توقيت القاهرة المحلي 10:04:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فضلا التوضيح!

  مصر اليوم -

فضلا التوضيح

طارق الحميد

كل العقلاء في المنطقة بحاجة إلى فهم ما يحدث حولنا، خصوصا في قصة حرب الأيام الثمانية بغزة، التي أشعلت حفلة جنون عربية كان أكثر الراقصين فيها مثقفين وسياسيين وإعلاميين، فهناك أسئلة جادة بحاجة إلى أجوبة جادة أيضا. ففي شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، مثلا، شن التلفزيون الرسمي لنظام بشار الأسد هجوما غير مسبوق على زعيم حركة حماس إلى حد القول لخالد مشعل: «تذكّر يوم تشردك وتسكعك بالأجواء حتى جاءتك رحمة الشام». ولم يكن الإعلام الأسدي وحده، بل إن صحيفة «كيهان» الإيرانية الصادرة عن مكتب المرشد الأعلى الإيراني كتبت أن مشعل «نسي السنوات التي كان يعيش فيها تحت الحماية السورية خلال إقامته وعمله في دمشق، ويتصرف وكأنه عميل صهيوني. فهو مستعد للتضحية بشعب فلسطين مقابل طموحاته الشخصية»! والآن، وفي حرب الأيام الثمانية بغزة، يخرج لنا حسن نصر الله ليقول إن «إيران وحزب الله وبشار الأسد لن يتخلوا عن غزة» التي تدين بالولاء المطلق اليوم لمشعل، الذي ذكره تلفزيون الأسد، حليف نصر الله، قبل أسابيع، بأيام تشرده وتسكعه، كما وصفته، أي مشعل، صحيفة المرشد الأعلى بأنه «يتصرف كعميل صهيوني»! والقصة لا تقف هنا، بل إن مشعل نفسه، الذي أعلنت حركته الوقوف مع الثورة السورية، يخرج عشية الإعلان عن اتفاق الهدنة في غزة شاكرا إيران على وقوفها مع «المقاومة» ودعمها لهم بالسلاح، والأمر نفسه فعله إسماعيل هنية، وهو السلاح، أي الإيراني، الذي بسببه قتل قرابة أربعين ألف سوري حتى الآن على يد قوات الأسد، ثم بعد كل ذلك يخرج قائد الحرس الثوري الإيراني لينفي أن إيران قد قدمت سلاحا لغزة! فما الذي يحدث، ومن مع من أصلا في المنطقة، خصوصا بالتحالف الشرير بين كل من نظام الأسد وإيران وحزب الله وحماس، وتحديدا مشعل، الذي قال في أكتوبر الماضي نفسه، شهر تخوينه من قبل الأسد وإيران، ومن الدوحة التي باتت تخرج لنا اليوم فجأة قوميين قطريين: إن حماس حاولت «الجمع بين المقاومة والسلطة، وهذا أمر صعب»، ومضيفا أنه «لم تعد هناك حالة يمكن أن تسمى تجربة حكم إسلامي بغزة، لكننا في حماس نشير إلى أننا خضنا التجربة، ونتعلم منها، وقد أخطأنا في أشياء ونتعلم من ذلك»، ومشيرا إلى أن تجربة حماس في الحكم «لا تصلح لأن تكون نموذجا يدرس إلا من باب دراسة التجربة، وأخذ العبرة». لكنه، أي مشعل نفسه، يقول وبعد أن توقفت حرب الأيام الثمانية الأخيرة في غزة إن حماس انتصرت، وإن إسرائيل: «والله والله والله منهزمة لا محالة.. أقول هذه فرصة لإخواننا بالضفة.. اللي صار لهم درس بأن المقاومة هي الخيار»! ثم يخرج مشعل نفسه، نعم نفسه بشحمه ولحمه، على قناة «سي إن إن»، ليقول: «أنا من هو بحاجة للاعتراف، وليس الإسرائيليون»! فمن يكذب على من هنا؟ ومن يخدع من؟ وأين الإعلام العربي الجاد عن كل ذلك؟ فهل المطلوب أن يسوقنا حمالة الحطب في كل حريق دون أن نستخلص العبر؟ أما من عقل، أو حياء؟ نقلا عن جريدة الشرق الاوسط

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فضلا التوضيح فضلا التوضيح



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 07:57 2021 الخميس ,02 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الخميس 2- 9-2021 في مصر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon