توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

غزة والعهدة القطرية!

  مصر اليوم -

غزة والعهدة القطرية

طارق الحميد

أثارت زيارة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر لقطاع غزة بعض الانتقادات، وتحديدا من السلطة الفلسطينية، لكن الزيارة تثير أيضا كثيرا من الأسئلة، وهذا الأهم، فهل بزيارة الشيخ حمد بن خليفة تكون غزة الآن بعهدة قطر بعد أن كانت بعهدة إيران وبشار الأسد؟ زيارة أمير قطر لغزة لن تكون بالأمر العابر؛ حيث سيترتب عليها الكثير بالنسبة للقضية ككل، والدولة الحلم، وبالطبع المصالحة الفلسطينية، وكذلك تبعات الحرب والسلام، خصوصا مع الضغوط الإيرانية على بعض الأطراف في غزة، سواء من بعض الأطراف في حماس نفسها، أو من الحركات المسلحة الأخرى هناك. ومن الطبيعي أن تكون هناك انتقادات للزيارة القطرية لغزة من قبل السلطة الفلسطينية، لكن الأسئلة حول تبعات تلك الزيارة هي الأهم؛ فبعد رحيل نظام مبارك، ووصول الإخوان المسلمين للحكم بمصر، كان المعتقد، أو المفترض، أن تكون غزة بعهدة مصر، وليس قطر، وهذا أمر ستتضح تبعاته قريبا. الأمر الآخر هو أن تعهد أمر غزة يعني اصطداما حادا مع الإيرانيين، كما أنه إشكالية مع المجتمع الدولي، خصوصا مع مواقف حماس من عملية السلام. كما أن وضع غزة بالعهدة القطرية يعني أن الدوحة باتت الآن طرفا في الصراع الفلسطيني - الفلسطيني، مما يشكل خطورة حقيقية على المصالحة الفلسطينية، والدولة، وعملية السلام، فهل يمكن أن تدفع قطر هذا الثمن السياسي الباهظ؟ والأصعب من هذا وذاك هو هل تتحمل قطر غدا نتائج إطلاق صواريخ من قطاع غزة على إسرائيل، وخصوصا بحال التحرك الدولي ضد الأسد، أو بالملف الإيراني النووي؟ خصوصا أن حماس لم تتخلص من كل ملفاتها مع أطراف عدة؛ فمثلا، ماذا ستفعل قطر مع العدوان الإسرائيلي على غزة؟ وماذا لو قيل غدا إن أموال قطر هي التي تمول حماس التي تقوم بإطلاق صواريخ على إسرائيل؟ هل تتحمل قطر هذه النتائج؟ كل هذه الأسئلة تعتبر ملحة، خصوصا أنه ليس من الواضح ثمن تعهد القطريين لغزة، فهل غيرت حماس مواقفها تماما، خصوصا في المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية؟ وهل غيرت حماس مواقفها تجاه عملية السلام عموما؟ بل هل تعهد قطر لغزة هو من أجل إبعاد حماس تماما عن إيران؟ أسئلة كثيرة، وخطيرة، تتطلب كثيرا من النقاش، والتفاصيل، والمعلومات، لأن الاقتراب من حماس بهذه الطريقة سيكون له تبعات في حالة الحرب، أو السلم، بل وأي سلم. فهل هي محاولة فقط لتقوية حماس على حساب السلطة من خلال الخط المتسق المتمثل بدعم حركة الإخوان المسلمين في كل المنطقة؟ أم أن أهم الأسباب هي مكافأة حماس على موقفها من سوريا، ومن أجل إبعادها عن إيران؟ إشكالية غزة، والتعامل مع حماس تحديدا، أنها مثل السير على بحر من الرمال، وأبسط مثال هو نظام مبارك الذي أمضى آخر خمس سنوات من عمره بحثا عن الجندي الإسرائيلي شاليط الذي كان مختطفا وقتها من قبل حماس! وعليه، فإن وجود غزة في العهدة القطرية يستدعي طرح أسئلة كثيرة ليس لها إجابة الآن للأسف، لكن المؤكد هو أن الثمن سيكون كبيرا، وعلى الجميع نقلاً عن جريدة " الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غزة والعهدة القطرية غزة والعهدة القطرية



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 09:00 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 09:36 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الدلو

GMT 13:21 2019 الأحد ,29 أيلول / سبتمبر

كيف ساعدت رباعية الاهلي في كانو رينيه فايلر ؟

GMT 03:35 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

فوائد الكركم المهمة لعلاج الالتهابات وقرحة المعدة

GMT 02:36 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

فعاليات مميزة لهيئة الرياضة في موسم جدة

GMT 04:38 2020 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

نجل أبو تريكة يسجل هدفا رائعا

GMT 12:42 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ديكورات جبس حديثه تضفي الفخامة على منزلك

GMT 12:14 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

مجموعة Boutique Christina الجديدة لموسم شتاء 2018

GMT 11:46 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

الذرة المشوية تسلية وصحة حلوة اعرف فوائدها على صحتك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon