توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اكتساح نعم «3- 4»

  مصر اليوم -

اكتساح نعم «3 4»

عمرو الشوبكي

اعتبر البعض أن نتيجة الاستفتاء على الدستور تعنى دعماً لترشح الفريق السيسى، وأن نعم الكاسحة للدستور هى نفسها نعم الكاسحة للسيسى، وأن نعم بـ98 % للدستور لن تكون هى نفس نعم فى أى انتخابات رئاسية أو برلمانية. وإذا كان من المؤكد أن شعبية السيسى فى الشارع جارفة، وإيمان مصر العميقة والحقيقية بالدولة الوطنية كبير، فعلاقة المؤسسة العسكرية بالحداثة وبناء الدولة المصرية أمر مؤكد، وصورة المخلص والبطل القومى الذى قدمها عبدالناصر فى التاريخ المصرى الحديث، وارتبطت بالجيش- مازالت حاضرة فى نفوس الكثيرين. والمؤكد أن قيام الفريق السيسى بتدخل عسكرى لعزل مرسى لم تعرف عنه أمريكا شيئاً، وحين عرفته لم ترحب به، داعب فى وجدان كثير من المصريين قضية الكبرياء الوطنى والقدرة على عمل فعل من العيار الثقيل خارج الإملاءات الأمريكية. فرغم اعتماد الجيش بصورة كبيرة على السلاح والمساعدات الأمريكية، ورغم المخاطرة الكبيرة التى اتخذها قائد الجيش بعزل مرسى، دعما لإرادة قطاع واسع من المصريين، والذى استلزم فعلا مبادرة جريئة فعلها بهدوء وحكمة أثارت إعجاب الناس ودعمهم. لقد عاشت مصر تبعية مهينة للقوى الخارجية على مدار 30 عاما من حكم مبارك، كما أن حكم الإخوان المدعوم من أمريكا دفع بقطاع واسع من المصريين إلى البحث عن صورة المتحدى القوى من هذه التبعية الفجة، وجاء قرار الجيش بإنهاء حكم الإخوان ليخاطب هذه الصورة. وقد ساهم هذا الدور الذى لعبه قائد الجيش فى عزل مرسى- رغم الضغوط الأمريكية- فى اعتبار نعم الكاسحة للدستور هى نفسها نعم للسيسى، والحقيقة أنها نعم للمسار الذى خطه الرجل، حين اعتبر أن الموافقة على الدستور تعنى نعم للدولة الوطنية، ونعم لترشحه للرئاسة وعقابا للإخوان، ولكنها بأى حال لن تعنى النسبة التى سيحصل عليها السيسى ولا غيره فى أى انتخابات رئاسية قادمة. فنعم لترشح السيسى لن تكون هى نفسها نعم التى سيحصل عليها فى أى انتخابات رئاسية مقبلة، لأنها ستكون أولاً بين أكثر من منافس على مقعد الرئاسة، ولن تكون استفتاء على رئيس واحد، بما يعنى أن عصر الرئيس المنتخب بـ98% و99% انتهى، وولى، وأن فوز السيسى فى أى انتخابات رئاسية قادمة من الجولة الأولى لن يعنى أنه سيفوز بها بنسبة 90%، كما أن الربط بين الجيش وترشح السيسى أمر يحتاج إلى مراجعة. فالسيسى ليس مرشح الجيش فى مواجهة مرشحين آخرين سينافسانه، بما يعنى أنهما سيبدوان وكأنهما ضد الجيش، فالأخير مؤسسة وطنية قوته فى أنه جيش الدولة وليس جيش النظام (تخلى على نظامين لصالح الشعب والحفاظ على الدولة)، والسيسى فى طريقه أن يصبح على رأس نظام سياسى جديد، وبالتالى يجب أن ينفصل عن الجيش، ويعتبر نفسه مرشح الشعب، وليس القوات المسلحة، وأن قرار المجلس الأعلى للقوات المسلحة يجب أن يتعلق فقط بترتيبات تخص المؤسسة العسكرية بعد مغادرتها وترشحه للرئاسة، وليس ترتيب قرار ترشحه الذى هو قرار سياسى يخص الشعب المصرى، وليس المؤسسة العسكرية. من الخطر أن ينظر للسيسى على أنه مرشح الجيش، إنما هو مرشح مصرى انتمى للقوات المسلحة ومن خلفية عسكرية، وإن تعثر مشروعة السياسى فى الحكم (لا قدر الله) لا يعنى تعثر الجيش وفشله، فقد اختار الرجل أن يترشح معبراً عن قطاع عريض من الشعب المصرى، وإن موقف مؤيديه ومعارضيه يجب أن ينفصل ولو تدريجياً عن موقفهم من الجيش الذى يجب أن يظل جيش الأمة والدولة وفقط. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اكتساح نعم «3 4» اكتساح نعم «3 4»



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 14:29 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

مؤمن زكريا يتخلّف عن السفر مع بعثة الأهلي

GMT 05:35 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

شوبير يفجر مفاجأة حول انتقال رمضان صبحي إلى ليفربول

GMT 13:45 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ماكينات الـ ATM التى تعمل بنظام ويندوز XP يمكن اختراقها بسهولة

GMT 02:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر الدواجن في الأسواق المصرية الجمعة

GMT 17:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يصل السعودية لأداء مناسك العمرة

GMT 16:08 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف تابوت يحوي مومياء تنتمي للعصر اليوناني الروماني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon