يقول للمريض: كان عندك إيدز وراح! إن ما دفعنى اليوم للحديث فى هذا الموضوع إحساسى بأن حماس الناس قد فتر لهذا الكشف العلمى، أو أنهم ظنوه نوعاً من الهجايص أو الفرقعة الإعلامية، خاصة بعد الهجوم الشديد الذى تعرض له عالمنا الكبير. ما أحوجنا فى هذه الظروف لإصدار تشريع يحمى العلماء من العملاء ويخرس ألسنة العوام عن التعريض بأكابر الناس مثل السفهاء الذين تندروا على الاختراع، فقالوا إن علماء فى الغرب قد نجحوا فى تحويل رغيف حواوشى إلى اتنين شاى بالنعناع سكر بره لعلاج الرمد! بدلاً من الثرثرة الفارغة ساعد وطنك. تسألنى كيف؟. فى أوقات فراغك ممكن تهوّى على الفحم مع أحد العلماء.. والله أعلم. "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ساعد وطنك ساعد وطنك



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 07:57 2021 الخميس ,02 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الخميس 2- 9-2021 في مصر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon