توقيت القاهرة المحلي 12:14:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إردوغان بين «يوتيوب خسيس» و«تويتر الحشرات»!

  مصر اليوم -

إردوغان بين «يوتيوب خسيس» و«تويتر الحشرات»

عبد الرحمن الراشد

طبعا، كتيبة مناصري الإخوان المسلمين، ومحازبي الرئيس المصري المخلوع محمد مرسي، يوهمون أنفسهم بأن إردوغان سيحقق لهم المعجزات، وعندما وقع في أزمة «ذهب إيران» غم عليهم، وخشوا من أنهم سيصبحون يتامى من بعده.. وتنفسوا الصعداء أخيرا مع فوز حزب العدالة والتنمية التركي فوزا مريحا في الانتخابات البلدية.. انتخابات ليست مهمة، لكن ربح رئيس الوزراء رجب طيب إردوغان فوزا نفسيا مهما له ولهم. مزاج إردوغان متعكر، والسبب، ربما، أن بقاءه في الحكم طال (11 عاما) كما يقول رفاقه. صار ضيق الصدر، سريع الغضب وقليل الصبر.. أصبح أقل قدرة على تحمل النقد، وأكثر جرأة في التسلط، ولم يعد خصومه وحدهم يشتكون منه، بل كذلك أعضاء حزبه، وأقرب الناس إليه. عبد الله غل، رئيس الجمهورية وشريكه في تأسيس الحزب، تبرأ من قراراته بقطع «تويتر» وحجب «يوتيوب». ورغم هذا، فإن إردوغان يبقى هو القاطرة التي تجر الحزب، ومن الطبيعي أن يقع تحت ضغوط كبيرة. هل شراسة إردوغان، هذا الزعيم الذكي الناجح، لأنه مكث طويلا في الحكم، ولأنه ربما أحب السلطة حبا أصابه بالعظمة؟ هناك من يرى أن هذا أفضل ما في إردوغان، فجرأته هي التي مكنته من المنافسة والحكم لاحقا، واستطاع تهميش العسكر، ثم تقييدهم. وهناك من يرى أن الرجل فقد أعصابه، فقد نعت خصومه بـ«الحشرات»، ويتوهم أن شركة «تويتر» تتآمر ضده، وأن شركة «يوتيوب» وراء الأعمال «الخسيسة» ضده، بعد ظهور فيديو مسرب لاجتماع عسكري قديم بحث فيه ضرب سوريا. الانفعالات المشحونة جعلته محل انتقادات محلية وسخرية دولية. إردوغان كان صورة مثالية، حتى في الغرب.. زعيم تركي مسلم متحضر، يدير دولة مدنية ناجحة. الناس تنقسم حوله، وهذا أمر طبيعي، حتى ظهرت تسريبات أخبار متاجرة حكومته مع الإيرانيين، عبر الأبناء، التي أثارت الكثير حوله وبالطبع أفقدته صوابه. وبين الاعتراف المبدئي بتبرير أنها تعاملات مشروعة، وإنكار القصة، فإنها صارت تكبر ضد إردوغان وحزبه. أحد المقربين منه يقول إن علة إردوغان، بعد هذا الزمن الطويل نسبيا في السلطة، أنه شعر بأنه قادر على فعل كل شيء، وأي شيء.. فهو الذي استطاع ترويض المؤسسة العسكرية، والزج بكبار الجنرالات في السجن أو إلى منازلهم. وكل ذلك بفضل المحققين والقضاة، الذين اتهمهم لاحقا إردوغان بأنهم مأجورون لصالح حليفه الزعيم الإسلامي غولن. الآن يقاتل رفاقه وليس خصومه. شعوره بأنه لا يقهر أوصله إلى مواجهة الجميع. وما نعت به خصومه العرب، مثل المشير عبد الفتاح السيسي مرشح الرئاسة المصرية، بأنه متسلط، ينطبق عليه.. على الأقل السيسي لم يمنع «الإخوان» من التظاهر، ولم يقطع عنهم الـ«يوتيوب»، ولم يحجب «تويتر». لقد خاض إردوغان معارك كلامية كثيرة، منحته في البداية الشعبية، إنما أخيرا وسعت دائرة عداواته، وحديثا أغضب عشرة ملايين تركي يستخدمون خدمة «تويتر»، بحجة حماية الأمن القومي التركي، وهم يعلمون أن كل همه منع خصومه من التغريد ضده. كما أحرج جماهيره، حتى العرب الذين كانوا يرفعون صوره لإغاظة حكامهم، وجدوا أن إردوغان أكثر شراسة، وأقل تسامحا، وأقسى لغة، وأن في خزانة أسراره كثيرا من الملابس غير النظيفة. مع هذا كله، ندرك أن إردوغان يتصرف كأي سياسي باللعب على العواطف، والتكسب الشعبي.. مشكلته هذه المرة أن خصومه أصبحوا من الكثرة بمكان، بما قد لا تنفع معه الشجاعة. تركيا تحتاج إلى شيء من السلام مع نفسها وجيرانها، وإردوغان إن فاز لاحقا في الانتخابات الرئاسية، لا البلدية لأنها ليست مهمة، فإنه سيحتاج إلى الكثير من أجل ترميم علاقاته الخارجية. نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إردوغان بين «يوتيوب خسيس» و«تويتر الحشرات» إردوغان بين «يوتيوب خسيس» و«تويتر الحشرات»



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 07:57 2021 الخميس ,02 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الخميس 2- 9-2021 في مصر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon